انتهت الحملة العالمية لمواجهة العنف ضد النساء، منذ ايام قليلة، بعد ان استمرت فعالياتها لمدة 16 يوما، وقد ذكرنا فى المقال السابق، ان اخر ايام الحملة يتزامن مع اليوم العالمى لحقوق الانسان والذى تحل ذكراه فى 10 ديسمبر من كل عام.
تقرر اختيار هذا اليوم للاحتفال من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى العاشر من ديسمبر عام 1948، عندما تبنت الجمعية الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، وهو الإعلان الأول فى مضمونه وواحد من الانجازات الكبرى للأمم المتحدة.
تأسس يوم حقوق الإنسان رسميًّا فى الاجتماع رقم 317 للجمعية العامة فى الرابع من ديسمبر 1950، عندما أعلنت الجمعية العامة عن القرار رقم ( 423 )، بدعوة جميع أعضاء الدول والمنظَّمات الأخرى ذات الصلة للاحتفال باليوم الذى رأوا أنه مناسب، ردا على الهمجية التى اذت ضمير الانسانية اثناء الحرب العالمية الثانية، وكان اعتماده بمثابة اعتراف بان حقوق الانسان هى اساس الحرية والعدالة والسلام.
احتل اليوم مكانته فى نظر المؤتمرات السياسيّة والاجتماعات والأحداث الثقافيّة والمحافل التى تتعامل مع قضايا حقوق الإنسان، واصبح يوم العاشر من ديسمبر هو اليوم التقليديّ لإعلان جائزة الأمم المتحدة فى مجال حقوق الإنسان، وكذلك جائزة نوبل فى السلام، وتظهر شعبية اليوم بوضوح فى طابع البريد التذكاريّ الذى اعتمدته إدارة البريد فى الأمم المتحدة فى 1952، ليستقبل نحو 200 ألف طلب اقتناء.
يومها تبنت الجمعية العامة هذا اليوم، بموافقة 48 دولة وامتناع 8 عن التصويت، فأُعلن اليوم باعتباره انجازًا مُهمًا لكل الناس من كافة الأمم كونه انجازا يجب أن تلتحق به الأمم عن طريق الإجراءات التقدُّميّة، على المستويين المحليّ والدوليّ، لتأمين الاعتراف بهم واحترامهم عالميًا.
ليتم اطلاق الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، ولتتضمن الوثيقة طيفًا واسعًا من الحقوق السياسيّة والمدنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة، لكنها ليست إلزامية، وتمكَّنت الوثيقة – والتى تُشكِّل مرجعًا عالميًا لحقوق الإنسان – من إلهام العديد من المهتمين فى كافة ارجاء العالم.
وحاليًا .. بعد توافق جميع أعضاء الأمم المتحدة على حقوق الإنسان الأساسيّة، صارت الوثيقة أكثر قوة، مؤكِّدة ارتباط حقوق الإنسان بحياتنا اليوميّة،
ويُعتبر الفقر الداء الأكثر انتشارًا، وتحد أمام حقوق الإنسان فى العالم، فمحاربة الفقر والحرمان والعزلة، ليست مسألة تفضُّل، ولعل العالم يحظى بفرصة أفضل فى محو تلك المحنة عندما يتعامل مع الفقر باعتباره مسألة إلزامية تخص حقوق الإنسان، فمحو الفقر هدف قابل للتحقق، وهو ما يجب ان تبذل كافة الجهود لتحقيقه، ليس تزامنا مع اليوم بل ومع كل ايام العام، فالانسان يستحق بان يعيش فى حرية وامان وسلام، وعندما نحمى حقوق الإنسان، نحمى مستقبلنا، وليست حقوق الإنسان بأفكار مجردة، فهى توفر الحماية وتضمن للجميع فى كل مكان العيش بكرامة واحترام .. وللحديث بقية