القضية تواجه «تحديات وجودية»
«الأفق السياسى» شديد الأهمية.. وبدونه لن تستقر المنطقة
ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار.. وصولاً للانسحاب الإسرائيلى الكامل من غزة
«مصطفى»: الشكر لـ «القاهرة» على استعدادها لعقد قمة عربية.. بهذه السرعة
الخطة المصرية لإعمار غزة «عملية وقابلة للتنفيذ».. دون تهجير

أكد الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، دعم مصر قيادة وحكومة وشعبا للشعب الفلسطينى وصموده على أرضه وعدالة قضيته.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده وزير الخارجية أمس مع رئيس الوزراء وزير خارجية فلسطين الدكتور محمد مصطفي.
رحب الدكتور عبدالعاطى – فى مستهل المؤتمر – برئيس وزراء فلسطين والوفد المرافق له خلال الزيارة التى شهدت لقاء لرئيس وزراء الفلسطينى مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بما يعكس عمق العلاقات انطلاقا من موقفنا الثابت من دعم القضية الفلسطينية.
قال وزير الخارجية إن المباحثات تناولت التحديات والمخاطر الوجودية التى تواجهها القضية الفلسطينية.
أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطى ،أن القضية الفلسطينية فى هذه المرحلة من عمرها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك قدرة الشعب الفلسطينى الصامد على التشبث بأرضه وحقوقه ومقدراته، مضيفا « أن هذه المرحلة أصبحت اختبارا حقيقيا للمجتمع الدولى ولنا جميعا فى مدى تمسكنا بالإنسانية والقواعد المنظمة للقانون الدولي».
قال إن النقاشات تطرقت إلى تطورات الأوضاع فى قطاع غزة وما يشهده من أزمة طاحنة ومعاناة أكثر من مليونين من الأشقاء الفلسطينيين وأهمية العمل على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وصولا إلى التهدئة الكاملة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى والانسحاب الإسرائيلى الكامل من القطاع .
أوضح أن اللقاء شهد اتفاقا فى الرؤى حول المسائل المتعلقة بالأمن والترتيبات الأمنية وحوكمة قطاع غزة، مشيرا إلى أن اللقاء الموسع بين رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ونظيره الفلسطينى الدكتور محمد مصطفى تناول الخطة الخاصة بإعادة إعمار غزة وما تتضمنه من مراحل مختلفة من تعاف مبكر وإعادة الإعمار والتى سيتم تقديمها وطرحها على الاجتماع الوزارى التحضيرى غدا تمهيدا لعرضها على القادة ورؤساء الدول والحكومات من الدول العربية لاعتماد هذه الخطة.
أضاف وزير الخارجية أن مباحثاته مع الدكتور محمد مصطفى تطرقت كذلك الى حوكمة قطاع غزة حيث تم التأكيد على ضرورة الدعم الكامل لنشاط اللجنة الإدارية المعنية بادارة الأمور الحياتية فى القطاع التى ستتولى مهامها لمرحلة انتقالية لمدة ستة أشهر محددة بالتوازى مع تمكين السلطة الفلسطينية بالكامل وإدارة مقدرات القطاع تأكيدا على اللحمة العضوية والوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية.
أشار إلى أنه تم الحديث أيضا عن برامج التدريب التى تقوم بها مصر بالتعاون مع السلطة الفلسطينية لتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية لتولى مهام الأمن وإنفاذ القانون فى قطاع غزة.
قال وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطي، إنه كان هناك حديث مطول بين رئيسى وزراء مصر وفلسطين حول خطة إعادة إعمار قطاع غزة والتى تتأسس على عدة مراحل وتشمل إزالة الركام والعناصر المتفجرة غير المنفجرة والانعاش المبكر وإعادة الإعمار وتوفير وحدات سكنية مؤقتة للأشقاء فى القطاع، ثم العمل على بناء وحدات سكنية دائمة لهم.
أضاف أن المباحثات تناولت التنسيق الكامل بين مصر ودولة فلسطين للإعداد لهذه الخطة بالتنسيق مع المؤسسات الدولية وفى مقدمتها الأمم المتحدة والبنك الدولى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية «الأوتشا» وغيرها من الوكالات المتخصصة، لافتا إلى أنه تم الحديث أيضا عن أهمية انشاء صندوق لإعادة الإعمار والتحضيرات الجارية لاستضافة القاهرة لمؤتمر وزارى لإعادة الإعمار .
أوضح وزير الخارجية أنه تم أيضا مناقشة العدوان المستمر منذ عدة أسابيع على الضفة الغربية بسبب الاقتحامات الإسرائيلية غير المبررة التى أدت إلى تهجير الآلاف من الأشقاء الفلسطينيين.
من جانبه، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطينى الدكتور محمد مصطفي، إنه شرف بلقــاء وزير الخــارجية والهجـــرة الدكتور بدر عبد العاطى ، كما تشرف بلقاء رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى خلال زيارته الحالية إلى مصر حيث تمت مناقشة التحضيرات لعقد القمة العربية الطارئة.
أضاف أنه تم تبادل الأفكار والمعلومات ، والأمور وصلت لمرحلة متقدمة من أجل نجاح القمة العربية الطارئة، معربا عن ارتياحه لعقد القمة والمؤتمر الوزارى لإعادة الإعمار واستجابة الدول العربية لعقد القمة .
