أرجوكم.. أرجوكم.. لا تقولوا لى إن ما حدث فى السودان أمس وأمس فقط لا علاقة له بما يجرى مع معظم دول منطقة الشرق الأوسط.. فبصرف النظر عن الحرب الدائرة بين الجيش السودانى وما تسمى بقوات الدعم السريع فإن الأنباء التى تسربت بالأمس كفيلة بأن ينتفض العالم كله رافضا ومنددا ومطالبا باستخدام أقصى أنواع العقاب ضد كل من يمزق الجيوش ويخرب المجتمعات ويدمر حياة الاستقرار والأمان..!
>>>
طبعا.. أنا أقصد ما أعلنته ما تسمى قوات الدعم السريع حول إنشاء حكومة سودانية موازية..!
هل تعرفون ماذا يعنى ذلك التطور الغريب الذى يجرى فى هذا البلد الحبيب الذى يملك ثروات طبيعية هائلة وضخمة مما دفع الاستعمار الجديد إلى أن يلهث وراءها بطريقة فجة ومكشوفة وإن كان ذلك ليس بجديد هذه الأيام بالذات.
>>>
من هنا فإن هذه الأنباء التى ترددت بالأمس لماذا جاء الإعلان عنها فى نفس الوقت الذى قام فيه سفاح القرن بنيامين نتنياهو بمنع المساعدات الإنسانية عن أهل غزة الذين يعانون معاناة مخزية من الجوع والعرى والمرض دون أن يشغلوا بال هذا المجتمع الدولى الذى تثبت الأيام أنه مجتمع عاجز وخائف ومتردد؟!
>>>
أيضا لماذا الحديث عن هذه الحكومة الموازية المشبوهة مع إعلان أمريكا أن إدارة ترامب وافقت على صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل بمبلغ 12 مليار دولار بدأت البواخر التى تحملها فى التحرك أمس وأمس فقط؟!
>>>
كذلك.. وكذلك لماذا الإعلان عن الحكومة السودانية الموازية مع هذا الجدل الدائر بين أمريكا والعراق حول استمرار قوات عسكرية أجنبية يصفها البنتاجون بأنها مجموعات من الخبراء بينما العراق يؤكد أنها قوات احتلال وطأت الأرض منذ عام 2003 ومازالت باقية حتى الآن رافضة مغادرة بلاد النفط والغاز والتراث المتمثل فى آلاف من قطع الآثار النادرة والتى نهبها الجيش الغازى والتى مازالت تباع حتى الآن فى الأسواق الأجنبية بمئات الآلاف من الدولارات؟!
>>>
أيضا وأيضا وهل يمكن الفصل بين ما جرى فى السودان أمس وبين تطورات الأحداث فى سوريا والتى نتجت عن تعرض الوطن العربى الحبيب إلى أخطار الصراع والنزاع رغم تأكيد الحكام الجدد عكس ذلك..؟!
>>>
كذلك وكذلك لقد عادت نيران الصراع تشتعل فى ليبيا من جديد وأخذت الطوائف والقبائل كل منها يوجه للأخرى أقذع أنواع الاتهامات.
>>>
حتى تونس التى ما إن صدر حكم قضائى بإدانة زعيم الإخوان راشد الغنوشى حتى عمت المظاهرات أنحاء البلاد ولولا قوة الرئيس قيس سعيد وتمكنه من قواعد حكمه لتطورت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه..!
>>>
إذن فليثب الشاردون إلى عقولهم وليدرك هؤلاء المتآمرون فى السودان أنهم أول من سيدفعون الثمن فلا حاضر ولا مستقبل لأمة تمزق جيشها وتقطعت أوصاله شعبها ودعونى أنبه وأنبه من جديد بأن التآمر الخبيث مكشوف ومكشوف وأصارحكم أكثر وأكثر بأنه لولا جهد مصر وثقل وزنها وحيادية سلوكها لكانت القضية الفلسطينية تاهت هذه الأيام بالذات أكثر من أى وقت آخر..!
ويكفي.. يكفى موقف الاتحاد الأوروبى الذى أكدت مفوضته دوبرافكا سُويتشا بعد لقائها بالرئيس عبدالفتاح السيسى سلامة رؤيته وصدق نواياه مما جعل النهج المصرى من حيث إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة يعد الضمان الوحيد لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط.
>>>
و..و..شكرا