وكأنها أرض آبائهم أو أمهاتهم بحيث يتصرفون فيها كما يحلو لهم.. وكأن الله سبحانه وتعالى وهب لهم البحار والمحيطات والأنهار ليبيعوا مياهها ويشتروها حسب أمزجتهم.. ووفقا لمصالحهم الشخصية..!
يعنى إيه أن تتجرأ إثيوبيا وتعقد اتفاقا مشبوها مع جزء من أرض الصومال وهى الدولة العربية التى لها حدودها وكيانها وسيادتها اتفاقا يمنح فيه من لا يملك حقا لمن لا يستحق لمدة خمسين عاما من الزمان وهو اتفاق يتمثل فى منفذ على البحر الأحمر بطول 20 كيلو مترا يشمل ميناء وقاعدة عسكرية مقابل أن يعترف الطرف الثانى باستقلالية الطرف الأول؟!
تصوروا.. كأن الدنيا كلها تعود مئات أو عشرات السنين للوراء.. عندما كانت عصابات السرقة والنهب تقتنص أراضى الغير وتنصب نفسها صاحبة ولاية عليها.. يعنى السرقة تتم بموجب اتفاقات زائفة ليس لها أدنى سند من الشرعية والقانون..!
طبعا.. بوضوح أزيد أقول إن هذا التصرف الذى قامت به حكومة إثيوبيا مع مجموعة الانفصاليين والحرامية يستحيل أن يمر مرور الكرام رغم محاولات إثيوبيا تصوير الصفقة الحرام على أنها علاقة عادية بين الدول..!
لا.. إنها ليست علاقة عادية ولن تكون لسبب بسيط أن ما تسمى بأرض الصومال لا تعدو أن تكون منطقة سيطر عليها مجموعة من عتاة الإجرام.. فى نفس الوقت الذى انتهكت فيه إثيوبيا حرمة الأسرة الدولية أو المجتمع الدولى الذى سبق أن أعلن رفضه لكل ما أقدمت عليه عصابة الاستيلاء على أرض الصومال..!
أيضا.. تجاوزت إثيوبيا أكثر وأكثر بإعلانها أن الوصول إلى البحر الأحمر أمر إستراتيجى لا رجعة فيه.
وهكذا أصبحت إثيوبيا ترتكب كل الجـرائم والتجاوزات التى رفضتها ومازالت ترفضها الدول الكبرى فضــلا عن جيـــرانها فى إفريقيا بالضبط مثلما تتعامل حاليا مع سد النهضة.. وكأنها الآمر الناهى فيما يتعلق بكل ما من شــأنها وليــــس بشأنها.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
تحية للدولة المصرية وقيادتها اليقظة والمتيقظة والحامية لحقوق الشعوب والمدافعة عن قواعد وأسس العلاقات السياسية الدولية حيث أعلنت فى البداية رفضها للمحاولات الرامية لانتهاك سيادة الصومال ووحدة أراضيه.
ثـــم.. ثــم.. تجـــلى كـــل ذلك فيـــما قــــاله بالأمـــــس الرئيس عبدالفتاح السيسى بجرأة وشجاعة: «محدش يجرب مصر.. ومن يريد أن يفهم.. يفهم.. ومن لا يرد.. فليتحمل مسئولية غبائه»..!
>>>
و.. و.. شكرًا