ووجه «مصطفي» الشكر لمصر على استعدادها لعقد القمة العربية بهذه السرعة ولدعمها لكل القضايا التى نتناولها دائما خاصة دعم صمود الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وتمكينهم للبقاء من خلال توفير الإغاثة والدعم الإنسانى وتوفير الأمن والأمان لهم وبالتالى كل مكونات الاستمرارية .
أضاف أن المباحثات تناولت بشكل مفصل الخطط القادمة التى سيتم عرضها على وزراء الخارجية العرب غدا حول إعادة الإعمار ، موجها الشكر للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء ووزير الخارجية على جهودهم فى إعادة الإعمار وتثبيت المواطنين فى أرضهم .
أشار إلى أن الخطة ستقدم للقمة العربية وهى خطة عملية قابلة للتنفيذ من خلال خطة محددة وعدم تهجير الفلسطينيين من أرضهم ، ونتمنى أن ينخرط الفلسطينيون فى إعادة الإعمار والتنمية، مضيفا «أن الخطة ستكون قادرة على تقديم مستوى حياة وخدمات متميزة وتوفير بيئة مواتية لإعادة الإعمار من خلال قوة المؤسسات وتوفير الأمن ليعطى الطمأنينة للمانحين والمستثمرين ونثق بالشراكة بين مصر وفلسطين فى هذه القضايا «.
أوضح أن المباحثات تناولت موضوع الحكومة والحكم، لافتا إلى الإعلان عن إنشاء لجنة لمساعدة الحكومة لتقديم الخدمات داخل قطاع غزة مدتها 6 أشهر ، فالجهد سيكون كبيرا جدا ومشاركة هذه اللجنة فى جهود الحكومة مهم ، وسنعمل على توحيد الخدمات المؤسسية والأمنية وبدعم الأشقاء فى مصر فإن هذه الجهود ستسير إلى الأمام .
قال «إننا نريد أن نرى دولة فلسطينية وضمان حقوق الشعب الفلسطيني، ونعمل على أن تكون عملية إعادة الإعمار ناجحة وتوفير إمكانية النجاح والدعم المالى وبيئة سياسية مواتية»، معربا عن أمله فى أن تتكلل هذه الجهود بالنجاح ، ونثق بشعبنا الفلسطينى وأهلنا.
ووجه مصطفي، الشكر لمصر وشعبها على ما تقدمه للفلسطينيين .
وردا على سؤال حول أهم التطلعات الفلسطينية من القمة العربية، أعرب رئيس الوزراء الفلسطينى عن الأمل فى أن تخرج القمة بقرارات حاسمة ومهمة والتأكيد على أهمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
أكد أن كل المشاكل فى المنطقة بما فيها الحرب على قطاع غزة ناتجة عن تجاهل الحقوق الفلسطينية وعدم وجود عدالة، مشيرا إلى أن هناك مطلبا سياسيا مستمرا لإقامة الدولة الفلسطينية ونريد دعما عربيا وشحذ الهمم ، خاصة أن هناك تطورات عالمية جديدة على الساحة ،وفى ضوء ما يجرى فى الضفة الغربية وقطاع غزة ولهذا نريد كلمة عربية واحدة والتأكيد على أن الحل السياسى مهم من خلال قيام الدولة الفلسطينية ورفع المعاناة عن أهل قطاع غزة.
أضاف أنه سيتم خلال القمة عرض خطة الإعمار ومصادر تمويلها بالتعاون والتنسيق مع كل الأطراف بقيادة مصر والأطراف الدولية ومؤسسات مالية دولية ونطالب الدول العربية والمؤسسات المالية الدولية بدعم الخطة ، من أجل تغيير الواقع فى قطاع غزة وإنقاذ مليون وربع المليون فلسطينى فى القطاع يعيشون فى ظل ظروف غير مقبولة بحيث تصبح غزة مكانا أفضل وأكثر استقرارا.
من جانبه، أكد وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، أن العدوان على غزة أصبح حلقات مستمرة فليس هذا هو العدوان الأول على غزة ، مؤكدا أن الضمان الوحيد لكسر هذه الحلقة هو أن يكون هناك أفق سياسى وإعطاء الأمل للشعب الفلسطينى لإمكانية تحقق دولته المستقلة على أراضيه.
وأشار إلى أن خطة إعادة الإعمار لقطاع غزة هى خطة عملية ضمن خطة زمنية محددة ، قصيرة الأمد وقابلة للتنفيذ دون حاجة لإخراج أى مواطن فلسطينى وقد تم التنسيق بشأنها والإعداد لها ، مؤكدا أنه تم الاستفادة من كل الإحصائيات والدراسات للحكومة الفلسطينية والمؤسسات الدولية مثل البنك الدولى والبنك الإنمائى الدولي، كما تم الاستفادة من تجارب فى الماضى تم فيها إعادة الإعمار دون نقل السكان ، موضحا أن الخطة المطروحة خطة عملية وطموحة وسيكون مشارك فيها كل العناصر للمجتمع الفلسطينى خاصة فى تنفيذها من المواطن الفلسطينى إلى القطاع الخاص والمجتمع المدنى الفلسطينى وبالتنسيق مع الجانب العربى والمجتمع الدولى لتصبح خطة يتم البدء فى تنفيذها .
أكد الدكتور عبد العاطي،أن وجود أفق سياسى أمر شديد الأهمية وبدون الأفق السياسى لن يوجد استقرار أو أمن فى المنطقة ،ولابد من تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى .