فى عام «1956».. بينما كان عالم مابعد الحرب العالمية الثانية فى عنفوان انقسامه إلى معسكرين أو كتلتين ..المعسكر الشرقى بقيادة «الاتحاد السوفيتي».. والمعسكر الغربى والذى تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية..بينما كان العالم وقتها هكذا ..كانت مصر ومنطقة الشرق الأوسط ساحة لواحدة من أهم وأبرز المواجهات التى وقعت فى القرن العشرين ..مواجهة وصلت فيها تطورات الأحداث إلى حد التهديد باندلاع حرب عالمية ثالثة..وذلك بعدما قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تأميم شركة قناة السويس وقيام كل من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل بعدوانهم الثلاثى وتصدى الشعب المصرى لهذا العدوان فى ملحمة أبهرت العالم.
جاء فى كتاب «مصر فى مواجهة إسرائيل والغرب سياسيا وعسكريا» أن الرفض الأمريكى للعدوان الثلاثى على مصر كان واضحا منذ البداية وأن الأسباب التى جعلت الولايات المتحدة تتخذ ذلك الموقف تمثلت فى أن تأميم قناة السويس لم يصب واشنطن بالضرر الذى أصاب لندن وباريس حيث لم يكن يمر بالقناة فى ذلك الوقت سوى خمسة عشر فى المئة من البترول الذى تستورده أمريكا..والسبب الثانى الذى جعل الولايات المتحدة ترفض العدوان الثلاثى «وفقا لما ورد فى الكتاب» هو خشية أمريكا من الغضب العربى ..والسبب الثالث كان الخوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة قد تدفع الدول العربية إلى جانب «الاتحاد السوفيتي».. والسبب الرابع هو عدم رغبة الولايات المتحدة فى اللجوء إلى العمل العسكرى المباشر حتى لاتتعرض المصالح الغربية فى الشرق الأوسط للخطر.
وتروى صفحات الكتاب أن الرئيس الأمريكى آنذاك «أيزنهاور» رد على رسالة كان قد بعث إليه بها رئيس الوزراء البريطانى أنتونى إيدن «قبل شن العدوان» يطلب موافقة واشنطن على القيام بعمل عسكرى سريع ضد مصر بسبب قرار التأميم ..حيث حذر أيزنهاور من القيام بأى عمل عسكرى ضد مصر وقال فى رده على رسالة إيدن إنه يجب على الدول التى تضررت من تأميم شركة قناة السويس أن تبحث عن أفضل السبل لوضع حل لهذه المسألة بالطرق السلمية..ويشير مضمون الكتاب إلى أن السياسة الأمريكية فى ذلك الوقت كان بحكمها أربعة عوامل بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط..العامل الأول هو الوضع الاستراتيجى للشرق الأوسط ..فقد كانت الولايات المتحدة ترى أنه كلما زادت القواعد العسكرية فى العالم قلت فرص الاتحاد السوفيتى فى ضربها وكانت تعتقد أن منطقة الشرق الأوسط ذات أهمية استراتيجية بالغة فى صراعها ضد «موسكو» لأنه من خلال الشرق الأوسط يمكن للولايات المتحدة محاصرة وعزل الاتحاد السوفيتى وتهديد مناطق استخراج البترول فى منطقة البحر الأسود وبحر قزوين..والعامل الثانى الذى كان يحكم السياسة الأمريكية فى ذلك الوقت «وفق ما جاء فى الكتاب» هو الاستثمارات الأمريكية فى مجال البترول بالإضافة إلى تزايد أهمية البترول فى حالة نشوب حرب ..والعامل الثالث هو عدم تأثير قناة السويس بصورة مباشرة على الاقتصاد الأمريكى بعكس الحالة بالنسبة لأوروبا الغربية التى كانت تعتمد على خمسة وسبعين فى المئة من احتياجاتها البترولية على «الشرق الأوسط».. أما العامل الرابع فكان «النزاع العربى الإسرائيلي» .
