تجمع الكتب القديمة على أن هارون الرشيد يعتبر أول خليفة عباسى لعب به ودعا إلى لعبه.. كما يروى أن الخليفة المأمون اشتهى لعب الشطرنج بعد ارتقائه عرش الخلافة.. كما ظهر فى زمن الخليفة المعتضد فى أواخر القرن الثالث الهجري– التاسع الميلادي، نوع جديد يسمى «الجوارحية» وهو عبارة عن سبعة أبيات فى ثمانية، وامثلتها اثنا عشر فى كل جهة منها ستة كل واحد من الستة باسم جارحة من جوارح الإنسان التى بها يميز وينطق ويسمع ويبصر ويبطش ويسعى وهى سائر الحواس، والحاس المشترك هو الذى من القلب.
صور الجاحظ بعض مباريات الشطرنج فى حضرة الأمير عبدالله بن طاهر، وولع به المسلمون وهم فى طريقهم لأداء فريضة الحج وكانوا يلعبون الشطرنج على ظهورالشقاويف، وأقبل عليه سلاطين المماليك والأمويين وحرص بعضهم إذا خرج فى أسفاره أن تحمل معه كمية ضخمة من العاج برسم خرط الشطرنج حتى إذا لعب السلطان بشطرنج مرة أخذه بعد ذلك أرباب النوبة وجدد غيره للسلطان.
جرت العادة أن تصنع أدوات الشطرنج من سائر أنواع الجواهر والذهب والفضة والأبنوس برقاع الحرير المذهب، كما صنعت من البللور الصخري.. لهذا كان من الطبيعى أن تعتبر لعبة الشطرنج من الألعاب الأرستقراطية الخاصة بالملوك والأمراء،لا الفقراء والأراذل.
قالوا فى ذلك أيضا: مثل الفقير الذى يلعب الشطرنج، كمثل الأعمى ينظر فى النجوم.. ورغم هذا، فقد شاع الشطرنج بين مختلف الطبقات، حيث لعبه السلاطين والأمراء والتجار والفقهاء وغيرهم.
أعلن مؤخرا باحثون أمريكيون أن الفراعنة مارسوا لعبة الشطرنج قبل الرومان بوقت طويل وأطلقوا عليها اسم «الكويكركيو»، وكان يشارك فيها لاعبان لديهما عدد متساو من القطع «12 قطعة» توضع جنباً إلى جنب على شكل خطوط وليس مربعات ويمكن تحريكها إما بشكل مستقيم أو مائل ولم تختلف الاستراتيجيات والتكتيكات التى وضعوها للعبة كثيراً عما هو حادث الآن.
أخيراً، بعد اكتشاف مقبرة «توت عنخ آمون» فى الرابع من نوفمبر 1922 بوادى الملوك غرب النيل بمدينة الأقصر وعثور «هيوراد كارتر» على رقعة شطرنج كاملة فى المقبرة بكل مفرداتها.
قال الملك الطفل للجميع «كش ملك» ليس هناك أسبق من المصريين فى ابتكار لعبة الشطرنج، ووصلت اللعبة بعدها إلى كل هؤلاء ومازالت تمارس بشكلها القديم وقواعدها التى وضعها الفراعنة حتى الآن.