وصف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الحرب الروسية – الأوكرانية بــ» حرب بايدن « معبراً عن استيائه من ضخ الولايات المتحدة ما يقارب 350 مليار دولار بلا مقابل وبدون أى ضمانات أمنية حيث سعى للخروج من هذا المأزق بصندوق استثمارى مشترك للتعافى الاقتصادى ولإعادة اعمار أوكرانيا واستغلال الموارد الطبيعية خاصة المعادن النادرة، فالأراضى الأوكرانية تضم نحو 20 ألف مستودع طبيعى تحتوى على 116 نوعاً من المعادن منها الزيركونيوم والأباتيت المستخدمة فى التطبيقات النووية والطبية، والبريليوم المستخدم فى صناعات الطاقة النووية والفضاء والصناعات العسكرية والإلكترونية واليورانيوم، كما تمتلك 7٪ من الاحتياطيات العالمية للتيتانيوم، وتحتل المرتبة الخامسة عالمياً فى إنتاج الغاليوم، وبالرغم من سعى الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على المواد الخام والمعادن النادرة فى أوكرانيا إلا أن عملية تكرير هذه المعادن تتم فى الصين لانها تحتكر تكرير هذه المعادن بشكل شبه كامل، لذلك عرض الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إجراء مفاوضات بين موسكو وواشنطن حول مشاريع تتعلق بالمعادن الأرضية النادرة فى روسيا، من امكانية توفير «خط أنابيب الغاز» لأوروبا، حيث تسعى روسيا للحصول على اعتراف أمريكى بالسيطرة الروسية على القرم والاعتراف بالسيطرة الروسية على جميع مقاطعة لوهانسك والمناطق التى تسيطر عليها فى دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا ورفع العقوبات المفروضة منذ عام 2014، وتعزيز التعاون الاقتصادى مع الولايات المتحدة مع ضمانات بالا تصبح أوكرانيا عضواً فى حلف شمال الأطلسى «الناتو».
أوكرانيا كانت تملك ترسانةً نوويةً ضخمة مما جعلها ثالث قوة نووية فى العالم بعد روسيا والولايات المتحدة حيث كان على أرضها حوالى 1,900 رأسٍ نووى إستراتيجي، و2,500 سلاحٍ نووى تكتيكي، فضلاً عن منظومات اطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ولكن أوكرانيا فقدت درعها وسيفها بتوقيعها على مذكرة بودابست للضمانات الامنية عام 1994 بين زعماء كل من أوكرانيا وروسيا الاتحادية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية التى تضمنت التزام هذه الدول باحترام سيادة أوكرانيا وحدودها ووحدة أراضيها مقابل تخليها عن ترسانتها النووية، وبدأت الازمة الأوكرانية تتضخم عندما اقترب حلف الاطلسى من أوروبا الشرقية وتحريضهم لأوكرانيا على الانضمام إلى الحلف وإنشاء قواعد عسكرية وصواريخ موجهة لروسيا من أوكرانيا مما أثار حفيظة روسيا واعتبرته تهديداً مباشر لأمنها القومى ولذلك طالبت روسيا بضمانات أمنية للحيلوله دون انضمام أوكرانيا لحلف الأطلسى حيث أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ان رغبة أوكرانيا فى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسى سبباً رئيسياً للغزو الروسى وانه بدون الأسلحة العسكرية الأمريكية لكانت هذه الحرب انتهت فى غضون أسبوعين لصالح روسيا، وبالرغم من تعهد ترامب بإنهاء الحرب الروسية فى أوكرانيا فى غضون 24 ساعة، إلا أنه بعد توقيع صفقة المعادن النادرة سمح ترامب بتزويد أوكرانيا بمعدات دفاعية قيمتها 50 مليون دولار، وقال إنه كان ساخراً عندما قال إن الحرب ستنتهى خلال 24 ساعة، وأعقبها تصريح نائب الرئيس الأمريكي، جيه.دى فانس بأن الحرب فى أوكرانيا لن تنتهى قريباً، فهل تمنح هذه التصريحات قوة لترامب فى التفاوض بين روسيا وأوكرانيا، أم هى استغلال للاحداث لصالح تعافى الاقتصاد الأمريكي؟