يشير الكتاب هنا إلى نقطة بالغة الأهمية حول موقف الولايات المتحدة الأمريكية من قرار تأميم قناة السويس والتحرك الثلاثى الإسرائيلى البريطانى الفرنسى ضد مصر..حيث يؤكد الكتاب أن الولايات المتحدة رغم معارضتها الشديدة للعمل العسكرى ضد مصر إلا أنها كانت لاتريد أبدا لجمال عبد الناصر أن يفرض نفوذه على القناة ..ويقول الكتاب فى ذلك أن موقف الولايات المتحدة هذا من أزمة السويس كان أمرا محيرا للحكومة المصرية ..فأمريكا تقف من التحركات العسكرية البريطانية والفرنسية موقفا سلبيا وتشترك فى المؤتمرات للضغط على مصر ..وفى نفس الوقت «توحي» إلى مصر بأنها ضد استخدام القوة..ويضيف «الكتاب» أن تفسير هذا الموقف «المحير» يمكن تلخيصه فى أن الولايات المتحدة كانت تسعى إلى أن ينتهى حل الأزمة إلى «تدويل» إدارة قناة السويس وبذلك يتحقق لواشنطن ما أرادت دون استخدام الوسائل العسكرية ..كان تركيز أمريكا منصبا على «كبح جماح» بريطانيا وفرنسا لتجنيب مصر من التعرض لعدوان عسكرى حتى لايجد الاتحاد السوفيتى وسيلة أو ذريعة لاكتساب «مواقع جديدة» فى الشرق الأوسط.
ويعرض الكتاب بعض الوقائع المهمة التى سبقت العدوان الثلاثى على مصر فيقول :إنه فى الرابع والعشرين من سبتمبر «1956» ذهبت مصر إلى مجلس الأمن وكان يلزم لإدراج الشكوى المصرية حول الأزمة تأييد «سبعة أصوات» من الدول الأعضاء بالمجلس ..وفى الوقت الذى كانت فيه الشكوك تتزايد فى إكتمال النصاب المطلوب حسمت الولايات المتحدة الأمر حيث أدى تأييدها أو «صوتها» إلى إدراج شكوى مصر فى مجلس الأمن..لم يقف الدور الأمريكى عند هذا الحد حيث أنه مع تسارع الأحداث وتزايد حدة التوتر فى المنطقة بعث الرئيس الأمريكى أيزنهاور برسالة عاجلة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى فى ذلك الوقت «بن جوريون» يحذره فيها من قيام الجيش الإسرائيلى بأى عمل عدوانى قد يعرض المنطقة لخطر لاتحمد عقباه ..إذ كانت إسرائيل قد أعلنت «التعبئة العامة» ولاحت فى الأفق «بوادر الانفجار» .
ويروى الكتاب أيضا أنه :بعد تدخل الأمم المتحدة واعتماد بعض المقترحات التى تبدو وكأنها تمهد إلى التوصل إلى حل سلمى للأزمة قام الأمريكيون بتسريب معلومات إلى «مصر» تفيد أن بريطانيا تجهز لعملية عسكرية ضد مصر تنطلق من قبرص..كما أن أيزنهاور تلقى تقريرا فى الثامن والعشرين من أكتوبر «1956» يفيد أن إسرائيل تستعد هى الأخرى لشن هجوم على مصر مما دفع الرئيس الأمريكى إلى إرسال برقية عاجلة إلى «بن جوريون» يحذره فيها من القيام بأى عمل يكون من شأنه تهديد السلام فى منطقة الشرق الأوسط..ومع مواصلة إسرائيل استعداداتها العسكرية بعث أيزنهاور برسالة ثانية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى يجدد فيها التحذير الأمريكى من مغبة أى عمل عسكرى تفكر «تل أبيب» فى القيام به ضد «القاهرة».. ودعا أيزنهاور جميع الأطراف إلى مناقشة الموقف فى إطار حفظ السلام فى الشرق الأوسط.
