ماذا بعد أن رفضت مصر مخطط التهجير؟ وبالتالى فإن المشروع الشيطانى فشل، وماذا بعد انكشاف تاريخى لأهداف المخطط الصهيو ــ أمريكى والسؤال الآن ماذا لدى إسرائيل بعد فشل مخطط التهجير، وهل تستطيع أن تنفذه بالقوة وتجبر مصر والأردن على ذلك وبمعنى آخر هل الحرب قادمة كما يتردد لدى قطاع كبير من الناس المشغول والمتابع للأحداث؟ وهل يمكن أن تكون الولايات المتحدة طرفاً فى هذه الحرب أم تمارس العمل خلف كواليس الحرب لصالح إسرائيل، وتطلق كافة أنواع الدعم للكيان «حبة عين» الأمريكان، والسؤال المهم أيضاً هل تجرؤ إسرائيل على اتخاذ قرار الحرب ضد العظيمة مصر، خاصة أن مصر لم تعد فى حاجة بعد زلزال أكتوبر العسكرى إلى العبور إلى الضفة الشرقية، وعبور قناة السويس، وإسقاط خط بارليف، وتدمير النقاط الحصينة، فمصر وجيشها العظيم فى سيناء ولديه قدرة فائقة على سرعة الوصول وطى الأرض، والفتح الإستراتيجى خاصة أن رؤية القائد العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسى عملت على ربط غير مسبوق لسيناء بجميع ربوع الوطن القناة والدلتا، والوصول إليها فى زمن قياسى بعد أن أقام الرئيس السيسى 5 أنفاق جديدة إلى جانب نفق الشهيد أحمد حمدى بالإضافة إلى شبكة الطرق الإستراتيجية العصرية، ليس هذا فحسب فالجيش المصرى العظيم الذى عملها مرة وقادر يعملها كل مرة تضاعفت قدراته وقواته مئات المرات فى كل شيء، وبات واحداً من أقوى جيوش العالم، ويمتلك أحدث منظومات القتال فى العالم، ويتسلح بالعلم والعصرية والتطوير والتحديث المستمر، وفى أعلى درجات الجاهزية والروح المعنوية ويعمل وفق عقيدة وطنية شريفة.
قولاً واحداً مشروع ومخطط التهجير فشل لأن مصر قالت لا، وتقف على أرض صلبة إستراتيجياً وعسكرياً ودبلوماسياً وإقليمياً ودولياً.. هذا جيد، وبعد الفشل ما هو الموقف الإسرائيلى والتحالف الشيطانى الداعم والشريك والمستفيد من مخطط التهجير، هل يمكن أن تتخذ قرار الحرب لفرض التهجير بالقوة وتحويله إلى أمر واقع وبالتالى الصدام مع مصر، ولماذا لا تستطيع الإقدام على هذه الخطوة؟.
فى بداية الإجابة عن السؤال دعونا نؤكد على حقيقة واضحة، إن إسرائيل لا تراهن على إسرائيل، بل تراهن على الأمريكان ومحاولات جرهم إلى الحرب لتحقيق أوهام إسرائيل، والحقيقة أنه فى هذه الحالة لن تخسر واشنطن لصالح أوهام إسرائيل وجنون حكومة المتطرفين بقيادة نتنياهو ولعلنا نرصد حالة الجنون والحذر والخوف من مصر فى أمرين: الحملات المسعورة من جانب كافة أطياف دولة الاحتلال فعلى المستوى الرسمى رأينا دانى دانون سفير إسرائيل فى الأمم المتحدة، يستهدف الجيش المصرى ويطرح تساؤلات حول امتلاكه لمنظومة التسليح الحديثة، وأيضاً الإعلام العبرى والحاخامات والتعليم والدراما الصهيونية ليس لها عمل إلا مصر.. الأمر الثانى هو حالة الخوف والذعر لدى إسرائيل من قوة وقدرة مصر.
