شهر رمضان هو فرصة ذهبية لتطبيق تعاليم الإسلام السمحة التى تُرسخ قيم التراحم والتكافل بين كافة أفراد المجتمع بعضه البعض وتعميق قيم الإنسانية والوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، فالتكافل لا يقتصر على أشكال معينة، فمن ضمن أشكال التكافل الاجتماعى ما قام به أحد الإخوة الاقباط فى الاقصر من ذبح 5 عجول ضمن مبادرة خيرية لتوزيعها على الأسر المستحقة فى شهر رمضان المبارك مع مائدة إفطار يومية، وتتكرر هذه الأعمال الخيرية كل عام بين أفراد المجتمع وفى كافة المناسبات الاسلامية والمسيحية، فالشعب المصرى يضرب أعظم صور التعاون والتكافل الاجتماعى فى هذا الشهر الكريم من موائد الرحمن ومن شباب متطوعين يخرجون للشوارع بعد أذان المغرب لتوزيع التمور والعصائر على كافة المارة وتعليق الزينة، بالاضافة لتوزيع المواد التموينية على الأسر المحتاجة والمشاركة بالوقت ورفع كفاءة منازل القرى وتوصيل المياه للمنازل، والدعم الغذائى والزكاة، فالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وضعا التكافل الاجتماعى فى منزلة عظيمة، حيث يقول الله تعالى فى سورة البقرة: «الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» وفى سورة المعارج: «والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم».
فالعطاء فى الإسلام ركناً أساسياً فى العبادة وركناً أساسياً فى بناء المجتمع المتكافل، فهو يزكى النفس ويطهر المال ويبنى المجتمع، حيث يقول تعالى فى سورة النساء: «الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذاب مهين»، وفى سورة محمد: «ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغنى وأنتم الفقراء»، وفى سورة الماعون: «أرأيت الذى يكذب بالدين فذلك الذى يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين»، ويقول تعالى فى سورة التوبة: «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها»، وفى سورة آل عمران: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم»، وفى سورة المنافقون: «وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتى أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين»، وفى سورة الحشر: «ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون»، وفى الحديث القدسى يقول الله تعالي: «أَنْفِق يا ابن آدم أنفق عليك»، ويقول رسول الله: «ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: «اللهم أعط ممسكا تلفا»، وعن أَسماءَ رضى اللَّه عنهما قالت: قَالَ لى رسولُ اللَّه: «لا تُوكِى فيُوكَى عليكِ» وقال: «داووا مرضاكم بالصدقة»، وتكثر الآيات القرآنية والاحاديث التى تحض الناس على العطاء والانفاق والتعاون والتكافل والاحسان فيما بينهم لمساعدة الفقراء والبعد عن الانانية، فالظروف الاقتصادية تستدعى تجسيد تعاليم الإسلام على أرض الواقع لبناء مجتمعٍ قوى ومترابط مع ضرورة تبكيرالمواطنين بإخراج الزكاة قبل موعدها للمصلحة الشرعية، فما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط.