دخل الاستشفاء البيئى فى مدينة سفاجا عامه الثلاثين، بعد أن أعطى نتائج مذهلة فى علاج أمراض الصدفية والروماتويد والذئبة الحمراء كبديل طبيعى للعلاج الكيميائى.. لما تمتلكه من مقومات طبيعية وهو نوع من السياحة يعد رافداً مهماً من روافد الدخل القومى حيث يتجه العالم نحو استغلال واستثمار هذا النوع من السياحة والذى أصبح يتعدى 15 ٪ من حجم السياحة العالمية، ومن المتوقع أن تصل إلى 230 مليار دولار فى عام 2030.
استعدت سفاجا لموسم العلاج البيئى والذى يبدأ من شهر مايو حتى نهاية سبتمبر.
يقول الدكتور حسن حمزة – الخبير في السياحة الاستشفائية والمشرف على العلاج البيئى بمركز طبى بإحدى القرى السياحية بسفاجا ـ إنه تم الاستعداد والتجهيز لاستقبال المرضى من جميع أنحاء العالم حيث سيبدأ العلاج البيئى للحالات هذا الشهر مايو، وعدد المرضى المترددين على سفاجا للعلاج البيئى سنويا يبلغ نحو 5 آلاف مريض ومن أهم الجنسيات الألمان والروس والبولنديين ودول الخليج ومصريين وتتراوح مدة العلاج من 15 إلى 30 يومًا تبعًا لظروف الحالة المرضية ولابد من المتابعة المستمرة حتى بعد الشفاء.
أشار إلى إن المترددين من الذكور أكثر نظرًا لسهولة الحركة وإمكانية التفرغ والتواجد لمدة كبيرة للعلاج، وكذلك القدرة المالية لكن علميا الأكثر إصابة بالامراض المناعية السيدات وهذه الأمراض تظهر فى أعمار مختلفة ليست فى سن معينة لكن لو ترجمت الأرقام ســنجد إن المترددين للعلاج البيئى فوق 35 سنة بنسبة 80 ٪ وفوق سن 60 سنة بنســـبة 10 ٪ وتحت سن 35 ســـنة بنســـبة 10 ٪ ونسبة الشفاء فى مرض الصــدفية 90 ٪ والروماتويد 80 ٪، أكثر المترددين من مرضى الصدفية نظرًا لظهوره على الجسد ومما يسببه من تشوهات للجلد متعبة بدنيا ونفسيًا.
حمزة يكشف أن العلاج فى منتجع سياحى لا يقل عن 70 ألف جنيه فى الشهر، اما العلاج خارج المنتجع ممن يقومون باستئجار شقق بمدينة سفاجا قد تصل إلى 30 ألف جنيه وبرنامج العلاج يمر على جلستين يوميًا الأولي من 6 صباحًا حتى 9 صباحا والجلسة الثانية من 5 مساء إلى 7 مساء وما بين تعرض للشمس ودفن بالرمال ثم دهن الجسم بمرطبات دون أى مواد كيميائية.
اكتشاف الاستشفاء البيئى بالمنطقة يرجع إلى عام 1992 عندما فوجئ نزلاء بالقرية تابعين لفوج سياحى من «السويد»، بتماثل عدد منهم – مرضى بالصدفية- للشفاء وعلى الفور قامت وزارة البحث العلمى بتشكيل فريق طبى متخصص من أساتذة المركز القومى للبحوث ووضع خطة علمية دقيقة، بدأت بدراسة ميدانية طبية للمنطقة والقرى المحيطة بها واستمرت لمدة عام تم خلالها توقيع الكشف الطبى على مئات المرضى الذين يعانون من الأمراض الجلدية وكذلك دراسة الحالات المترددة على مستشفى سفاجا المركزى والعيادات الأخرى، وتبين أنه من بين تعداد سكان المنطقة لم تسجل حالة صدفية واحدة وتبعها دراسة اخرى استمرت لمدة عامين قامت وزارتا البحث العلمى والسياحة باختيار عدد من المرضى يعانون من مرض الصدفية من الكبار والأطفال والرجال والنساء واخضاعهم للعلاج البيئى، ويتضمن نزول المريض إلى مياه خليج سفاجا عالية الملوحة ثم التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية فى الصباح الباكر وقبل الغروب يوميا، وفى نهاية فترة العلاج تم إجراء تقييم إكلينيكى للحالات والتى أثبتت نجاح العلاج بصورة ممتازة وتم نشر هذه الأبحاث فى الدوريات العلمية المتخصصة وفى 1994.
أضاف.. إنه تم وضع منطقة سفاجا على الخريطة العلاجية العالمية للصدفية، وفى ألمانيا تأسست جميعة أطلق عليها الجمعية الألماينة – المصرية لعلاج الصدفية بسفاجا وترسل سنويًا مرضى يتم علاجهم.
أشار الى ان نحقق العائد الاقتصادى الذى يتناسب مع مقومات السياحة العلاجية بسفاجا؛ لابد من إجراء دراسة شاملة لتحديد الأسواق المتوقعة للطلب على منتج السياحة العلاجية بالمنتجعات وتنظيم مؤتمرات كبرى بهذه الدول وعمل دعاية مباشرة ونشر نتائج حالات تم علاجها من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وإصدار مطبوعات بمقومات المنطقة مع اتصالات مستمرة مع سفاراتنا وممثلينا فى الخارج، وكذلك الإطلاع على كل ماهو جديد فى عالم العلاج البيئى فى المراكزالطبية الكبرى بالدول المعنية به وهو ما نسعى لتحقيقه حاليًا من خلال خطة قوية للترويج للسياحة العلاجية.