وجاء فى الكتاب أن: العدوان على مصر كان أمرا محتملا حتى قبل ظهور أزمة قناة السويس بوقت طويل حيث حدث التقارب الفرنسى الإسرائيلى فى أوائل «1955» لوجود هدف مشترك بين باريس وتل أبيب وهو القضاء على الثورة المصرية والتخلص من جمال عبد الناصر الذى وقف يدافع ويؤيد ثورة الجزائر ثم جاءت أزمة السويس لتضيف حليفا جديدا ثالثا وهو بريطانيا..وتم وضع خطة العدوان على مصر فى باريس فى الثالث والعشرين من سبتمبر «1956».. وفى الموعد المحدد بدأ الهجوم العسكرى على مصر من جانب إسرائيل فى صباح التاسع والعشرين من أكتوبر»1956» وهو الوقت المحدد لمناقشة المباديء الستة التى أقرها مجلس الأمن حول الأزمة ..ووفقا للخطة فإنه بعد الهجوم الإسرائيلى تقدمت إنجلترا وفرنسا بالإنذار المشترك إلى مصر فى اليوم التالى وهو ينص على انسحاب الجانبين المصرى والإسرائيلى مسافة عشرة أميال على جانبى القناة ووقف جميع الأعمال العسكرية فى منطقة القناة..رفضت مصر الإنذار فورا وأصدرت أوامرها بعودة القوات المصرية التى كانت قد سحبتها وحشد كل الإمكانات لمواجهة هذا العدوان.
لأن كثيرين من شباب أمتنا يجهلون صفحات مهمة من صفحات «التاريخ الوطني».. فلامانع من إعادة سرد الوقائع والأحداث بكل تفاصيلها ..طالما أن ذلك يصب فى خدمة «الأمن القومى العربي».. ووفقا لما أوردته أوراق التاريخ الذى تضمنها كتاب»مصر فى مواجهة إسرائيل سياسيا وعسكريا» فإن الاتحاد السوفيتى كان رد فعله تجاه العدوان الثلاثى على مصر بأن هاجم ماقامت به فرنسا وبريطانيا وإسرائيل ووصفه بأنه «عدوان إجرامي» وطلبت موسكو من دول عدم الانحياز عقد مؤتمر لبحث «الوضع المتدهور» فى الشرق الأوسط..وفيما يتعلق برد الفعل الأمريكى طلبت واشنطن عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لبحث توغل القوات الإسرائيلية فى الأراضى المصرية لأن إسرائيل بتوغلها هذا تكون قد خرقت اتفاقية الهدنة مع مصر فى «1949».. وحدث فى تلك اللحظة أن الاتحاد السوفيتى قام بدعم مشروع القرار الأمريكى حول وقف العدوان والذى طالب إسرائيل بالانسحاب الفورى من الأراضى المصرية والعودة إلى ماوراء خطوط «الهدنة».. لكن مشروع القرار الأمريكى هذا تم اجهاضه داخل مجلس الأمن بالفيتو الفرنسى البريطانى !! ..وفى الثلاثين من أكتوبر «1956» طلبت مصر عقد جلسة لمجلس الأمن وأكدت أنها لن تقف مكتوفة الأيدى أمام العدوان الإسرائيلى الفرنسى البريطانى وأنها سترد القوة بالقوة حتى يصدر مجلس الأمن قراره.
وتقول أوراق التاريخ إنه أمام اصرار العدوان واستخدام الفيتو البريطانى والفرنسي..تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بمشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ينص على وقف إطلاق النار والانسحاب الفورى من الأراضى المصرية..حيث نال هذا المشروع الموافقة بأغلبية ساحقة ..وعلى الرغم من ذلك أيضا واصلت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا تنفيذ العمليات العدوانية ضد مصر مما جعل الاتحاد السوفيتى يصدر إنذارا شديد اللهجة لدول العدوان الثلاثى يفيد بأنه أكثر تصميما على «سحق» العدوان باستخدام القوة لإقرار السلام فى الشرق الأوسط.
