مصر تفرض إرادتها وتواصل جهودها الواسعة من أجل احلال السلام والاستقرار فى المنطقة وتبذل أقصى ما فى وسعها من اجل الحفاظ على اتفاق وقف اطلاق النار فى غزة واستمرار تفعيل اتفاقات وتفاهمات تبادل الأسرى ولذلك نجد القاهرة تتحرك سريعا لانقاذ الموقف والتصدى لأى محاولة اسرائيلية من شأنها تعريض الاتفاق للانهيار والعودة من جديد إلى فتح أبواب جهنم لحرق وتدمير ماتبقى من غزة- بشر وحجر .. الرئيس السيسى عاد من إسبانيا بعد زيارة ناجحة استطاع خلالها حشد الدعم الإسبانى والأوروبى لخطة مصر لإعادة اعمار غزة ورفض أى دعوة لتهجير سكانها إلى أى مكان فى العالم.. وأعلنت مصر وإسبانيا، رفضهما لأى محاولات تستهدف تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، داعين إلى ضرورة تسريع البدء فى إعمار غزة وعملية التعافى المبكر، وارتباطها بمسار يؤدى إلى السلام الشامل والدائم، الذى يقوم على أساس «حل الدولتين»؛ كونه السبيل لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، واتفقت مصر وإسبانيا على ضرورة السعى والدفع لإحياء عملية السلام، بهدف إقامة دولة فلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال جلسة مباحثات مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، على أهمية دعم المجتمع الدولي، وتبنيه خطة إعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه التى يتمسك بها، ووطنه الذى لا يقبل التفريط فيه، وبما يضمن البدء الفورى فى عمليات الإغاثة والتعافى المبكر.
واطلق الرئيس السيسى رسالة مهمة من مدريد جدد خلالها تأكيد مصر على ضرورة دعم المنظمات الدولية العاملة فى المجال الإنسانى بغزة، وعلى رأسها وكالة «أونروا»، التى تلعب دورًا رئيسيًا فى تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين، مشيدًا بقرار إسبانيا الشجاع والتاريخى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واصفًا إياه بالقرار الذى انحاز إلى الحق والعدل، وساهم فى دعم حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة، وفى مقدمتها حقه فى تقرير المصير.
من مدريد إلى الرياض حيث شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماع غير رسمى امس بالعاصمة السعودية لعدد من القادة العرب بخصوص القضية الفلسطينية، حيث دعا ولى العهد الأمير محمد بن سلمان زعماء دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن إلى لقاء «ودي» فى الرياض قبل القمة العربية الطارئة فى القاهرة فى الرابع من مارس لبحث تطورات الصراع الإسرائيلى الفلسطيني.
ناقش القادة العرب فى الرياض خطة مصرية- عربية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب التى شنتها إسرائيل على القطاع لمدة 15 شهرا، والتى ربما تشمل مساهمات مالية من دول المنطقة بما يصل إلى 20 مليار دولار.
مصر لاتعمل بمفردها من اجل إعادة اعمار غزة التى دمرتها الالة الاسرائيلية الوحشية على مدار عام ونصف العام تقريبا.. بل تحرص مصر على مشاركة عربية دولية واسعة لتنفيذ خطتها لاعمار غزة.. وهذا ما أكده وزير الخارجية بدر عبدالعاطى خلال الساعات الماضية وقال ان مصر تعمل بكل جد مع الشركاء الدوليين لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى بصورة عاجلة دون عوائق فى جميع أنحاء غزة، عبد العاطى قال فى كلمة مصر فى اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين المُنعقد فى جوهانسبرج إن القاهرة بصدد إتمام خطة شاملة للتعافى المبكر وإعادة الإعمار، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، لمواجهة الكارثة الإنسانية والدمار الهائل الذى شهدته غزة، مع ضمان أن يظل الشعب الفلسطينى فى وطنه، منوها باستضافة مصر لمؤتمر إعادة إعمار غزة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، معربا عن تطلع مصر لمشاركة كل الشركاء الدوليين فى هذا الحدث المهم.
مصر ماضية فى طريقها إلى النهاية.. وقد فاجأ المصريون العالم كله بتأكيدهم على ان اعمار غزة سوف يتحقق خلال ثلاث سنوات فقط بينما قدرت أمريكا ودول أخرى ان يتم ذلك فى غضون عشر سنوات على اقل تقدير.. رئيس الوزراء مصطفى مدبولى أعلن ذلك صراحة فى اجتماع مجلس الوزراء الاخير وقال ان الشركات المصرية جاهزة لبدء نشاطها فورا فى إعادة اعمار غزة وقد بدأت مصر فعلا تنفيذ خطتها حيث دخلت قافلة كبيرة للمنازل الجاهزة كمرحلة اولى من إعادة الاعمار.. ثم تدخل قوافل أخرى من المعدات الثقيلة لرفع تلال وجبال الركام الذى يملأ غزة لتمهيد الطريق امام الشركات المصرية لبدء تنفيذ مخطط الاعمار بشكل كامل.. كل ذلك سيتم واهالى غزة فى مواقعهم وعلى ارضهم دون ان يتزحزحوا قيد أنملة من أرضهم
اجتماع الرياض الأخوى حلقة مهمة فى سلسلة التضامن العربى مع الشعب الفلسطينى وحماية حقوقه التاريخية فى اقامة دولته المستقلة على أرضه.. ونحج القادة العرب فى زيادة مساحة التفاهم والتنسيق المشترك قبل أيام من انعقاد قمة القاهرة المرتقبة فى الرابع من مارس القادم وصولا إلى خطة عربية موحدة تحظى بتأييد دولى واسع لإعادة اعمار غزة ومن دون الحاجة إلى تهجير أهلها أو ابعادهم عن ارضهم.