قال السلف الصالح رضا الناس غاية لاتدرك ورضا الله غاية لاتترك فأترك مالايدرك وإدرك مالا يترك .
فمهما أن يقوم الشخص بمحاولة إرضاء الناس كافة فإنه لن يستطيع ، بل سيحاط بانتقادات جمه ، فلا يمكن لأحد أن ينال رضا جميع الناس ، ولذلك يجب الحرص أولاً على مرضاة الله وحده.
كيف نعمل على إرضاء الله؟ للتقرب والتوجه للخالق تبارك وتعالى نتوسل إليه بالدعاء والاستغفار والرجاء لكى يتوب علينا ويغفر لنا ويتقبل منا صالح الأعمال ، وأيضاً يجب أن نقوم بالإنفاق على الفقراء والمساكين مرضاة لله وحده وليس رياء الناس ، كما يجب أن نعامل الناس معاملة حسنة ، وأن نيسر على الناس أمور الحياة ، وأن نبشر بالخير دائماً ، فكل ما هو قادم بيد الله وحده فإن رضا الله عنا سيكون الخير لنا إن شاء الله.
فكل واحد منا يحب أن يرضى الله ويسعى إلى ذلك ، فهو يحرص دائماً على القيام بالأعمال التى أمرنا الله بها ويجتنب نواهيه ، فإن الله يحب عباده الشاكرين الحامدين المستغفرين المتقين المحسنين.
لقد وهبنا الله نعمه عظيمة وهى نعمة القلب ، فنجد أن قلوب الخلق جميعاً تحتاج إلى تزكيه وتدريب دائماً لكى تكون موجهه للخالق فى كل وقت وحين فقال تعالى (ونفسٍ وما سوَّاها فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها) وكما قال النبى الكريم (ص) إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ، فالقلب الصالح النقى والنية الخالصة لله هى ما تقربنا جميعاً إلى رضا الله عنا.
ولكى تستقيم قلوبنا يجب علينا ترويض وتهذيب القلب وتعويده على حب الخير للجميع ، وعمل الطاعات والبعد عن النواهى ، ستكون بذلك مقدم محبة الله تعالى على محبة كل الناس ، وبالتالى يحبك الصالحين من الناس.
وفى الختام يجب علينا لكى يرضى الله عنا وخاصة فى هذا الشهر العظيم أن ندخل السرور على قلب الناس ونكشف البلاء قدر الإستطاعة وقضاء الدين عن المتعسرين والبعد عن إيذاء الناس قولاً وفعلاً ، والمحافظة على الصلاة وقراءة القرآن والصيام وقيام الليل والدعاء، فإن وفقك الله إلى تلك الأمور الآنفه ، فأعلم أنها من علامات رضا الله عزوجل عليك.