وتضيف أوراق التاريخ أنه: مع تزايد تأزم الموقف لم يجد الرئيس الأمريكى أيزنهاور مفرا من أن يبعث برسالة «شديدة اللهجة» إلى كل من لندن وباريس يطالب فيها بسرعة الالتزام بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وقبول وقف إطلاق النار فورا والعمل على سحب القوات من الأراضى المصرية..كما أنه حدث فى صباح السادس من نوفمبر»1956» أن إتصل أيزنهاور برئيس الوزراء البريطانى وطلب منه أن يصدر أمره فورا بوقف إطلاق النار «حرصا على الإحتفاظ بالعلاقات بين واشنطن ولندن ..وتقول الأوراق فى ذلك أن أيزنهاور قال لإيدن «إننى لا أستطيع الإنتظار أكثر من هذا « وأن ذلك كان بمثابة «إنذار أمريكي» لبريطانيا على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار قبل منتصف ليلة السادس من نوفمبر «1956».. وتروى أوراق التاريخ كذلك أنه فى صباح السادس من نوفمبر «1956» أعلنت باريس أنها تلقت اتصالا من واشنطن يفيد بأن الولايات المتحدة على استعداد لتقديم قرض قيمته «مليار» دولار إلى كل من فرنسا وبريطانيا إذا وافقتا على وقف إطلاق النار «قبل منتصف الليل».. وعند ظهر ذلك اليوم تم إبلاغ مجلس الأمن بقبول دول العدوان قرار وقف إطلاق النار!!
يجب التأكيد مجددا على أن أمريكا فعلت كل هذا ليس من أجل مصر ولكن من أجل مصلحتها هى .. «المصلحة» جعلت الولايات المتحدة تقسو وتنذر وتهدد أقرب حلفائها «وأولهم إسرائيل»!!.
الإجابة..«نعم»
هل من الممكن أن يتغير الموقف الذى تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية فى «الصراع العربى الإسرائيلي» ونرى فى المستقبل ..القريب أو البعيد.. «واشنطن» وقد تخلت عن تحيزها المطلق لإسرائيل لتقف «ولو على مضض» إلى جانب الحق العربي؟!.. بشكل مفاجيء وجدت نفسى أسأل هذا السؤال وأنا أطالع بعض ما جاء فى كتاب «مصر فى مواجهة إسرائيل والغرب سياسيا وعسكريا» وهو أحد الإصدارات الخاصة التى صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة قبل عشر سنوات للدكتور عبدالرءوف أحمد عمرو.. سبب طرحى لهذا السؤال هو ما وجدته بين ثنايا «التفاصيل والمعلومات» التى تضمنها الكتاب حول محطة مهمة فى تاريخ مصر الحديث وهى محطة «العدوان الثلاثي» والذى تعرضت له مصر قبل ثمانية وستين عاما وشاركت فيه كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل..كما كان أحد الأسباب الرئيسية فى طرح السؤال أيضا ذلك الذى يجرى «اليوم» فوق مسرح الأحداث الإقليمى والعالمى بشكل متسارع وغيرمسبوق وتبدو فيه الولايات المتحدة وكأنها مازالت «كلمة المرور» عبر منافذ خرائط الاشتباك «حربا وسلما» .
