دولة 30 يونيو يقودها رئيس وطنى مخلص واع يجتاز الأزمات والتحديات
من حق المصريين أن يفخروا بدولتهم القوية الحكيمة، التى تدير سياساتها سواء الداخلية أو الخارجية بالعقل والحكمة، بعيداً عن العواطف الجياشة أو الشعارات الرنانة.
هكذا تمضى دولة 30 يونيو، التى يقودها رئيس وطنى مخلص واع يجتاز الأزمات والتحديات واحدة تلو الأخرى بثبات وتعقل، يقوم على المصلحة الوطنية لشعبه وأمته، بعيداً عن التحركات غير المسئولة أو مغامرات الماضى البعيد، الذى يختلف اختلافاً جذرياً عن المتغيرات العالمية وتوازن القوى الراهن، الذى يحتاج مواءمات جديدة وحسابات دقيقة تجنب البلاد والعباد أى مخاطر يمكن أن تؤثر على استقرار الوطن وإنجازات الدولة، التى صنعت منها خلال السنوات العشر الماضية جمهورية جديدة تمتلك كل مقومات الدولة الحديثة التى تحسدنا عليها شعوب العالم التى راح العديد منها ضحية للقرارات الخاطئة المتسرعة ووقعت أسيرة للنزاعات والفتن والتفرق والشتات.
بالتأكيد، إن التحديات التى يواجهها الوطن فى هذه المرحلة، هى تحديات بالغة الصعوبة، فيها الأطماع وفيها المؤامرات التى تريد عرقلة مسيرة البناء التى بدأت، رغم كل الصعوبات الاقتصادية التى يتحملها المواطن المصرى الواع المحب لبلده بقبول ورضا بقناعة منه أن القيادة السياسية بتوجيهاتها للحكومة تبغى الخير للوطن والحفاظ على المقدرات والإنجازات التى صنعها القائد والشعب معاً خلال العقد الأخير.
>>>
من هذا المنطلق، لم يكن غريباً هذا الاصطفاف الوطنى للشعب المصرى خلف قيادته فى التصدى لأخطار تهجير أهل غزة صوب سيناء، التى رواها الآباء والأجداد بدمائهم على مر السنين، ليس فقط دفاعاً عن الأمن القومى وسيادة الدولة بخريطتها وحدودها المقدسة التى لم تتغير منذ آلاف السنين، بل أيضاً دفاعاً عن الشعب الفلسطينى الشقيق ورفض تصفية قضيته العادلة.
لذا لم يكن غريباً أيضا أن تنطلق من مصر دولة البنائين القدامى، الذين شيدوا أقدم حضارة على النيل، الخطة البديلة لإعمار غزة بعيداً عن أطروحات التهجير «الخبيثة» ومخططات اللوبى الصهيونى الذى قد يحرك قادة وسياسيين ينصاعون لنزواته وأحلامه الزائفة، التى تتكشف الآن أمام العالم وتتلاشى أمام إرادة المصريين وصلابتهم وقدرتهم على إقناع العالم الداعم للحق والمحب للسلام بالحقائق الدامغة على أرض الواقع، التى تؤكد قوة الدور المصرى الفاعل فى المنطقة، بدءاً من إنفاذ المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى، وتوقيع وتحقيق الهدنة وإنقاذها من بين أنياب المتشددين والمتطرفين الذين لا يهمهم إلا مصالحهم السياسية الضيقة، ولو كانت على جثث الشعوب ودماء الأطفال والأرامل.
لا شك أن تلك السياسات المصرية الحكيمة العاقلة، قادرة على حلحلة أصعب المشكلات وتغليب الرؤى السياسية التى تجتذب الإجماع العالمى المستند إلى القانون الإنسانى والشرعية الدولية والشخصيات المستنيرة التى تصنع سياسات الدول سواء فى أوروبا أو الولايات المتحدة، بل حتى الداخل الاسرائيلى الذى يرى أن أفكار اليمين المتطرف يمكن أن تعصف بالدولة والشعب الاسرائيلى فى غياب السلام الضمانة الوحيدة للأمن والاستقرار فى المنطقة.
>>>
باختصار، إن دولة 30 يونيو القوية الحكيمة، تدير مواقفها وسياساتها وعلاقاتها بحنكة وعقلانية لما فيه مصلحة الوطن والمواطن وأيضا مصلحة الأمة العربية، بعيداً عن الشعارات والمغامرات التى مضى زمانها.
ويبقى جيش مصر العظيم القادر على ردع أى تعد لا يعرف قيمة السلام الذى يستحق كل الجهود والتضحيات.