كل ما تراه من قوة وقدرة وثبات للدولة المصرية فى مواجهة التحديات والتهديدات والضغوط، وصلابة فى مواجهة المخططات وعلى رأسها التهجير والمشروعات المشبوهة التى تستهدف استباحة الأراضى العربية كل هذا الشرف والشموخ المصري، هو حصاد رؤية وجهود وإرادة أكثر من عشر سنوات انتشلت مصر من الضياع والضعف والأزمات والمشاكل المتراكمة إلى القوة والقدرة والأمن والاستقرار والثقة والاطمئنان على حماية القرار الوطنى المستقل إذا تعرض للتهديد من أى قوة.. «فمصر ــ السيسي» دولة قوية تقف على أرض صلبة، قرارها الوطنى مستقل، لا تخشى ولا تركع، ولا تتنازل عن مبادئها وثوابتها وخطوطها الحمراء ولا تفرط فى أمنها القومي.
ما نحن فيه الآن من قوة وقدرة نعمة كبيرة، والحقيقة أن مستوى الوعى الحقيقى لدى المصريين أصبح فى أعلى مستوياته، والقناعة والإيمان، برؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الإصلاح والبناء والتنمية، وما تتبناه من مشروع وطنى لتحقيق التقدم، وتحويل مصر إلى قوة إقليمية عظمى أمر بات واضحًا وراسخًا، لأن كل مواطن مصرى أدرك حجم التحديات والتهديدات والمخاطر التى تواجه مصر فى ظل المخططات التى تستهدف أمنها القومي، لذلك فإن المصريين على ثقة كاملة بأنه لا أمل لحماية هذا الوطن إلا بتمكينه من أعلى درجات القوة والقدرة الشاملة، وأن طريق الإصلاح والطموح هو السبيل الأمثل لضمان وجود وتقدم وسلامة هذا البلد الآمن.
التحديات والتهديدات والمخاطر التى تواجه مصر فى هذه الفترة، خاصة فيما يتعلق بالصراعات المحيطة فى كافة الاتجاهات، والاضطرابات فى المنطقة، والمخططات التى تتبناها قوى الشر وأوهام التوسع، واغتصاب الأرض والأوطان وممارسة الضغوط، كانت ومازالت كاشفة وصنعت الفارق فى بناء الوعى الحقيقي، وصناعة الفهم العام لما يحاك لمصر، وكشفت عمق الرؤية والحكمة واستشراف المستقبل الذى تبناه الرئيس السيسى على مدار أكثر من عشر سنوات حتى وأن بدت هذه التحديات والتهديدات التى تواجه مصر قاسية، وضاغطة، وتحتاج لتكلفة وثمن تدفعه مقابل مواققنا الشريفة وخطوطنا الحمراء إلا أنها فى ذات الوقت أظهرت الحقائق الكاملة، وجعلتها فى متناول جميع المصريين بعد المجاهرة علانية بهذه المخططات، ومطالبة مصر بتنفيذها، وما استتبع ذلك من ردة فعل قوية وحاسمة من الدولة المصرية وقيادتها وشعبها، ولعلنا نتوقف عند بعض النقاط المهمة فى هذا الإطار نستخلصها من دروس ورسائل المحن والشدائد، لتفرز فى النهاية مزايا، ومزيدًا من القوة والقدرة، وتكشف عن صلابة الدولة المصرية، وجدوى عظيمة لرؤية انطلقت قبل عشر سنوات لتصنع الفارق، وتمنح مصر الثقة فى مجابهة أخطر مرحلة فى تاريخها بفضل حكمة قيادة وطنية شريفة، واستثنائية اخلصت للوطن وادركت مبكرًا حاجته، للقوة والقدرة، كالتالي:
أولاً: مواقف مصر الحاسمة والصلبة تجاه ما يحدث من تحديات وتهديدات، ومخططات التهجير، والتهديد والوعيد والضغوط، كشفت كل الحملات المسعورة التى كانت تحاول تشويه مصر والتشكيك فى مواقفها ونجاحاتها وانجازاتها، وزادت المصريين قناعة وإيمانًا بأن مصر تتعرض لحرب من الأكاذيب والشائعات والاساءات التى تحاول النيل من اصطفافها لذلك فإن النتائج الايجابية التى حققتها هذه الفترة الصعبة والمليئة بالتهديدات والمخططات، ومواقف مصر تجاهها وصلابتها أمامها تعتبر ثروة وكنزًا عظيمًا من الوعى الحقيقي، جعل هذا الشعب اكثر اصطفافًا وتماسكًا لذلك علينا البناء والتركيز على هذه الأبعاد، والاستثمار فى بناء الوعى بشكل اكثر فاعلية ولا نتركها حتى تجهز على زيف الحملات المسعورة التى أرادت النيل من وحدة وثقة المصريين.
