أوراق نتنياهو المحروقة
الجيش المصرى العظيم الذى لا يحتاج
أن يتحدث عن نفسه
سألنى أحد الأصدقاء، لماذا قررت وقلت إن مخطط التهجير فشل، رغم أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مازال متمسكاً بالمخطط، وإن كانت أحاديثه المتكررة متباينة فى محتواها، ومتناقضة فى أهدافها المعلنة، وضعيفة فى وسائل تسويقها، حيث تختبئ خلف ذرائع إنسانية وتنموية واستثمارية وتخفى الأهداف الخبيثة فى الامتلاك والاستيلاء على قطاع غزة وطرد سكانه لاشباع شهوة الحرام لدى الكيان الصهيونى الذى تأسس على اغتصاب الأراضى والحقوق والأوطان.. ولماذا جزمت أن مخطط التهجير فشل رغم أن رئيس أكبر وأقوى دولة فى العالم يتحدث بثقة مغلفة بتهديد ووعيد؟
كانت إجابتى، واضحة ومباشرة، قلت صديقى طالما أن مصر رفضت بحسم وجزم وبشرف وشموخ وصلابة، لابد أن ندرك أن المخطط فشل، لن أقول لك اقرأ التاريخ فقط، وهو زاخر وحافل بقدرة مصر وشعبها على وأد المخططات وإجهاض المؤامرات، ودفن المستعمرين والمتآمرين، بل سأقول لك اقرأ واقع مصر جيداً، لقد تجهزت بشكل مبكر واستباقى للحظة المواجهة، عملت حساب كل شىء، ووضعت فى اعتبارها كافة التهديدات والتحديات، وامتلكت زمام القوة والقدرة، ليس الردع العسكرى فحسب بل القدرة الشاملة، يكفيها هذه الحملة الدبلوماسية العبقرية التى طافت العالم لترسخ رؤية وموقف وثوابت مصر، وبات العالم يتحدث بها رافضاً التهجير جملة وتفصيلاً ويعتبره جريمة منافية للإنسانية والأخلاق والقوانين والمواثيق الدولية وعودة لسياسات الغاب، وردة على العالم المتحضر، الذى يحترم قدسية الأرض والوطن لذلك فإن مصر لديها أوراق نافذة فهى دولة قادرة وقوة إقليمية عظمى تقول وتفعل، وموقفها راسخ وثابت لم يتزعزع يساندها ويدعمها موقف عربى شديد الصلابة والقوة، يرفض أن يركع لمخططات، أو مشروعات مشبوهة مغلفة بذرائع إنسانية واهية، لسلب أراضى الأمة العربية، والعبث بقضيتها المحورية.. ومازال ضمير العالم ينبض بالحياة، فى رفض كامل وشامل لمخطط التهجير بتعبيرات قاسية وتهكمية أحياناً ومسيئة لأصحاب المشروع تارة أخرى، وأغلقت مواقف مصر والعرب والعالم منافذ شيطان التهجير، ومصر بمفردها مع أشقائها العرب يستطيعون فعل ذلك، أقول ذلك وأنا كلى ثقة فى هذا البلد العظيم الذى يقوده قائد عظيم وطنى شريف ابن هذه الأرض الطيبة، امتداد لأجداده وآبائه العظماء، وجيش يكفى أنه الجيش المصرى العظيم الذى لا يحتاج أن يتحدث عن نفسه، فإذا تحرك أو قرر.. فإن الأمر محسوم، وهو حائط الصد، والدرع والمارد الذى تخشاه قوى الشر، التى لطالما حاولت استدراجه واستنزافه وتوريطه لأنه الصخرة التى تقف أمام مخططات الشيطان.
