فى تدوينة لها دعت الشاعرة منى الشافعى مسئولة الإعلام الأسبق لمحافظة سوهاج الى دعاء القنوت قائلة حان وقت قنوت النوازل فأحيوا سنة القنوت فهى سنة مهجورة فقد ثبت عن النبى صلوات الله وسلامه عليه أنه كان يقنت وقت النوازل فى كل الصلوات فقد قنت فى صلاته ثلاثين يوما يدعو على اقوام من العرب قتلوا طائفة من أصحابه يعرفون بالقراء.
ثم شرحت الكاتبة كيف يكون القنوت حتى قالت : قال الإمام الطبرى رحمه الله فى تهذيب الآثار «كتاب له» «فالقنوت إذا أنابت المسلمين نائبة أو نزلت نازلة إلى أن يكشف الله عنهم النازلة التى نزلت».
حتى هذه الكلمات فالأمر يتعلق بنا وبحالنا وما ينتظرنا فى قادم أيامنا بعد أن يفرغ عدونا من شاته التى بين مخالبه.
لكن عندما بدأت الكاتبة تفسير هذه النوازل توقف قلبى وقلمى ونزل دمعى لانها نقلت عن الطبرى قوله: إلى أن يكشف الله عنهم النازلة التى نزلت إما بالظفر بعدوهم وإما بالاسلام «يقصد اسلام العدو» وإما باستسلامهم للمسلمين أو بغير ذلك من الأمور التى يكون بها الفرج للمسلمين من مكروه ما نزل بهم.
قلت لنفسى ماذا عساه الطبرى أن يقول عن النوازل التى يجب أن نقنت من أجلها فى أيامنا هذه فقد كانت النوازل فى أيامه تأخر الفتح للمسلمين أو تأخر الظفر بالعدو.
أما نحن فكل آمالنا أن يتركنا العدو كى نعيش ولا يتجبر علينا بما يفعل بنا الآن.
وما لنا لا نقنت فى كل صلواتنا ونحن نرى بأعيننا ونقرأ ونسمع بآذاننا من العدو ما بيته لنا بل يعلنه للجميع من أنه لا يقصد غزة فقط وإنما يغير الشرق الاوسط كله وينشر خرائطه وخططه بل نرى ما يفعله بمن ظنوا أنهم لو هادنوه سكت عنهم مثلما نراه يفعل فى جنوب لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار وما نراه يفعل فى سوريا.
وقد ولد الطبرى فى مدينة آمل بطبرستان فى إيران التى يتوعدها الأمريكان وإسرائيل بالويل والثبور- رغم أنها لم يعد لها وجود فى سوريا ولم تعد قادرة على تزويد الحوثيين بالسلاح وكذلك المقاومة الفلسطينية فضلا عن حزب الله – أملا فى جرها إلى ما جروا إليه العراق من تدمير أسلحته الخطيرة والمؤثرة ثم القيام بضربها ضربة يجمعون لها أصحاب المصالح وكذلك المؤتمرون بأمر أمريكا وإسرائيل ليضيع دمها بين الدول.
وقد زار الإمام الطبرى مصر فى عام 253 هـ زمن تحصيله العلمى وأخذ من علمائها علم سادتنا مالك والشافعى وابن وهب رضوان الله عليهم أجمعين وها هى مصر تواجه خطط الأعداء ومكائدهم التى لا تتوقف وكلما فشلت مكيدة أعادوا صياغتها بشكل جديد مستخدمين فى ذلك حصارا اقتصاديا ودعايا مغرضة هدفها التغلب على بلد مازال صامدا ويقظًا للمؤامرات التى لا تتوقف.
أقام الطبرى حتى نهاية حياته فى بغداد التى فعل بها الامريكان الافاعيل فدمروا جيشها وخلقوا الإحن بين طوائفها ليعيش البلد فى صراع ممتد يبقيه إلى ما شاء الله وهو ما انتبه إليه الشعب العراقى وتجاوزه.