بداية.. لا بد أن أوجه تحياتى وشكرى للخالد البطل خالد محمد شوقى عبدالعال ابن عزبة المصادرة قرية مبارك مركز بنى عبيد دقهلية.. والذى عرفه العالم بلقب «شهيد الشهامة»..
وصفته السيدة انتصار السيسى قرينة السيد رئيس الجمهورية بأنه يجسد أسمى معانى الشجاعة والإنسانية.. وأن تضحيته النبيلة ستظل خالدة فى وجدان كل مصرى.. قالت ذلك وهى تتواصل هاتفيا مع أسرة الشهيد البطل «الذى قدم حياته فداء للآخرين».. واكدت أنه سيظل مصدر فخر للأجيال القادمة.
من هنا.. فإن ما قام به «شهيد الشهامة» ليس فقط عملاً بطولياً وإنما لحظة قهر فيها الشهيد البطل كل عوالم «الأنا».. وحلق فى سماء التضحية والفداء.. ومن بين اختيارين لا ثالث لهما اختار حياة الآخرين ونجاتهم وانقاذهم وانقاذ ممتلكاتهم ومدينتهم.. مضحيا بنفسه وهو الذى يرى بنفسه ويشاهد بعينيه كتلة النيران تزحف لابتلاعه.. لم يضعف أو يهتز.. وإنما انتصر فوق كل نوازع الإنسان العادى.. ورفض أن ينجو بنفسه.. ومن خلفه أسرته وأولاده وأهله وجيرانه.. وحتى عندما أمسكت النيران بجسده.. ظل يقود سيارته المشتعلة بعيدا.. بعيدا عن محطة الوقود.. والكتلة السكنية.. ولو كان الثمن عمره وحياته.
التحية لخالد.. فقد اعاد للمجتمع المصرى روح الثقة فى عودة منظومة القيم المصرية النقية الاصيلة والنبيلة التى حفظها الأجداد وتوارثها الأحفاد والتى تعرضت لاسوأ عملية تدمير وتخريب فى أحداث 25 يناير 2011 وما تلاها من حقبة سوداء تسيد فيها الإخوان المجرمون داسوا خلالها على كل مقدسات الوطن.. واغتالوا الروح الوطنية واحترام المؤسسات وذبحوا هيبة الكبير.. وسادت روح «الأنا» وشاع التخوين والإقصاء واستئساد البلطجة واشاعة الفرقة والانقسام بين بنى الوطن الواحد وتراجع قيم الاحترام وانتشار العنف وخنق المؤسسات حتى القضائية والمحكمة الدستورية وغيرها وتمادت الاتجاهات الالحادية والاساءة لرموز الوطنية والدينية وضعف سلطة الأم والأب على الأبناء و«الجوع» من يتربص بالآخر وينال منه!!!
الحمد لله أيها البطل الخالد.. فإن تضحيتك وايثارك وشهامتك قد ازالت التراب عن كل القيم النبيلة.. ووضعت تحت طبقات الأرض السحيقة كل القيم الفاسدة التى احدثتها 25 يناير 2011 والاخوان المجرمون.
التحية لك يا خالد.. فقد نجحت بسلوكك وحدك أن تقتنص الاهتمام الرسمى والشعبى رغم كل التحديات المحيطة بنا.. والأوضاع الساخنة والملتهبة فى سائر الاتجاهات الاستراتيجية واجمعت الأمة المصرية حكامها.. ومحكوميها.. شباباً وشيوخاً.. نساء وأطفالاً على الاحتفاء بك.. مثلا أعلى.. ونموذجاً يحتذى وعلماً جديداً يضاف لأعلام مصر يتدارسه الأبناء والأحفاد قيمة مصرية عظيمة جنبا إلى جنب مع شهدائنا الأبرار فى معارك مصر وفى مواجهة الإرهاب وهؤلاء الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن فى القوات المسلحة الشريفة والشرطة الوطنية الباسلة.
استطعت يا خالد أن تجمع حولك الأمة المصرية ومن حولها الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع يتغنى الكل بشجاعتك ولأول مرة فى تاريخ السوشيال ميديا تحلق القيم النبيلة التى تجسدت فيك وتعلو على سائر الاهتمامات الاخرى وكانت قصتك وصورك والحديث عن نبلك وشرفك هو الأبرز وهو «الترند».. لقد بعثت فى الناس قيم الخير والحب والتضحية والإيثار.
شكرا لك يا خالد.. فقد تجسد فى وداعك كل مكونات الشعب المصرى.. وكان الدور الحكومى أيضاً بارزاً.. وظهر رجال الأعمال والمستثمرون أمام بطولتك يتغنون ويتسابقون لتحيتك وتحية أسرتك.
شكرا لك يا خالد.. فقد أظهرت الحكومة المصرية معدنها النقى الطيب الوطنى المخلص فقد تحدثنا عن تلك الكلمات المخلصة للسيدة انتصار السيسى حرم السيد رئيس الجمهورية تشيد فيها بإيثارك وتضحيتك.
وها هو وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوى يسجل بالفخار بطولتك فى حماية مدينة العاشر من رمضان واهلها ومصانعها من انفجار بترولى أمسك بسيارتك.. وبك شخصياً لكنك لم تأبه لما يصيبك وأنقذت الناس والمدينة والمجاورة 70 وما حولها.
وها هو المهندس كريم بدوى يشارك «شخصياً» فى عزاء أهل قريتك ومحافظتك.. ثم يحضر العزاء الكبير فى دار مناسبات العاشر من رمضان بالمنطقة الأردنية وسط الآلاف ممن يقدرون لك تضحيتك.
ويأمر وزير البترول بتعيين اثنين من أهلك فى وزارة البترول فى قرار منصف وحكيم.. ثم هو – أى الوزير – يعقد بروتوكولا مع جمعية الأورمان بمقتضاه يتم وضع مليون جنيه ووديعة يصرف عائدها الشهرى لزوجة الفقيد وأسرته بالإضافة إلى التكفل بالمصروفات التعليمية لابنته.
وها هو الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان يكلف كل المسئولين بتقديم كل ألوان الدعم والرعاية الصحية لأسرة الشهيد.. والمصابين ويكلف وكيل وزارة الصحة بالشرقية الدكتور هانى مصطفى جميعة بحضور العزاء.
ما أحوجنا إلى نشر قصص العظماء من نسيج هذا المجتمع ننقلها للأجيال الجديدة تزرع فيهم الإيثار والعطاء بديلاً للأنا والأنانية.. نزرع فيهم قيم الوطنية والفداء بدلاً من التواكل والانفلات نقدم لأبنائنا قصصاً حقيقية لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبيدلاً