انظر أيها القارئ.. «العزيز».. بلطف تفكرى وتدبرى واعقالى شديد.. ويا ليت اعقاله يكون.. «بقلب سليم».. وخاصة إن كنت من.. «أهل الكتاب».. فيما يمضيه الزمان على حضورنا من.. «لحظات».. نظنها بسكرة غفلتنا أياما وشهورا وسنينا.. ربما منا من يظن أن آيات الله.. «برحمة وشدة نذرها».. قد انتهت عند ما ذكر منها فى.. صحف وكتب الله بأرتالها حتى اكتملت وتمت.. «كتاب به اكتمال الدين وتمام نعمته».. وأن ما يرونه من.. «آيات».. فى أنفسهم وفى الأفاق.. هى مجرد أحداث وليدة من.. «أسباب إنسانية».. غير منضبطة قانونيا وأخلاقيا بما تعارف وضعيا عليه.. «البشر».. وأقرب مثال لذلك هو مفهوم هؤلاء لما أصاب.. لوس أنجيليس الأمريكية من.. «إعصار فيه نار».. فاحترقت بما كانت تُغنى به.. وأنا أرى والرؤية الحق لله ـ أن تلك التناولات شبه الاعقالية تتناقض مع أن الله.. حى قيوم قد كتب على نفسه.. «الرحمة بتبشيرها وإنذارها».. نعم.. الرحمة التى تستوجب استمرارية الآيات.. دعما لمن اتقى وترهيبا لمن أخذته الغفلة وبات.. «مريضا بعمى الوهن».
فى إطار مفهوم ما سبق ذكره.. نكمل مرتكزاتنا العلمية.. (10) فى إطار.. «ردة وهن».. أهل قرية أو مدينة.. «مكة».. ومطمع ملك اليمن.. «ابرهة».. فى عوائد تحويل.. «الكعبة».. إلى قبلة ومزار تجارى.. وبناءه ببلدة ما يشبه ظاهر الكعبة.. «قرر هدم كعبة مكة».. وأعد لذلك جيشا مسلحا.. ومدعوم بفيل قد قام بانتقائه وتغذيته حتى.. «صار الأضخم والأقوى».. والأشبه بأقوى دبابة مدرعة بزمانه.. وذهب قائدا لمقصده.. ولم يجد بمكة من يتصدى له.. «بما فى ذلك اسرة عبد المطلب بن هاشم سيد قريش آنذاك.. وأهل الكتب».. فعبد المطلب قال.. «للكعبة رب يدافع عنها».. ومثله بنو إسرائيل تواروا بأديرتهم وكهوف جبالهم.. حينذاك.. أرسل الله جيشا من.. «طير أبابيل».. قذائفهم.. حجارة من سجيل.. نعم.. «حجارة من نار جهنم ملتهبة».. أتت على ابرهة وجيشه وفيله فجعلتهم.. «كعصف مأكول».. (5/الفيل).. فثبت الله إيمان عبدالمطلب والمؤمنين من أهل الكتاب.. وصان بيته المحرم.. «الكعبة».. وأضل كفر كفار.. «قريش واليهود معا».. وجعل ذلك.. «آية».. أنارت قلوب آخرين وأعدتهم لما لا يعلمون.. ما يترصد أهل.. «وهن».. الحالة الثانية التى نحن بصددها.. نعم.. «ترصد حق آيات».. التى ظاهرها عجب وباطنها يقين حق.. «وكأنه».. نهر عظيم أصل نشأته سماوية.. وقد تفرع فى الأرض.. «أنهار وينابيع عيون».. تقيم حضور حيوات.. «ومقاماتها الكريمة».. نعمة عطاء من الله.. وتميت أخرى نقمة عقاب من الله أيضا.. «وكلا الحالتين حقا وعدلا».. من العزيز الحكيم سبحانه وتعالى.. وذلك ما تغيب حكمته عن اعقالات.. «أهل الوهن».. أهل عشق زخارف زينة الحياة.. «الدنيا».. وباطل علوها الفانى.. نعم.. أهل طاعة ظنون أهواء أنفسهم الإنسانية قليلة العلم.. بل الموصوفة بأنها كانت.. «ظلومة بجهالتها».. المكتسبة رغم سلامة خلق فطرتها التى فطرها العزيز الحكيم سبحانه.. نعم.. أهل غى الاطمئنان حين كثرة المال وحزبية وقبلية البنون.. نعم.. أهل من صدق إبليس ظنه عليهم.. «فباتوا حزبه».. من شياطين الإنس والجن.
والآن.. ربما يتساءل البعض عن.. «ماهية التعجب».. الذى أشرنا إليه آنفا.. والذى صاحب.. «بدايات».. احكامات الله فى.. «كيفية».. تطهير ما كان عليه.. «مكة».. من حالة وهن.. نعم.. مكة القرشية العربية بذاك الزمان.. بل وتأسيس قواعد ذاك التطهر من.. «الوهن».. بأى مكان وزمان حتى قيام الساعة.. نعم.. «العجب».. الذى تحول إلى.. «تشكيك وطعن».. فى حكمة مرادات الله وذلك من أهل الوهن.. وفى مقدمتهم.. «اليهود والذين أشركوا».. وذلك بشدة عداوتهم للذين أمنوا جميعا.. حتى بعد أن تحققت حقا وعدلا.. «احكامات الله».. وباتت نور وهدى.. «أمة مسلمة لله».. أمة آمنت بعجب احكامات الله الكاشفة للوهن.. العجب فى أن الله لم يتدخل بقوته القاهرة مباشرة.. نعم.. فلم يرسل صيحة قاتلة.. ولا فوران تنور مغرق.. إلخ.. بل أرسل رسول برسالة.. «علم حق».. رسول ليس بآية مادية معجزة.. مثل كل من سبقه من رسل الله.. بل رسول يتيم وفقير لا يملك من العلم وتقنيات قوته شيئا قط.. «رسول أمى لا يقرأ ولا يكتب».. رسول لا يملك من حزبية وقبلية.. «البنون».. شيئا.. فرسالة الله المنزلة من الله عليه.. «وله».. هى كل قوته.. فماذا ومن أرسل لهم هم.. مِن أشد الناس.. «وهنّا».. وإكفارا للحق وما أحق.. «ذلك هو سر العجب وحقه».
وإلى لقاء إن الله شاء.
ملاحظة هامة:
خير مكر غزل علم الحق.. هو نسيج قوة حق العلم.. «الغالبة».. سياسيا دائما أبدا..