قرار الحرب ضد مصر، هو مغامرة غير مسحوبة وانتحار عسكري، لكنها مصر وإن كانت لا تريد الحرب، فهى قادرة على خوضها بكفاءة واقتدار، فإذا راهنت إسرائيل على الأمريكان فلن يكونوا قادرين على حمايتها خاصة أن دولة الاحتلال بين المطرقة والسندان وإن كانت تمتلك قوات جوية ومقاتلات أمريكية حديثة، فإن كل ذلك فى المتناول وهناك نظرية تعود لأكثر من خمسة عقود، وتطورت بشكل مذهل، وهى الردع بالردع، والعين بالعين بل أفيض، إن القوات الداعمة والحامية للكيان لن تكون قادرة على حماية نفسها وقواتها سواء فى البر والبحر، وباتت أيادى مصر أكثر طولاً لأبعد مدي، تستطيع استئصال أى تهديدات مستجدة بعيدة المدي.
كل ما فى جعبة حلفاء ورعاة إسرائيل، ومن يطالبون دون حياء بمشروعات التهجير على حساب مصر والأردن أن يقوموا ببعض العكوسات أو العقوبات، والمناكفات، سواء الحديث عن منع المساعدات، أو المضايقات الاقتصادية والتمويلية لدى جهات التمويل الدولي، أو دعم المرتزقة وأذناب أمريكا فى المنطقة، أو حتى فى الداخل وكل ذلك لن يجدى نفعاً مع دولة قوية وقادرة تقف على أرض شديدة الصلابة لديها من الأوراق والبدائل الكثيرة، وتتمتع بشبكة علاقات دولية غير مسبوقة، وربما تخسر مصر بعض الشيء لكن من أقدموا على هذه الإجراءات ضدها سوف يتعرضون لخسائر فادحة ويفقدون مصالح كبرى لذلك أقول إن إسرائيل لم يعد أمامها طريق سوى الاستسلام لفشل مخطط التهجير، وتجنب الصدام مع القاهرة، ولعل ما حدث فى استكمال وقف إطلاق النار وتبادل تسليم الرهائن والأسرى رغم التهديد والوعيد بالتحويل إلى الجحيم، يكشف قوة وتأثير مصر، ولعل أقوال المتطرف ايتمار بن غفير، إنه كلما خططنا لشيء افشلته مصر متسائلاً إلى متي؟ وهذا سؤال يكشف عن حالة العجز، لذلك قوة وقدرة مصر وردعها، واقترابها وانتشارها فى سرح العمليات المستهدف «سيناء» وقدرتها على الوصول براً وبحراً وجواً إلى أى مناطق خارج حدودها وأيضاً حالة الاصطفاف الوطنى المصرى لهذا الشعب رسالة حاسمة وقاطعة، وثقة القيادة المصرية وشموخها، وأيضاً الموقف العربى الحاسم، كل ذلك يؤكد أمرين أن التهجير فاشل لا محالة، والثانى قوة وقدرة مصر التى لم تبال بأحد سوى تمسكها بموقفها بثقة، لذلك فإن خيارات إسرائيل العسكرية غير موجودة، واستمرار تمسكها بالتهجير رهان فاشل، ورهانها على الجانب الأمريكى لن يحدث فى ظل مؤسسات الدولة الأمريكية التى ترفض المواجهة مع مصر والعرب، لذلك فإن الاطمئنان والثقة لدى المصريين والأمة العربية لابد أن تكون حاضرة ومتوهجة، فالحسبة بسيطة وسهلة، والعاجز والفاشل، لا يستطيع أن يفعل شيئاً، ولا يرهب عاجز مثله، فما بالنا بالمارد المصري، صاحب الصفقات التاريخية، وصاحب المعجزات العسكرية، رغم أنه كان الأقل عدة وعتاداً، فما بالنا بالجيش المصرى الأسطورة بعد 11 عاماً من التطوير والتحديث وما بالنا بشعب على قلب رجل واحد، وما بالنا بقيادة وطنية عظيمة جهزت الوطن والأمة المصرية مبكراً لإجهاض المؤامرة.. وما بالنا ونحن على بعد أمتار قليلة وليس غرب القناة.