الصبر حبس النفس على ما يقتضيه الشرع والعقل، فهو حبس لها على الطاعة حتى تؤدي، وحبس لها عن المعصية حتى تجتنب، وحبس لها عن التسخط والشكاية لأقدار الله (عز وجل)، فإن حبس نفسه ومنعها عن إجابة داعى ما لا يحمد إن كان خلقًا له وملكة سمى صبرًا، وإن كان بتكلف وتمرن وتجرع لمرارته سمى تصبرًا، وجزاء الصابرين عظيم، فهم فى معية النصر والتأييد من الله (عز وجل)، يقول الحق سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»،، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم:»مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ»، وقال «صلى الله عليه وسلم»: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»، أما المصابرة فهى مفاعلة بين طرفين، فحينما تكون حبسًا للنفس على الطاعة أو عدم المعصية فهى مصارعة مع النفس أو الشيطان أى واجهوا صبر الشيطان على إغوائكم بصبرٍ على طاعة الله، واجتناب معصيته يغلب صبر الشيطان على الإغواء، وحينما تكون المصابرة فى مواجهة العدو، يكون المعنـي: واجهـوا صبر عدوكم على قتالكم أو الكيد لكم أو المكر بكم بصبر يغلب صبره، فلا يكون أعداؤكم أصبر على باطلهم منكم على حقكم، ولا شك أن الصوم يشحذ العزيمة، ويقوى الهمة، ويربى النفس على قوة التحمل والصبر والمصابرة .