صدق الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما اتهم أمام ما يقرب من 100 زعيم عربى وإسلامى بكل شجاعة وصراحة ووضوح المجتمع الدولى بالعجز وعدم القيام بواجباته.. فقد قال الرئيس بالحرف الواحد:
«إن الظروف التى ينعقد فيها هذا المؤتمر بالغة التعقيد والعدوان لأكثر من عام على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسط صمت مخجل وعجز فادح من المجتمع الدولى عن القيام بالحد الأدنى من واجباته فى مواجهة هذا التهديد الخطير على السلم والأمن الدوليين».
وهنا قد تثور الأسئلة التى تدق الرءوس بعنف:
إذا كنا مدركين لحقائق الأشياء وموقنين بأن هذا المجتمع عاجز وغير قادر على عمل شيء فلماذا لا نتحرك نحن ونعمل على تأديب سفاح القرن وإجباره على التوقف عن غيه وضلاله؟!
طبعاً.. سؤال جيد وأحسب أن الرئيس قد أجاب عنه بنفسه عندما قال إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح فى مفترق طرق وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضى الفلسطينية واللبنانية يضع النظام الدولى بأسره على المحك..!
يعني.. الرئيس يكرر تحذيراته المستمرة والدائمة من استمرار العدوان الإسرائيلى والذى يمكن أن تشعل نيرانه الحرب الإقليمية.. ببساطة شديدة لو افترضنا أن دولة عربية أو إِسلامية من سائر بقاع العالم فاض بها الكيل واطلقت نيران مدفع أو صاروخ عابر ألا يمكن أن يؤدى ذلك إلى ردود غير محسوبة وأصحابها مضطرون للتحرك؟
ذلك هو بيت القصيد الذى يحذر منه الرئيس عبدالفتاح السيسى ليل نهار وهو تحذير يقابل من مختلف زعماء العالم بالتقدير والاعتراف بالنتائج ورغم ذلك لا يتحركون..!
إذن نحن هنا أمام معضلة حقيقية يخشى الرئيس عبدالفتاح السيسى أن تتعقد حلقاتها ويفلت العيار..
>>>
غنى عن البيان أن مفاتيح اللعبة ما زالت فى يد السادة الأمريكان الذين يُصرون على الانحياز لإسرائيل انحيازاً سافراً مستفزاً والذين ما زالت الفرصة فى أياديهم حتى الآن.. لمنع أكبر كارثة يمكن أن تحدث على مستوى العالم هذه الأيام..!
للعلم.. يجب أن يكون معروفاً أن وصول الرئيس ترامب للسلطة أو عدم وصوله يمكن أن يغير فى الأمر شيئاً، فالرئيس ترامب مواقفه إزاء الإسرائيليين والفلسطينيين واضحة وقديمة فهو من مؤيدى أن تتحول أرض فلسطين كلها إلى أرض يهودية لا يشارك أحد أهلها بالعيش فيها أو البقاء أو الاستمرار عليها وهذا لا يختلف كثيراً عن تكرار الرئيس بايدن وتأكيده على حماية إسرائيل ومنع الاقتراب منها تحت وطأة أى ظرف من الظروف.
>>>
هكذا ببساطة تبدو مظاهر الأزمة الممتدة التى يبدو أنها متعذرة الحل وإن كان المنطق يقول إن الحل يحتاج عقوداً.. وعقوداً..!
فمن شاء منهم أن يرضى بالانتظار فلينتظر ومن سعى سعياً حثيثا نحو استرداد كيانه وممتلكاته وعرضه فعليه أن يسعى مع الأخذ فى الاعتبار أن المقابل فى الحالتين إنما هو دماء الإنسان .. إنسان الماضى والحاضر والمستقبل.. أيضاً فإن المضطهدين والمقهورين والمظلومين والمغلوبين على أمرهم يظلون واقفين فى طابور القضاء والقدر ومع ذلك فالحل ممكن وممكن لكن كيف؟
أن يغلِّب هؤلاء المنحازون مصالحهم قبل مصالح غيرهم ويتفقوا على الحل الذى يقوم على أساس الدولتين المستقلتين..!
طبعاً.. لو كان هذا اتفاقاً نهائياً فلابد أن يأتى هؤلاء المنحازون ليعلنوا صراحة أمام الدنيا كلها أنه لا مكان للعرب والفلسطينيين فوق أرضهم الطيبة وإذا لم تواتِهم الشجاعة لإعلان ذلك فليتحركوا للاتجاه المعاكس ويذكروا أن الأرض شراكة بين الفريقين..!
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
ليس هناك أفضل من ختام هذا المقال إلا بتصريحات الرئيس السيسى أيضاً التى قال فيها أمام العالم أجمع: «سنقف ضد مخططات تصفية القضية الفلسطينية ولن نقبل بتحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة ونرفض تهجير السكان قسريا».
ولعل الرسائل جميعها تكون قد وصلت..!
أكرر جميعها..!
>>>
و.. و.. شكراً