أتمنى أن ينجح منتخب مصر فى وضع صورة طيبة عن المستقبل خلال الدورة الدولية التى تنطلق غدا فى مصر بعد أن فشل التنظيم فى الإمارات بسبب الشركة المنظمة، وأن ينجح حسام حسن فى الإقناع بأنه المدير الفنى المناسب للمرحلة التى لم تعد تتحمل المزيد من التجارب فى وقت تتحرك فيه الكثير من المنتخبات إيجابيا على المستويين الأفريقى والدولي، ونحن لا نريد المزيد من اتساع الهوة معها بعد أن شاهدنا كيف تغيرت الخريطة تماما فى كأس الأمم الأفريقية الأخيرة.
نعم هى بطولة ودية وغير مؤثرة على مستوى النتائج ولكنها بالغة التأثير على الوسط الكروى باعتبارها المحطة الوحيدة والأخيرة للإعداد لما هو أهم فى التجمع القادم للمنتخب فى يونيو القادم عندما يلعب المنتخب مباراتين رسميتين فى الجولتين الثالثة والرابعة لتصفيات كأس العالم أمام المطاردين المباشرين فى المجموعة بوركينا فاسو وغينيا بيساو.
لا أشعر بالارتياح من الأجواء المحيطة بالمنتخب فى هذه الفترة وبخاصة فى موضوع عدم إنضمام صلاح الذى قتلناه بحثا فى الفترة الماضية، وكذلك غضب جماهير الناديين الكبيرن الأهلى والزمالك اللذين يمثلان أكثر من 95٪ من قوام مشجعى المنتخب، الأول وهو جمهور الأهلى بسبب ضيق الوقت الشديد بين اليوم الثانى للدورة الودية سواء النهائى أو مباراة المركز الثالث، وبين مباراة الأهلى مع سيمبا خارج الديار والذى سيقل عن 72 ساعة، وكذلك جمهور الزمالك الغاضب من استبعاد نجوم الفريق عن المنتخب وضم لاعب واحد فقط هو الحارس محمد عواد وزادوا إلى لاعبين إضطراريا لضم مصطفى شلبى بدلا من حسين الشحات.
وكما قلت سابقا أن على الجماهير أن تقف خلف المنتخب فى هذه المرحلة وبخاصة أن تولى حسام حسن جاء بمطلب جماهيرى من أغلب مشجعى الكرة بحكم أنه فعليا يعتبر من أكثر اللاعبين ربما فى التاريخ عطاء لكرة القدم المصرية.
ولكن هناك شروطا لتستمر الجماهير فى مساندتها للمنتخب وحسام وأهم هذه العناصر شعورها بالعدالة الكاملة للجهاز الفنى وعدم وجود أى توازنات أو حسابات فى الاختيارات وربما كانت تلك أهم نقاط نجاح حسن شحاتة فى حقبته الذهبية والتى توج خلالها المنتخب بكأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية فى حدث فريد لمنتخبنا لم يحققه أى منتخب أخر.
كما أن حسام مطالب بتحقيق نتائج إيجابية فى كأس الأمم الأفريقية القادمة فى المغرب عام 2025 وألا يعتبر الجهاز أن الوصول للمونديال هى قمة الإنجاز كما كان فى الماضى عندما كان لأفريقيا 5 مقاعد فقط فشل المنتخب كثيرا فى التواجد بينها حتى فى عصر حسن شحاتة، لأن ارتفاع عدد المقاعد الأفريقية إلى 9 مقاعد وثلث مقعد جعل الوصول لكأس العالم لكل المنتخبات الكبيرة أسهل كثيرا من ذى قبل وبالتالى أصبحت كأس الأمم هى المحك الأهم للمنتخب فى الفترة القادمة.
وعلى اتحاد الكرة ألا يكرر الخطأ الذى وقع فيه فى عصر المدير الفنى البرتغالى السابق روى فيتوريا عندما ذكر فى عقده أن المحور الأهم فى ولايته هى الوصول لكأس العالم، دون ذكر أى هدف لبطولة كأس الأمم الأفريقية.
كما أنه على حسام حسن أن يضع فى اعتباره فى المستقبل القريب معدلات أعمار لاعبى المنتخب الذى كان الفريق صاحب أكبر معدل أعمار بين المنتخبات الـ 24 المشاركة فى كأس الأمم الأخيرة وشاهدنا كيف كان تأثير ذلك على أداء المنتخب فى البطولة التى كانت ربما الأسوأ فى تاريخ مشاركته فى هذه البطولة.
أتمنى التوفيق لحسام فى بداية المشوار ومرة أخرى أطالب بمساندة الجمهور لمنتخبنا فى بداية المشوار، على أن يكون التقييم الموضوعى بعد فترة كافية لظهر إستراتيجيته التدريبية مع المنتخب.