كنت أتعجب كلما قرأت قصة العالم الدكتور مصطفى محمود وأتساءل دوما.. كيف لشخص أن يصل لدرجة كبيرة من الإيمان بربنا بعد أن كان ملحدا بصدق وقناعة وحب ومن القلب والعقل وكل وجدانه؟! وقرأت كتابه رحلتى من الشك إلى الإيمان وبعد تجارب الحياة بأحداثها وناسها تأكدت أنه من الطبيعى جدا ومنطقى ما حدث معه!
أولا : الدنيا عمرها ما هتكون بالشكل اللى إحنا عايزينه اللى كلها خير ومفيهاش تعب وكل حاجة سهلة! ولا الناس هتكون بالصورة اللى إحنا عايزينها طيبين صادقين مخلصين مكملين معاك للنهاية! لقيت إن لو حصل كدة يبقى إحنا فى الجنة ومش منطقى أصلا إنه يحصل لأن ربنا أجاب فى القرآن: «ليميز الخبيث من الطيب»؛ كل الاختبارات اللى بنتعرض لها 24 ساعة ليميز الله الخبيث من الطيب! فيه مننا بينجح فى الاختبار وفيه بيسقط؛ وفيه بيقاوم لحد ما يسقط مرات وفى النهاية بينجح؛ وفيه على طول فى سقوط! والإجابة على الفرق بين إنسان وآخر كبح النفس عن الهوى.
تكون رحلة البعض فى الحياة من الشك للإيمان وفيه بتكون من الإيمان للشك؛ كلنا مولودون بالفطرة النقية ومع الوقت من خلال أحداث الحياة ومصادفتنا للناس بتبدأ الفطرة تغلب على البعض؛ الحياة حلبة صراع بين الحق والباطل؛ الصدق والكذب؛ العدل والظلم ليه؟ ليميز الله الخبيث من الطيب حتى نحن فى أحداث حياتنا ومن خلال مواقف بنفرز الناس وبنميز الخبيث من الطيب؛ طول الرحلة ناس بنقابلهم بنتعشم فيهم خير بيخذلونا وناس بنتوسم فيهم الخير بيخذلونا وفيه ناس العكس بيثبتوا إن لسة فيه خير فطول الوقت بنميز الخبيث من الطيب!
فيه مننا فطرته بتتأثر شوية من مخالطة الخبيثين بيبدأوا يشككوك فى الصح وفى الفطرة ومع كثرة الخبيثين بتيجى لحظة تقول لنفسك معقول كل الناس دى غلط وأنا اللى صح ممكن للحظة بتكون فى صراع مع الفطرة! فيه اللى الفطرة بتنتصر؛ وفيه النفس الإمارة بالسوء بتنتصر؛ مش عيب إن الواحد يغلط ويخطأ بس يتوب والله يحب التوابين.
ربنا بيستر العبد مرات عدة وبيمنحه فرصة للتوبة وعدم العودة للخطأ والذنب والمعصية؛ فيه اللى بيصر على الذنب وبيستلذ به بل بيشعر كمان إنه لم يرتكب خطأ أو ذنباً وهنا ربنا بينزع غطاء الستر! وفيه بيرتكب ذنب وبيندم عليه وبيكون عارف إنه أخطأ وبيتوب وربنا بيستره وبيستر ذنبه عن أعين الناس لما بيكون تاب من قلبه وندمان على ارتكابه للذنب وكمان عدم العودة للذنب مرة أخرى ؛بس التوبة إنه يتأكد أنه كان صح وأن الكثرة اللى كان بيقابلهم فى حياته كانوا هما اللى غلط ومش بس كدة يبقى واثق من جواه بكدة ومش بس كدة ويدافع عن الصح والحق ويصد عن الغلط حتى لو عمله وحتى لو الغلط عادى كله بيعمله وجواهم شايفين إنه مش غلط!