قام عشرات الآلاف من المصريين بالزحف نحو معبر رفح المصرى لإعلان رفضهم لمخطط التهجير لمواطنى غزة الى سيناء والاردن لانه يمثل تصفية ونهاية للقضية الفلسطينية وظلم تاريخيا ونكبة كبرى تقع على الفلسطينيين بعد النكبة الاولى منذ عام 1948 حيث استولى الصهاينة على اراضى الفلسطينيين بقوة السلاح ومساعدة الغرب ووعد بلفور بإقامة وطن لليهود فى فلسطين.
ورفض الرئيس عبدالفتاح السيسى الاشتراك فى الظلم التاريخى لمواطنى غزة بالتهجير خارج وطنهم الاصلى الى سيناء والاردن رغم العروض الضخمة التى عرضها الوسطاء بتخليص مصر من ديونها ودفع مبالغ تصل الى 150 مليار دولار مؤكداً انه يجب البحث عن حل دائم وعادل باقامة دولتين تعيشان جنباً الى جنب فى امن وسلام ونبذ افكار الابادة الجماعية واستخدام الحروب للتهجير القسرى وجعل الحياة مستحيلة على الاراضى الفلسطينية.
وتضم مصر نحو 107 ملايين مواطن يشاركون الرئيس السيسى نفس الرأى واذا طلب منهم الاصطفاف فى الميادين العامة لفعلوا أسوة بما حدث مع ثورة 30 يونيو والتى تم فيها التخلص من حكم الاخوان الذين ينفذون أجندات خارجية بصرف النظر عن الثمن الذى سيدفع مقابل الجلوس على مقعد الحكم حتى ولو ادى الى هدم البلاد او استقطاع اجزاء من الوطن لصالح الاعداء،
واستغلت إسرائيل حالة الفوضى والضياع الذى عاشه الشعب السورى مع سقوط نظام الاسد وقامت بالاستيلاء على جبل الشيخ واراض حدودية أخرى بعد ضم هضبة الجولان الى الابد ووصلت على بعد 20 كيلو من دمشق ودون مقاومة ودمرت جميع أسلحة الجيش السورى فى اكثر من 350 غارة جوية دون اطلاق رصاصة واحدة على الطيران الاسرائيلى ويعلم الله متى ستعود هذه الأراضى الى حضن سوريا الشقيقة مرة اخرى.
وبالامس القريب اتصل الرئيس الامريكى ترامب تليفونياً بالرئيس عبدالفتاح السيسى فى حديث ايجابى تناول قضايا المنطقة والعلاقات بين البلدين وانتهى بقيام كل منهما بدعوة الاخر لزيارة بلاده خاصة ان كلا منهما يحتفظ نحو الاخر بعلاقة جيدة منذ الفترة الاولى لرئاسة ترامب للولايات المتحدة الامريكية.
واقول ان الولايات المتحدة الامريكية اقوى واكبر دولة فى العالم منوط بها التحلى بالعدالة نحو حل القضايا العالقة وفى مقدمتها فرض حل الدولتين لاحلال سلام عادل ودائم فى المنطقة مع الاسراع فى تعمير ما دمرته الحرب فى غزة والضفة الغربية وان تلزم دولة المعتدى اسرائيل بتوفير السيولة اللازمة للتعمير وحظر توريد قنابل ابادة لوقف قتل الاطفال والنساء والشيوخ
الولايات المتحدة الامريكية يجب ان تكون دولة سلام لا حروب تتعاطى مع الرأى العالم العالمى الذى انتفض للجرائم التى تحدث فى غزة ونتج عنها استشهاد 50 الف مواطن من العزل وجرح اكثر من 150 الف اخرين بخلاف عشرين ألفا من المفقودين تحت الانقاض كما يجب ان تنحاز امريكا الى الدول النامية التى ضربها التضخم ونقص العملة والحروب ونقص الامدادات والامراض حتى تقوى على النماء بدلاً من فرض تعريفات جمركية مشددة
ان تعمير غزة لن يستغرق سوى سنوات قليلة اذا تم توفير مخيمات ايواء على ساحل البحر المتوسط لاستيعاب العائدين من الجنوب الى الشمال وتكليف «كونستريوم» من الشركات المصرية بتنفيذ الاعمار بعد توفير السيولة المطلوبة.. ان رب العباد مطلع على ما يحدث فى الكون ويرسل جنودة لمعاقبة الجبارين ونصرة المظلوم.