ويأتى شهر أكتوبر كل عام مجدداً معه أجمل الذكريات التى أعادت الارض والكرامة وأشعرتنا بالفخر والعزة ونحن نستعيد هذه الذكرى الطيبة يوم أن خرج أسود جيش مصر يزأرون فى ميدان المعركة وهم صيام لرب العالمين وفى توفيق يدل على عبقرية عسكرية استراتيجية لقادة عظام أخذوا على عاتقهم العمل بصدق ويقين وإيمان عملوا من أجل استعادة الارض والعرض وكرامة الوطن فكان التخطيط المتقن والتدريبات الجادة وخطط الخداع الاستراتيجى والتمويه.
دقت ساعة الحسم وكانت الثانية وخمس دقائق ظهر السبت العاشر من رمضان لعام 1393هـ السادس من أكتوبر 1973 ووجد جيش العدو الاسرائيلى الضربات المتتالية من كل صوب وحرب الطيران المصرى يملأ سماء المعركة فى خطة عبقرية وقيادة ذكية لقائد القوات الجوية اللواء محمد حسنى مبارك قائد الضربة التى زلزلت كيان العدو للدرجة التى افقدته توازنه وفى ست ساعات فقط ظهرت بوادر النصر وقامت قوات المهندسين العسكريين باقامة الكوبرى العائم فوق مياه القناة لعبور الافراد والمدرعات علاوة على القوارب التى امتلاء بها المجرى الملاحى لقناة السويس فكان بعد مضى حوالى ست ساعات من بدء المعركة آلاف من جنود مصر البواسل على الضفة الشرقية للقناة تم نقل الافراد والمعدات وعبور القناة فى ملحمة عظيمة شهدتها أرض سيناء المباركة.. وكانت الخطوات التى نفذها أبطال جيل أكتوبر محسوبة بكل دقة للدرجة التى جعلت جيش الحرب الاسرائيلى الذى قيل عنه زوراً وبهتانا »انه لا يقهر« فر أمام ابطال الجيش المصرى كالجرذان.. استرد رجال القوات المسلحة فى اليوم الاول من المعارك الثقة بالنفس بل واستطاعوا احتلال المواقع على الضفة الشرقية للقناة فى مدينة القنطرة وتم رفع العلم المصرى فوق أرضنا المحررة.. وواصل البواسل من ابناء قواتنا المسلحة تقدمهم حتى تدخل حلفاء العدو سواء الولايات المتحدة بصورة مباشرة بعمل جسر جوى بين واشنطن وتل أبيب أو الغرب الاوروبى الذى كان يساعد هو الاخر العدو الاسرائيلى بكل ما أوتى من قوة.. وهو الامر الذى جعل القيادة المصرية آنذاك تقبل بوقف إطلاق النار.. وبعدها بدأت مفاوضات تبادل الاسرى من الجانبين ولكن ما أود الاشارة إليه هو ان العدو هنا هو من سعى إلى طلب وقف اطلاق النار لانه رأى فى الجيش المصرى الخطر الذى يمكن ان يقصيه تماماً من المشهد بعد ان وجد منه ما لم يتوقعه حيث أنهى فى ست ساعات فقط اسطورة الجيش الاسرائيلى الكاذبة التى حاول ان يصدرها ليبث الرعب فى النفوس وفى واقع الامر اتضح انه كما يقال «نمر من ورق» وللحديث بقية الاسبوع القادم.