تنتهى خلال أيام الدورة البرلمانية الحالية التى تقترب من اسدال الستار على نهايتها.. وهنا لا أناقش ماذا قدم فى الدورة من استجوابات أو ما صدر عنها من موافقات على قرارات.. لكن اسأل وكنت فى الماضى دون وجود فضائيات وفقط عدد قليل من الصحف احفظ معظم نواب مصر فى الصعيد والإسكندرية والدلتا ومدن القناة.
اليوم أبحث عن النائب الشعبى فى ثقل ممتاز نصار وعبدالمنصف حزين وفاروق جمعة واسماعيل جمعة ومحمود أبو وافية ووداد شلبى وكمال أحمد وأبو العز الحريرى وصبرى مبدى وعثمان أحمد عثمان ود. محمد البطران وعبدالقادر حاتم ونوال عامر وكريمة العروس وصبحى وهدان وعلوى حافظ ومحمد رجب وخالد محيى الدين وكمال الدين حسين ومحمد قنديل وشفيق شاهين ومحمد شاهين «أشمون» وتوفيق عويضة وأبو سعدة «الحامول» ومحمد عبدالشافى ومصطفى كامل مراد وإبراهيم شكرى فى «شربين» وكفر الحاج شربين وهيرماس رضوان وضياء داود وبالطبع بطل المعاشات نائب الغلابة فى بورسعيد ومدن القناة البدرى فرغلى ود. محمد عبداللاه وطلعت مصطفى وعباس صفى الدين «بنى سويف» ومحمد عبدالحميد رضوان وجلال أبو الدهب وفوزى العمدة ونصر عبدالغفور وصبحى عبدالحكيم.
وغيرهم من الأسماء التى كنا فى الجامعة نرددها لأنها قامت بالدور الحقيقى للنائب من معايشة المواطن واللقاء معه والاقتراب من مشاكله وتوعيته بتحديات كبيرة تواجهه وهؤلاء كان معظمهم من الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات والألفية الجديدة.
بالتأكيد هناك الآن نواب لهم بصمات وأدوار شعبية متميزة لكن هناك أيضاً نواب بلا أى بصمة.
ترى لماذا اختفى دور النائب وسط الجماهير معتمدا على انه نجح.. لا نرى ما نريده من النائب سوى عقد لقاءات كلما اقتربت الانتخابات ظناً ان المواطن فى عصر «السوشيال ميديا» ينتمى إلى ذاكرة السمكة.. افتش طويلا بين 17 حزبا شاركوا وربما أكثر فى مجالسنا النيابية الأخيرة وأحاول أنعش فى الذاكرة ماذا قدم نائب دائرتى «شيوخ» أو «برلمان» لا أجد فى الذاكرة ما يسعدنى بأن هناك «بصمة» ما تركها النائب.. وأحاول أن أذكر نفسى بسؤال الأصدقاء ماذا فعل «ابن الدائرة» الدورة الماضية هل تلمس حاجة القرى أو قرأ ما تنشره الصحف عن احتياجات القرى أم اختفوا وراء مشروع القرن «حياة كريمة» لدرجة ان نوابا فى إحدى الدوائر لم أجد لهم حضورا إلا فى المآتم لدى «العائلات الكبري» وأحيانا أفراحهم وحفلات زواج أبنائهم.. الشارع يسأل عن سر غياب النواب عن القرى والاكتفاء بمداخلة يحرص عليها تحت القبة كى لا يهتف ضدهم أبناء الريف الهتاف الخالد «مش بالكلمة.. مش بالقول.. مش حنتخبك يا أبو الهول» ومن حرص عدد منهم فى الدورة الأخيرة على الكلام فى البرلمان فى الجلسات العامة كى يقولوا نحن هنا موجودون.. اعتقد ان من يتحدث باسم المواطن لابد أن يكون على مستوى تحديات المرحلة فدور النائب ليس حضور الجلسات أو المشاركة فى المناسبات.. لقد نسى كثير من نوابنا ان «الشعب» بالصندوق يختار النائب الذى اقترب منه وساهم فى توعيته نعلم اننا فى مصر نواجه تحديات كبيرة وتحيط بنا الأزمات من كل جانب ولسنا فى مرحلة رفاهية لكن تحتاج لنزول النائب ويحتك بالجماهير التى يمثلها.. لن يفلح المال السياسى فى صنع نائب.. البدرى فرغلى كان يتحرك على دراجة فى دائرته.. وليس بأسطول سيارات باجيرو ودفع رباعى «وانفنتى 45».. نريد النائب أو النائبة الذين فعلا لامسوا مشاكل الجماهير وأوضحوا لهم الحقائق والشعب قادر على الصمود كما هو قادر على كشف الصادق منهم.. ان الدورة التى تقارب اليوم على الانتهاء أفرزت الغث والثمين.. فعلينا اختيار قيادات برلمانية تستند إلى العمل والأداء.. نحتاج النائب السياسى والاقتصادى والثقافى والرياضى والاجتماعى والدينى وليس النائب المالى فالأخير يفسد حياتنا البرلمانية ويحولها إلى طريق ليس هو طريق بناء الجمهورية الجديدة التى نسير فيها.. نائب الجمهورية الجديدة لابد أن يكون واعياً بحجم التحديات التى تواجه الدولة وان جماهيره فى الدائرة هى «لب» تحركه وللحديث بقية.
وداعاً عبدالقادر ممدوح سعد
ودعنا يوم الخميس الماضى بقريتنا ميت عفيف العقيد عبدالقادر ممدوح سعد الذى وافته المنية شابا.. أتذكر يوم فرحته بدخول كلية الشرطة فى عيون والده أخى العزيز ممدوح وفى عيون اخوته جميعاً كان شابا خدوما رجل شرطة مميز تابعته فى مرور السلام والبساتين وحالياً قبل أيام عندما كنت أهنئه على الترقية ومنصبه الجديد كمسئول فى شرق القاهرة.. كان خدوما لم يقفل هاتفه ولم يرفض مساعدة أى شخص لجأ إليه رحمه الله.. ما شهدته فى مأتمه فى قريتى ميت عفيف حزناً عليه يؤكد ان السيرة أطول من العمر رحم الله العقيد عبدالقادر ممدوح وألهم والده واخوته الصبر والسلوان.