«لماذا سفاجا»
المنطقة كما يقول د. حمزة تعد أفضل مقصد عالمى للسياحة العلاجية دون غيرها حيث إنها تقع على خليج مائى محاط بمجموعة من الجزر والشعاب المرجانية مما ينتج عنه انخفاض فى سرعة تيار المياه بالمنطقة، مما يؤدى إلى زيادة نسبة الملوحة بالمياه كما أن كميات الشعب المرجانية الهائلة بالمنطقة تمثل مصدرًا طبيعياً لتلك الأملاح والمعادن، مما ينتج عنه فى النهاية نسبة ملوحة عالية هذه الملوحة تمثل العامل الأول فى العلاج والثانى فيتمثل فى أشعة الشمس فوق البنفسجية التى تسقط بكميات هائلة على سطح الارض فى تلك المنطقة والذى يرجع لكون المنطقة محاطة تمامًا بمجموعة من الجبال الشاهقة فى الارتفاع والتعرض لأشعة الشمس ينتج عنه إفراز الجلد لفيتامين «د» الذى يلعب دوراً مهماً فى ضبط الخلل الموجود فى الجهاز المناعى مما ينتج عنه عودة خلايا الجلد لانقسامها الطبيعى وبالتالى اختفاء أعراض المرض ،إن نسبة الشفاء به أكثر من 90 ٪ وإن 60 ٪ منهم لايعود إليهم المرض مرة اخرى و40 ٪ قد تعود لظروف نفسية.
عن الجديد فى العلاج البيئى كشف دكتور حسن حمزة عن برنامج حتشبسوت لعلاج الصدفية والأكزيما والالتهاب العصبى الجلدى، وسمى باسمها لانه اكتشف انها كانت تتميز بالرحلات الاستكشافية خاصة لمناجم سفاجا والتى افتتحتها الملكة وليس مستبعداً أن تكون قد تشافت بمياه وشمس ورمال سفاجا، حيث وجد عند تشريح الجثمان وجود إصابات فى الرقبة وكريمات تشبه المستخدمة حاليًا فى علاج الصدفية وكذلك فى مومياء والدها تحتمس فرجحوا إنهما كانا مصابين بالصدفية وتلقوا علاجهم بسفاجا، وبرنامج حتشبسوت العلاجى يعتمد على ورش عمل اثناء العلاج المعتاد لدعم الحالة النفسية والتى لها دور كبير فى نجاح العلاج والشفاء، كما تم اكتشاف قدرة مياه ورمال وشمس سفاجا على شفاء المرض المناعى «fibromyalgia» وهو يصيب الأربطة والعضلات ويسبب آلام وإجهاد وسوء الحالة المزاجية وينتشر فى الأماكن الباردة ويتم وضع برنامج له فى سفاجا ونسبة الإستجابة للعلاج 90 ٪.
«دور الإعلام»
تحتل مصر المرتبة 14 وهى مرتبة متواضعة بالنسبة للإمكانيات البشرية والطبيعية التى تتمتع بها وتنوع سياحى هائل وموقع جغرافى عظيم ومناخ مشمس تقريبا طول العام ووجهات سياحية تقليدية وغير تقليدية متعددة، والاهم من ذلك شعب ودود بطبيعته لديه خبرة التعامل مع مختلف الثقافات باحترام كبير، هذا الجدول يحتاج تحليلاً عميقاً جدًا من أجل تحسين مرتبة مصر فى هذا المجال، علينا ان كنا جادين العمل على مواجهة العيوب بشجاعة وتحسين المميزات بمثابرة
«4 أضعاف الترفيهية»
يقول أمير عبدالحفيظ ـ مدير أحد المنتجعات السياحية التى تقدم العلاج البيئى بمدينة سفاجا ـ إنه موسم السياحة العلاجية يبدأ سنوياً من شهر مايو حتى سبتمبر ونوفر للمرضى كافة سبل الراحة وتعد أكثر دخلا من أنواع السياحة الأخرى تمثل أربعة أضعاف دخل السياحة الترفيهية لأن المريض يستمر فى العلاج على الأقل ثلاثة أسابيع وعادة يكون معه مرافق أو أكثر وعلى مستوى العالم نجد أن علاج الصدفية بنظام الاستشفاء البيئى يتم فى منطقتين فقط هما سفاجا والبحر الميت لكن هناك فرقاً كبيراً بين المنطقتين تجعل سفاجا هى المكان الأفضل بلا منازع فالبحر الميت ينخفض عن سطح البحر بحوالى 400 متر، مما ينتج عنه تغير فى الضغط الجوى مما يؤثر بالسلب على مرضى الصدفية الذين يعانون من اضطرابات فى القلب أو ضغط الدم أو تصلب الشرايين، فى حين أن سفاجا فى مستوى سطح البحر وبالتالى لا خوف عليهم ونجد أن الشمس تسطع طوال العام فى سفاجا فى حين أنها تغيب عن البحر الميت فى الفترة من أكتوبر حتى مايو من كل عام.. كما أن البحر الميت خالِ من الحياة البحرية وارتفاع ملوحته بشكل غير عادى مما يؤثر على الحالة النفسية للمرضى عكس ما نجده تماما فى البحر الأحمر من تنوع الحياة البحرية والبيئية.
اللواء عمرو حنفى محافظ البحر الاحمر أكد ان سفاجا تتميز بمقومات فريدة وطبيعية جعلتها فى صدارة مقدمى خدمة السياحة العلاجية فى مصر، وان الاشغالات السياحية ارتفعت للسائحين الراغبين فى الحصول على خدمة السياحة العلاجية مقارنة بالسنوات الماضية حيث ان معظم النزلاء من المستفيدين من الاستشفاء البيئى والعلاج بعيداً عن الأدوية والكيماويات و تعد السياحة العلاجية بسفاجا على رأس قائمة الترويج السياحى.