واهم وساذج.. من يظن ان شهية بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل المتشوقة لمزيد من الدماء يمكن أن تتوقف عندما حققه فى غزة وجنوب لبنان.. لذلك أتوقع ان مزيداً من الجبهات سوف تفتح تباعا.
لذلك أعتقد ان ما يحدث فى سوريا منذ الاربعاء قبل الماضى ما هو الا بداية لجولة جديدة من الغزو الصهيونى فى سوريا تمهد له الآن بعض أدواتها فى صورة هيئة تحرير الشام.
والسؤال الساذج الذى يطرح نفسه: لماذا عادت الجماعات الجهادية بشكل مفاجئ للحرب فى سوريا الآن، اذا لم تكن لاسرائيل علاقة بالهجوم الواسع الذى شنته «هيئة تحرير الشام» وفصائل حليفة لها الأربعاء قبل الماضى على مواقع لقوات الجيش شمال غرب البلاد، وقطعت الطريق الدولى الذى يصل العاصمة دمشق بحلب، كبرى مدن شمال سوريا.
وتتوالى الأسئلة مثل : هل هناك علاقة بين اقتراب انتهاء الحرب فى غزة والتوصل الى الاتفاق الهش مع لبنان والتى تخرقه الطائرات والصواريخ الاسرائيلية كل دقيقة، وبالتالى هل يكون الهدف استنزاف النظام السورى تمهيدا للانتقال الصهيونى بشكل موسع الى الجبهة السورية ثم بعد ذلك يأتى الدور على العراق .. الخ.
وحتى يتأكد ما أطرحه علينا بالسؤال الأكثر سذاجة: من يقف وراء هيئة تحرير الشام بصفة خاصة، والجماعات الجهادية بشكل عام سواء فى سوريا أو العراق؟ ، ومن ينفق على استقدام المرتزقة من كل مكان من أوروبا و بلدان آسيا الوسطى وبينهم طاجيكستان.. وما هو الهدف؟
ولان الاجابات تكاد تكون معروفة للشخص الساذج أستمر فى طرح الأسئلة مثل السؤال الذى يطرح نفسه وسبق ان طرحته من قبل وطرحه غيري: هل هناك علاقة بين الراعى الرسمي، يعنى الممول والمخطط لهذه الجماعات الجهادية وبين عدم ظهورها على المسرح الحربى فى غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 الذى شنته حماس على اسرائيل وحتى الآن قبل ظهورها فى حلب.
و يأتى السؤال المحير للبعض: اذا كانت حماس تنتمى بشكل ما للمعسكر الدينى فلماذا لم تسارع هذه التنظيمات الى نجدتها، أليس نصرة المسجد الأقصى ونجدة من يتعرض لحرب ابادة فى غزة اهم من محاربة النظام السوري، أم أن تحرير القدس يأتى بعد القضاء على كل الدول العربية؟!
وتتوالى الاسئلة هل هناك علاقة الان بين هذا الهجوم وحالة الضعف التى أصابت حزب الله والذى يصل الى حد الانسحاب من مؤازرة النظام السورى بعد مقتل حسن نصر الله وتقويض وتقليم اظافر حزب الله فى جنوب لبنان بسلسلة الاغتيالات لقادة الحزب وضرب بعض مراكزه.
وهل هناك علاقة بين عدم رغبة ايران والحرس الثورى فى الاستمرار فى أرض المعركة بعد الشد والجذب بين ايران واسرائيل والرغبة فى الحفاظ على قواعد اللعبة برعاية امريكية، وفقدان العديد من القادة العسكريين للحرس الثوري.
وهل ما يحدث الآن يأتى بعد التأكد من انشغال روسيا بالحرب مع اوكرانيا بعد ان تم رسم سيناريو توريطها فى حرب مع أوكرانيا و لم يكن هناك مفر منها بعد اقتراب نفوذ حلف الناتو على الحدود مع روسيا بالتواطؤ الاوكراني.
« باختصار هل شعرت هيئة تحرير الشام « الواجهة التى قد تتخفى وراءها جماعات أخرى كما يتخفى وراءها الراعى الرسمى للارهاب فى المنطقة، أقول قد شعرت بنوع من الضعف لدى النظام السورى وقررت ضرب بعض وحداته فى حلب وادلب فى وقت هى ليست على أولويات روسيا وإيران وصعف حزب الله «.
ولمن يريد معرفة بعض الملامح الظاهرة فى تكوين هيئة تحرير الشام حتى يتوصل بنفسه الى بعض الاجابات ولو قاصرة، وما خفى كان أعظم عليه ان يدرك ان هذه الجماعات ترتبط بحبل سرى بتنظيم القاعدة، وما ادراك بمن يقف وراءه، فى العلن والسر، وكونت بعض هذه الجماعات ما يطلق عليه تحالف الفتح المبين، ويضم: هيئة تحرير الشام، والجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا، وجماعة جيش العزة المتمردة. مع فصائل متحالفة معها مثل الجيش الوطنى السوري، وهو تحالف من فصائل المعارضة المدعومة من تركيا والتى تعارض القوات الموالية للحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية التى يقودها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة.
هذه بعض الملامح .. يعنى حولوا سوريا الى ساحة حرب بالوكالة منذ سنوات وهكذا ينصب السيرك من جديد مستغلين الاسباب التى ذكرتها، والعقل المدبر يقف وراء الستار، وان كانت اصابعه توشى به، وهى اسرائيل بدليل اننا لم نجد ظلالاً لهذه الجماعات فى فلسطين رغم ما مر بها، نقول كمان ولا كفاية!!