ثانيًا: أن هذه الفترة الصعبة، والمليئة بالتحديات والتهديدات، كشفت عن صلابة الدولة المصرية، وقدرتها، وشرفها، ووقوفها على أرض راسخة، وبالتالى نجاح كبير وجدوى عظيمة لرؤية القيادة السياسية على مدار السنوات السابقة فى الإصرار على البناء والتنمية واقامة الدولة الحديثة القوية القادرة وتمكينها من منظومة ردع عصرية قادرة على مجابهة كافة التهديدات، وحماية الأمن القومى. من أهم دروس ورسائل التحديات والتهديدات فى هذه الفترة، ان قفزت بمستوى القناعة والإيمان برؤية القيادة السياسية إلى أعلى مستوى على مختلف الأصعدة سواء فى تطوير وتحديث الجيش المصرى العظيم، أو رؤية بناء مصر الحديثة، والمشروعات العملاقة فى كافة المجالات والقطاعات، والحقيقة أن المواطن أدرك أن الأزمات الاقتصادية الجزء الأكبر منها يعود إلى ما يحاك لمصر من مؤامرات ومخططات وحصار ومن أبرز النتائج أن الشعب نسى كل التحديات وانتفض دفاعًا عن مواقف مصر الشريفة والاصطفاف خلف القيادة.
ثالثًا: التحديات والتهديدات التى تواجه مصر فى تلك الفترة ومواقفها القوية تجاهها، جسدت قدرة وصلابة الدولة المصرية، فرغم التهديدات والمخططات إلا أن مصر قادرة على انجاز وتحقيق الأهداف فقد شاركت بقوة فى الوصول لوقف اطلاق النار فى غزة وتبادل الرهائن والأسري، وادخال المساعدات الإنسانية، ورغم التهديد والوعيد بالعودة إلى الحرب أو الجحيم إلا أن مصر نجحت فى إزالة العوائق ونجحت فى استمرار الاتفاق، ورغم التهديدات «الفشنك» التى يطلقها البعض إلا أن مصر يعمل لها ألف حساب وهى الخطر الحقيقى الذى يهدد الأوهام ومحاولات تأجيج النيران فى المنطقة فهى تجمع بين الحكمة وإرادة السلام مع القوة والقدرة، والصلابة، لذلك فإن إرادتها نافذة ولا تستطيع قوى الأوهام، الاقتراب منها أو حتى اغضابها، ولعل الزيارات المكثفة التى تتوافد عليها وامتصاص غضبها، تدرك تمامًا قوة وقدرة مصر على الفعل وأن الابتزاز والمساومات والتلويح بالتهديدات لا يجدى نفعًا معها.
رابعًا: هذه التحديات والتهديدات والشدائد التى تواجه المنطقة، كشفت عن قوة وتأثير مصر الإقليمى والدولى والاقتناع برؤيتها لحل أزمات المنطقة خاصة القضية الفلسطينية وأنه لا سبيل سوى حل الدولتين وهناك اجماع دولى على هذه الرؤية ورفض لمخطط التهجير.
خامسًا: يقينًا مقولات وكلمات الرئيس السيسي، كانت ومازالت دستور عمل ورؤى استراتيجية فما قاله الرئيس السيسى قبل سنوات «العفى محدش يقدر يأكل لقمته» هو حقيقة نعيشها الآن وحصاد يجسده ما وصلنا إليه من قوة وقدرة على حماية مواقفنا، وثوابتنا، وأرضنا وحدودنا، والتزامنا الأخلاقى تجاه الأشقاء.