العيد فرحة، العيد بهجة، العيد سعادة، العيد شكر على ما أنعم الله به علينا من فيض كرمه وتوفيقه، حيث تسبق الأعياد مواسم الطاعات والخيرات والبركات، فعيد الفطر يأتى بعد تمام فريضة الصيام، وعيد الأضحى يأتى مقترنًا بشعيرة الحج وشعيرة الأضحية وفضائل العشر، حيث يقول سبحانه: «ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ «، وقد نشأنا وتربينا على أن الأعياد هى من أهم مواسم ومناسبات صلة الأرحام، إذ يحرص الناس فى هذه الأعياد على صلة ما انقطع وتعميق وصال ما اتصل، فصلة الأرحام باب واسع من أبواب الرحمة والبِّر، وقطعها إثم بالغ ومعصية، حيث يقول الحق سبحانه «وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا»، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه»، والرحم تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم» وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها، وعليه بقطيعة إن كان قطعها»، ويقول صلى الله عليه وسلم: « الرَّحمُ معلَّقةٌ بالعرش تقولُ: مَن وصلنى وصله اللهُ، ومَن قطعنى قطعه اللهُ»، والصلة الحقيقية الكاملة ينبغى أن تشمل جميع الأقرباء حتى القاطع منهم يقول نبينا صلى الله عليه وسلم» ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذى إذا قطعتْ رحمهُ وصلها»، وقد حذرنا ديننا الحنيف من قطيعة الرحم يقول الله عز وجل» فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِى الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ»، والصدقة على ذوى الأرحام لها أجران، لأنها صدَقةٌ وصِلةٌ ، وصلة الرحم طريق سعة الرزق وبركة العمر وسعادة الدنيا والآخرة، وصلة الأرحام تكون بزيارتهم، ومجالستهم، والإحسان إليهم.