تعليقات ترامب قد تُعرّض فرص التعاون بين أمريكا والعرب للخطر
يتصاعد يوماً بعد يوم رفض خطة تهجيرالفلسطينيين من قطاع غزة التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الحلفاء والخصوم على حد سواء، بعد أن تأكد الجميع أن خطة لا أخلاقية وستؤدى فى حال تنفيذها إلى تصاعد الإرهاب فى العالم كله، إذ وقّع ما يقرب من ثلثى أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين على رسالة موجهة إلى الرئيس ترامب، حملت توقيع 145 نائباً ديمقراطياً من أصل 215، بقيادة النائبين شون كاستن وبراد شيرمان، يطالبونه فيها بالتراجع عن تصريحاته التى وصفوها بـ «الخطيرة» وأعرب المشرعون الموقعون على الرسالة عن قلقهم من أن رئيساً أميركياً يمكن أن يدعو إلى التهجير القسرى والتشريد الدائم لمليونى شخص وأن مثل هذه الخطوة لا يمكن الدفاع عنها أخلاقياً، وستضر بمكانة الولايات المتحدة عالمياً، وتُعرّض الجنود الأميركيين للخطر، وتؤدى إلى تصاعد الإرهاب، كما حذروا من أن تعليقات ترامب قد تُعرّض فرص التعاون بين الولايات المتحدة وشركائها العرب للخطر، وذلك فيما يتعلق بإعادة إعمارغزة وإيجاد حل سلمى للصراع مع إسرائيل، فيما أوقف الكونجرس صفقة بيع أسلحة بقيمة مليار دولارلإسرائيل والتى وافق عليها الرئيس ترامب خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى واشنطن.
الغريب أن الإدارة الأمريكية ترى أن الدعم العسكرى لإسرائيل استثمار فى الأمن القومى الأمريكي، ويبدو أنها نسيت أوتناست أن نحو50 ألف جندى أمريكى يتمركزون فى العشرات من القواعد العسكرية فى العديد من الدول العربية، كما تحصل واشنطن على تسهيلات واسعة تتضمن القيام بمناورات عسكرية مشتركة، وحق استخدام المجال الجوى والموانئ والمطارات والمعسكرات، والحصول على خدمات الوقود والصيانة وتخزين الأسلحة فى غالبية دول المنطقة، الأمرالذى منحها حرية ومرونة بالغة فى الحركة براً وجواً وبحراً بزعم حماية مصالحها فى المنطقة، والقضاء على الإرهاب وإجراء التدريبات والمناورات العسكرية وتقديم المشورة، إضافة إلى الاستثمارات العربية فى الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يصل حجم الاستثمارات السعودية وحدها فى الولايات المتحدة نحو تريليون دولار، إضافة إلى استثمارات من دول خليجية أخري، فضلاً عن شراء الدول العربية أسلحة بمبالغ مالية كبيرة جداً، ولذا فإن مصالح واشنطن مع الدول العربية وليست مع إسرائيل التى قد تورطها فى حرب عالمية فى حال إصرارها على تهجيرالفلسطينيين إلى دول عربية وأقول لكم ، إن هذه التطورات تتزامن مع نجاح جهود الوسطاء فى إعادة إسرائيل وحماس إلى مائدة مفاوضات المرحلة الثانية وتنفيذ باقى بنود المرحلة الأولى ما سيسهم فى الوصول إلى صيغة لإنهاء الحرب فى غزة انتظاراً لحلول سياسية نهائية للقضية الفلسطينية يضمن تنفيذ القرارات الدولية وإقامة دولتين على حدود الرابع من يونيو 1967، ومن المقرر مناقشة الأفكار المبدئية خلال قمة فى الرياض الشهر الجارى تشارك فيها غالبية الدول العربية، وقد تتضمن صندوق إعادة إعمار بقيادة دول الخليج واتفاقاً لتنحية حماس.