تحدثنا فى المقال السابق حول فقد الجمعية العمومية للصحفيين، لامتيازات متعددة كانت اكتسبتها بمرور الزمن، ولم يعد هناك تمييز ايجابى للصحفيين، بل وذهبت الامتيازات شيئا فشيئًا دون أن ينتبه اعضاء مجلس النقابة لضرورة توفير ما يحقق الحياة الكريمة للعاملين ببلاط صاحبة الجلالة وأسرهم.
فتارة تأخر حصول العديد من الصحفيين على معاش النقابة رغم خروجهم على المعاش – لم تتأخر المكافآت او نصيبهم من الصندوق وحده بل وتأخر المعاش نفسه – حتى مات البعض منهم تاركا أسرته بلا معاش.. وگأن ثمة إهمال عمدى للصحفى وأسرته يستمر حتى بعد تقاعده، والمتروك كثيرا.
وتارة أخرى رغم دفع جزء من ثمن الارض المخصصة لمستشفى الصحفيين بالسادس من اكتوبر منذ قرابة الخمس سنوات إلا ان المشروع لم يدخل حيز التنفيذ.. ولم تسعى المجالس المتعاقبة لإتمام المشروع الذى يمثل حلاً هاماً، للفجوة القاتلة التى تحصد ارواح الصحفيين بعد اصابتهم بالأمراض الخطيرة التى يصعب على مشروع العلاج توفير علاج حقيقى لها مثل عمليات القلب المفتوح والسرطان وغيره، تلك الأمراض التى يستطيع المستشفى توفير علاج لها من خلال ادارة ذكية تحقق المعادلة الصعبة وتوجه الربحية لخدمة اعضاء النقابة.
أصبح بدل البطالة الذى تصرفه النقابة للزملاء المتعطلين عن العمل، وهو مسمى عجيب لا يثمن ولا يغنى من جوع، بل ويتم تجديده كل ثلاثة اشهر، وربما يتوقف، حال عدم توفير مبالغ مالية تكفى عدد الزملاء.. ولم يسعى احد من اعضاء المجالس لإتمام مشروع موقع النقابة الذى تم توفير مكان دائم له، ليوفر عملاً بديلاً للزملاء الذين اغلقت صحفهم، يحفظ كرامتهم ويعيدهم للعمل ويوفر لهم دخلا حقيقيا، وفق العمل الذى ارتضوه منذ سنوات … ولكن تم إغلاق المشروع ضد الصالح العام للجماعة الصحفية.
اصبح من الضرورى وضع حلول تناسب طبيعة العمل الصحفى للازمة المستمرة مع التأمينات الاجتماعية، وتعديل قانون النقابة بما يناسب العصر الذى نعيش فيه، فقد تطورت المهنة وظهرت ازمات تحتاج لان يشملها القانون سواء قيد صحفى المواقع الإلكترونية او ازمات الفصل التعسفى وغيرها الكثير.
لم يعد مقبولا خروج الصحفى على المعاش مع بلوغ الستين عاما، وعدم المد لـ «65 أو 70» عاما، فماذا سيعمل من امتهن البحث عن المتاعب بعد هذا العمر؟ بات ملحاً ان يستمر حصول الصحفى على بدل التكنولوجيا، بعد خروجه على المعاش، فالأولى تكريم أهل الخبرة وحفظ كرامتهم فى نهاية العمر.. ولن تتحقق الأهداف إلا بتشكيل مجلس نقابة يمتلك القدرة على إنفاذ كافة الاحتياجات الواجبة للمهنة وأعضائها.