إجابة «هذا السؤال الصعب» أراها «نعم».. نعم يمكن أن يتغير الموقف الأمريكى «فى يوم ما» لصالح الجانب العربى فى الصراع القائم مع إسرائيل..يمكن هذا وهو ليس من «المستحيلات الأبدية».. وهاهو التاريخ «شاهد» على إمكانية الحدوث ودليله على ذلك ماقامت به الولايات المتحدة خلال العدوان الثلاثى على مصر فى عام «1956».. وقتها وقفت الولايات المتحدة بكل قوة ضد العدوان على مصر..وقفت أمريكا ليس فقط ضد إسرائيل بل وضد بريطانيا وفرنسا ..والدول الثلاث هم «حلفاء واشنطن المقربون» فى وقت الحرب والسلم..لقد فعلت الولايات المتحدة «آنذاك» كل ماتستطيعه سواء بالتهديد أو «الإغراء» بالمنح والقروض أوحتى عبر مجلس الأمن من أجل إجبار إسرائيل وبريطانيا وفرنسا على «الانسحاب» والتوقف عن مهاجمة مصر!!.. لكن يبرز هنا «السؤال الأهم» لماذا خرجت واشنطن عن «النص» فى «حرب 56» وخالفت «السياق الأمريكى الأوروبى الإسرائيلي» الذى عرف بانحيازه الأعمى لوجهة النظر الصهيونية ضد كافة المصالح المصرية والعربية بوجه عام؟!..الإجابة هنا هى «فتش عن المصلحة»!!.
بالتأكيد لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية ..رغم ضخامة وقوة مافعلته فى حرب «56».. بالتأكيد لم تكن الولايات المتحدة تهدف أو تسعى إلى الحفاظ على المصالح المصرية وحماية «القاهرة» من الأطماع الاستعمارية ..كما لم يكن من بين أهداف الولايات المتحدة أيضا إلحاق ضرر بأقرب حلفائها»إسرائيل وبريطانيا وفرنسا».. الهدف الوحيد الذى كان أمام عينى «واشنطن» فى ذلك الوقت هو «مصلحة أمريكا فقط» وهذه المصلحة لن تتحقق من وجهة النظر الأمريكية إلا بوقف العدوان على مصر ..لقد كان وقف «العدوان الثلاثي» على مصر محاولة أمريكية لفرض «سيطرتها» فى الشرق الأوسط وذلك بإنجاز هدفين فى عملية واحدة «ضرب عصفورين بحجر » .. الأول يتمثل فى إزاحة ماتبقى من نفوذ استعمارى تقليدى فى المنطقة «فرنسا وبريطانيا».. والثانى وهو الأشد أهمية بالنسبة للحلم الإمبراطورى الأمريكى وتمثل فى الحرص الشديد على درء خطر «الشبح السوفيتي» والذى كان يمثل التهديد الأبرز لكافة المصالح العليا الأمريكية!!.
طبيعة المرحلة والتحديات التى يواجهها «الأمن القومى العربي» تستلزم توجيه «نظرة جديدة» فى ثلاثة إتجاهات.. أولها مفردات «قاموس المصلحة» الذى تنتهجه الولايات المتحدة ..والاتجاه الثانى هو مرتكزات «خريطة القوى الفاعلة» على امتداد الكرة الأرضية ..أما الاتجاه الثالث الذى يستلزم النظرة الجديدة «وهو الاتجاه الأهم» فهو عناصر ومكونات القوة العربية «الذاتية الشاملة».. إن إجراء «نظرة جديدة» فى هذه الاتجاهات الثلاث يمكن أن يكون «الخطوة الأولي» فى طريق تغيير الموقف الأمريكى من الصراع العربى الإسرائيلى أو «ترويض» هذا الجموح فى الدعم اللامحدود الذى تقدمه «واشنطن» صباح مساء إلى «تل أبيب»!!.
كتاب «مصر فى مواجهة إسرائيل والغرب سياسيا وعسكريا» يعرض العديد من رسائل التاريخ «الكاشفة».. ماض وحاضر ومستقبل..إعادة قراءة هذه الرسائل فى ظل «المعطيات الحالية» إقليميا وعالميا ..صارت ضرورة من ضرورات الفهم فى «عالم اليوم».. وهذا ما سنسرده اليوم إن شاء الله سبحانه وتعالى .