نعم مخطط التهجير فشل، ولن يتحقق طالما أن الأمة المصرية والعربية تسرى فى جسدها الروح، وأجد أن خيارات إسرائيل، للتحرك وفرض الأمر الواقع، تعنى انتحار لدولة الكيان حتى لو كانت أمريكا هى الراعى والداعم والممول، فالجغرافيا وأوضاع القوات وتمركزاتها، وقوتها، وجاهزيتها، وتطورها، وتسليحها، واقترابها ليست فى صالح دولة الاحتلال والأمريكان، وإسرائيل لا تقدم على الهجوم إلا إذا اشتمت روائح الضعف والخوف، وهى غير موجودة ويسيل لعابها عندما ترى الفوضى والانفلات والانقسام تعبث فى الأوطان وهى أيضاً غير موجودة فلدينا شعب عظيم على قلب رجل واحد هو أهم أسلحة الردع المصرية، ودولة الاحتلال لا ترحم عندما ترى الضعف والانشغال بالداخل والانقسام، والدليل الحالة السورية، فعندما انشغلت دمشق بأحداثها الداخلية، وتصدر الانقسام المشهد، وسقط النظام وتراجعت الروح المعنوية، وانسحبت القوات وتركت مواقعها لم تنتظر إسرائيل، وأجهزت على الجيش السورى وتدمير قدراته العسكرية والإستراتيجية ومنظومات تسليحه برياً وجوياً وبحرياً لم تبق ولم تذر، خلعت كل أثياب الدولة السورية، واحتلت وسيطرت على الأرض، وتوغلت فى الداخل السورى، هذا هو شأن من ينشغل بالداخل، والفوضى والانقسام هناك عدو لا يرحم، وإسرائيل فعلتها قبل عقود مع العراق رغم أنها لم تكن طرفاً فى المواجهة والحرب لكن انهيار القدرات العربية أمر يسعدها وضعف الأمة يسرها، وسقوط دولها يجعلها أكثر طعماً فى المزيد، لكن تبقى مصر صلبة قوية وعتية، وأدركت مبكراً أنها الهدف لذلك أعلت من دستور الحكمة، وعدم المغامرة، والتوريط، والاستدراج والاستنزاف وقدراتنا فى كاملها وفى أعلى مستوى، وقلت من قبل إن مصر ستواجه «الغول» إذا قرر وهى بكامل قوتها وقدرتها، ولعل ما حدث فى الـ 11 عاماً الأخيرة، من محاولات استدراج لمصر بعد إشعال النيران والحرائق فى محيطها وجوارها، أو محاولات العبث «الفشنك» بمواردها الوجودية، لكنها ظلت واثقة تراهن على الحكمة والفهم، والإحاطة بكل تفاصيل المؤامرة، فالهدف هو التخلص من قدرات الدولة المصرية، واصطياد جيشها، لكن مصر حباها المولى عز وجل بقيادة سياسية وطنية شريفة حكيمة، وقلت قبل سنوات، إنها قيادة محترفة فى رياضة الشطرنج قالت للجميع «كش ملك».
الحقيقة، أن كل الأبواب مغلقة أمام مخطط التهجير، ولم يعد أمام رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتنياهو إلا الاستسلام للأمر الواقع، أو أتوقع الانتحار السياسى، فلم يعد لديه أى أوراق يقدمها لشعب دولة الاحتلال، يسوق به نفسه، ويغفر بها ذنوبه ومعاصيه السياسية والعسكرية أو يجمل بها فشله، ولم يستطع أن يفى بوعده المزعوم فى تغيير الشرق الأوسط، بعد سقوط مخطط التهجير، ولن تقتطع أو تغتصب غزة، بل سوف تتم إعادة إعمارها مع بقاء أهلها وسكانها دون أن يتنازلوا عن شبر واحد من أرضهم إنها الإرادة والرؤية المصرية التى تحملت كافة التحديات، وتحدت التهديدات، ولم تخضع للضغوط والإغراءات وجاهرت بموقفها الشريف، بل طالبت بعدم فتح أحاديث التهجير مرة أخرى، فهو أمر غير مقبول ومرفوض ولن يحدث.
نتنياهو لم يعد لديه بضاعة، باتت فاسدة منتهية الصلاحية، لن يفلح حتى باشباع جرائم الإبادة والقتل، لم تعد تجدى نفعاً، ومخطط التهجير الذى يعمل على توظيف الدور الأمريكى لم ولن تنجح فالأمريكان لن يخسروا مصالحهم، ولن يقبلوا أن يتعرضوا لاضرار، وهم يدركون جيداً قوة مصر وقدرتها على الفعل خاصة «البنتاجون».
نتنياهو وحكومته المتطرفة، لم يجدوا من مصر إلا الصلابة والحسم، وكسر الغطرسة والاطماع والأوهام، حتى باتت أعراض الهلاوس تظهر عليهم، يقولون إن مصر هى السبب الرئيسى وراء دحر مخططاتهم ويتساءل ايتمار بن غفير إلى متى، وأقول له حتى قيام الساعة، وأن أوهامك سببها غباؤك المفرط، وجهلك بالتاريخ والحاضر، والجغرافيا.
نتنياهو قريباً سيعلن إفلاسه السياسى، وسقوطه السياسى، لم يعد هناك ما يقدمه للمخدوعين من شعبه، والمتطرفين من بنى حكومته فلا شرق أوسط جديد، ولا تهجير ولا توطين ولا إسرائيل الكبرى، أوهام المتطرفين فى إسرائيل سقطت على صخرة مصر العظيمة.
لكن رسالتى إلى المصريين، بعدما ظهرت عليه مصر من قوة وقدرة، وعبقرية وشرف القيادة، أقول لهم لا تسمحوا لأحد أن يفرق بينكم أو يزيف وعيكم ولا تفرطوا فى مواصلة بناء القوة والقدرة والردع، التفوا حول قيادتكم وجيشكم، وتغنوا وافخروا بجيش مصر العظيم ومؤسسات وطنكم الأمنية والمعلوماتية والمخابراتية، فهى حصن القوة والقدرة، دعموا وشجعوا الاستثمار فى بناء القوة والقدرة وكونوا خلف رئيس عظيم واستثنائى.