فى تصريح أثار ضجة داخل إسرائيل لكنه واضح للجميع منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، قال وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش أمس إن إعادة الرهائن «ليس الهدف الأهم للحكومة».
وفى مقابلة إذاعية، قال الوزير اليمينى المتطرف «إنه هدف بالغ الأهمية، لكن إذا أردنا القضاء على حماس ومنع تكرار سيناريو السابع من أكتوبر، فعلينا أن نفهم أنه لا يمكن أن تبقى حماس فى غزة».
وعلى الفور أثار التصريح موجة غضب بين عائلات الرهائن الـ59، التى وصفت كلمته بـ«العار». قال منتدى عائلات الرهائن فى بيان: «يكشف الوزير الحقيقة المُرة للجمهور، وهى أن هذه الحكومة قررت عمدا التخلى عن الرهائن»، وتابع المنتدي: «سموتريتش، سيتذكر التاريخ كيف أغلقت قلبك فى وجه إخوانك وأخواتك الأسري، واخترت عدم إنقاذهم».
ولا يزال هناك 59 رهينة محتجزة فى قطاع غزة من بينهم 24 فقط أحياء. وتسعى إسرائيل إلى استعادة الرهائن مقابل هدنة مؤقتة، لكن حماس تشترط إنهاء الحرب وانسحابها من القطاع من أجل الإفراج عنهم.
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أكثر من مرة، أنه غير مستعد لإنهاء الحرب حتى يتم القضاء على حماس.
ميدانيا، واصلت طائرات الاحتلال أمس قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 35 لعودة الحرب مخلفة اعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي، وحسب مصادر فلسطينية فقد وصل عدد الشهداء خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة إلى 44 شهيدا و145 مصابا.
فى الجنوب، استشهد خمسة مواطنين وجرح أخرون جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة بركة فى منطقة الزنة شرق مدينة خان يونس. واستشهد مواطن وزوجته بقصف خيمة تؤوى نازحين فى منطقة المواصى غرب مدينة خان يونس، كما ارتقى شهيدان بقصف مجموعة مزارعين فى عبسان شرق خان يونس.
ووصل عشرة شهداء إلى المستشفى الأوروبى بينهم خمسة قصفهم جيش الاحتلال على عربة يجرها حمار قرب كف ومراح الشرقى شرق رفح، فيما دمر جيش الاحتلال عدة مربعات سكنية برفح جنوب القطاع.
استشهد خمسة مواطنين بقصف اسرائيلى استهدف تجمع للمواطنين بشارع النخيل بحى التفاح شرق غزة، كما ارتقى شهيدان جراء استهداف تجمع للفلسطينيين فى شارع وادى العرايس بحى الزيتون جنوب شرق غزة.
من جانبه، استنكر الهلال الأحمر الفلسطينى أمس «كذب» الجيش الإسرائيلى فى تقريره بشأن مقتل 15 مسعفًا بنيران جنوده فى قطاع غزة فى مارس الماضي.
وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر نبال فرسخ فى رام الله بالضفة الغربية المحتلة: «ما دام الكذب سيد الموقف فى التقرير فهو باطل وغير مقبول لأنه يحتوى على تبرير للقتل وتحميل المسئولية عن الموضوع لخطأ شخصى فى قيادة الميدان والحقيقة غير ذلك»، وفقًا لـ»فرانس برس».
كان جيش الاحتلال الإسرائيلى قد أعلن عن نتائج التحقيق الرسمى الذى أجرته هيئة الأركان العامة فى جيش الاحتلال، حول حادثة إطلاق النار على سيارات إسعاف فلسطينية، حيث كشفت عن وجود أخطاء وتقصيرات عملياتية، وأسفر التحقيق عن اتخاذ إجراءات تأديبية شملت توبيخ قائد اللواء 14، وإقالة نائب قائد سرية جولانى من منصبه.
وفى وقت سابق، قتل 15 من المسعفين وموظفى الإغاثة بالرصاص فى 23 مارس على 3 دفعات، قرب مدينة رفح جنوب، ودفنوا فى حفرة غير عميقة حيث عثر مسئولون من الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطينى على جثامينهم بعد أسبوع.
بدوره، قال مدير الإغاثة الطبية فى غزة إن الجرحى يموتون ببطء نتيجة الانعدام شبه الكامل للمستلزمات الطبية. وأوضح أن الاحتلال دمر المستشفيات، والمدارس، والجامعات، وكل مقومات الحياة المدنية، ما أدى إلى انهيار شبه تام للمنظومة الصحية والتعليمية والخدمية فى القطاع. وأشار إلى أن معظم الأدوية الحيوية قد نفدت بالكامل، ما يفاقم من معاناة الجرحى والمرضي، ويُصعّب تقديم الرعاية الطبية الأساسية، محذرًا من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة الآلاف.
من ناحية أخري، دعا أربعة وزراء فى حكومة الاحتلال أمس إلى ضم الضفة الغربية، وفرض السيادة عليها، جاء ذلك خلال اقتحامهم أراض جنوب نابلس، ومشاركتهم فى «افتتاح» حى استيطانى جديد فى مستوطنة «هار براخا» التى أُقيمت على أراضى قريتى بورين وكفر قليل.
ودعا الوزراء الأربعة «وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك، ووزير العدل ياريف ليفين، ووزير النقب والجليل، يتسحاق فاسرلوف» وقادة آخرون للاحتلال إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وتعزيز الاستعمار فيها، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
واعتبر كاتس أن «الاستعمار هو خط الدفاع عن إسرائيل»، مضيفا أن العدوان سيتواصل على شمال الضفة الغربية.
وردا على ذلك، أعلنت حركة حماس أن تلك التصريحات تمثل امتدادا لسياسات الاستيطان العدوانية، وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية.
فى الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس بلدة «إذنا» غرب منطقة الخليل بالضفة وأطلقت الرصاص الحي، وقنابل الصوت، والغاز السام، دون أن يبلغ عن إصابات أو اعتقالات.
وتتعرض بلدة إذنا التى يُحكم الاحتلال حصاره عليها منذ نحو عام، ويغلق مدخلها الرئيس، لاقتحامات يومية، يتخللها إجبار أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم.
على صعيد أخر، حذر نادى الأسير الفلسطينى من استمرار وتفاقم الجرائم الممنهجة التى تنفذها إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلى بحقّ الأسرى والمعتقلين، التى تشمل الإهمال الطبي، والتجويع، والعزل، والاعتداءات المتكررة، فى ظل مرور 19 شهراً على الإبادة الجماعية التى طالت أبناء الشعب الفلسطيني، دون أى تراجع فى وتيرة الانتهاكات.