بعد مرور أكثر من 200 يوم على عملية طوفان الأقصى هناك حديث مثير فى الشارع الاسرائيلى وهو من سيخلف رئيس الوزراء نتنياهو.. وهذا يذكرنى كمصرى بازاحة تشرشل رئيس وزراء بريطانيا من رئاسة الوزارة بعد حرب السويس 1956 والعدوان الثلاثى على مصر.. فعلاقة قيادات الحرب فى اسرائيل متوترة بسبب رفح الفلسطينية.. وتحرير الرهائن.. وزاد من الازمة صورة نتنياهو مع زوجته وامامه صور الاسرى والتى رد بها على عائلات الاسرى عندما رفعوا صورا كتبوا عليها «اياديك ملطخة بدماء ابنائنا» لكن حتى هذه الصورة لم تحسن الامر بالنسبة لنتنياهو وقدمت رؤيا عكسية وسلبية.. وعمقت الدعوة لاختيار رئيس جديد للوزراء.. من هم الثلاثة الذين يتصارعون على خلافته ، يتصدر المشهد يوآف جالانت وزير الدفاع وبينى جانتس قائد الجيش السابق وهما على خلاف مع نتنياهو وينضم اليهما الجنرال جيورا ايلاند مستشار الامن القومى السابق.. والاقوى فى المنافسة جانتس الذى خاض 5 انتخابات ضد نتنياهو.. وحاول الاخير اقالته بعد وصفه عملية غزة بـ «الفاشلة».. فى الوقت الذى تبدو العلاقة بين جالانت وجانتس ايضا ليست على ما يرام.. دوائر نتنياهو تبحث عن ملف جانتس لاستخدامه فى دعاية ضده خاصة ان شعبيته امام نتائج الحرب تتفوق على نتنياهو ويحاول اصدقاؤه ودائرته السياسية اقناعه بمغادرة الحكومة الحالية مع حزبه وهنا يسقط ائتلاف نتنياهو.. جانتس الذى كرر محاولة الاطاحة بنتنياهو عدة مرات.. لكن الاخير استطاع الصمود.. لكن هذه المرة يبدو ان جانتس سينجح فى الاطاحة برئيس الوزراء نتنياهو الذى «افلت» فى المرات السابقة.. لكن بعد حكاية الصورة مع الاسرة وزوجته بات الشارع الاسرائيلى اكثر بعدا عن نتنياهو الذى اضعفته الحرب «سياسيا».. رغم الدعم الامريكى المفتوح.. الشارع مختلف بين جالانت وجانتس الأوفر حظا اما نتنياهو فقد أفل نجمه وقد يغادر فى اليوم التالى لايقاف الحرب وكان جانتس قد سافر إلى امريكا الشهر الماضى واستقبلته ادارة بايدن فى رسالة شديدة الحساسية لنتنياهو.. خاصة ان جانتس قد دعا إلى ابرام صفقة اطلاق سراح الرهائن باعتبار حياتهم فى خطر.. ملف خلفاء نتنياهو تتناوله الصحافة الاسرائيلية من داخل معسكر كل الطامحين فى رئاسة الوزراء فجالانت من قدامى المحاربين.. وتسرب انه يقود حملة تشويه ضد المنافسين على المنصب فى الوقت الذى قام فريق جانتس بتسريب دوره فى عمليات عسكرية سابقة استهدفت المقاومة الفلسطينية تزامنت مع انشائه لحزبه السياسى عام 2019.. وان الانتخابات السابقة لم تسفر عن فوز واضح له.
نتنياهو الذى تطارده قضايا فساد يعلم تماما انه لا يستطيع ادارة حكومة تعمل مع جانتس.. والذى فقد كثيراً من رصيده عندما عمل مع نتنياهو.. القيادات المتصارعة جمعها مجلس الحرب على غزة.. وتعكس المؤتمرات الصحفية المنفصلة بينهم كقيادات يفترض انهم فى حالة حرب حالة الانفصام التى تعيشها حكومة نتنياهو.. هذه المؤتمرات الصحفية المنفصلة مكانا وزمانا تؤكد شقة الخلاف الكبيرة بينهم.. من الخلف مع واشنطن نجد ان جالانت يتحدث بشكل منتظم مع وزير الدفاع الامريكى لويد اوستن.. مما يجعل فريق جالانت يقول إنه لا يستطيع النوم الا بعد ان يستمع من اوستن «حكاية قبل النوم».
الصورة الان فى اسرائيل البحث عن استعادة الثقة بانتخابات مبكرة خاصة ان انتصار اسرائيل بعد عملية طوفان الاقصى بات بعيد المنال!!.. كما ان اسرائيل لم تمسك بقيادات حركية فاعلة حتى الان ولم تعثر على رأس أو أثر يحيى السنوار.. فقط حرب تدمير وقتل ووجود نحو 34 ألف قتيل رقم ليس قليلا السؤال الآن.. فى حال الفشل فى اجتياح رفح أمام موقف مصر الحاسم والحازم ان اجتياح رفح الفلسطينية كارثة انسانية..من هنا ستزداد الاحتجاجات الداخلية فى ظل تردٍ اقتصادى واضح واشتعال الاحتجاجات سيقود جانتس للانسحاب من الحكومة.. وانسحاب اى اطراف اخرى من الائتلاف سيسقط الحكومة فى برلمان الـ «120 عضواً» اعتقد لا وقت للمناورة وسيضرب نتنياهو بعملية مثيرة ربما يكون اجتياح رفح الفلسطينية احد سيناريوهاتها.. لان نتنياهو اهم شيء عنده هو بقاؤه سياسيا رئيسا للوزراء.. وهذا ما يرفضه الشارع امام الفشل العسكرى والمعلوماتى فى عملية طوفان الاقصى.
وللحديث بقية