يبدو أن غرور القوة يملأ عقل ونفس نتنياهو وحكومته المتطرفة ورغم ما لحق به وبجيشه من انكسارات وهزائم أمام المقاومة الفلسطينية المشروعة تتكشف يوما بعد يوم وهذا ما أكده قادة عسكريون سابقون فى جيش الكيان الاسرائيلى بأن الجيش تعرض لهزيمة موجعة من المقاومة التى مازالت تقاوم وتعيد بناء الإنفاق الدفاعية والهجومية وتنفذ عمليات موجعة، يواجهها جيش الاحتلال بالمزيد من استهداف المدنيين الأبرياء معتقدا أنه يضغط على المقاومة ويتنصل من الاتفاقيات والمفاوضات.
المقاومة بعزيمة وثبات يبدو أنها استعدت لحرب طويلة الأمد من خلال شبكة الأنفاق العنكبوتية التى تغطى باطن قطاع غزة والتى عاودت عملياتها الجريئة تمكنت مؤخرا من استهداف آليات عسكرية قرب السياج الحدودى مع غزة وهذا يعنى ان انفاق المقاومة تمددت من جديد لتطال مناطق جديدة ربما يخرج منها المقاتلون وسط الدبابات المتواجدة بالقرب من مستوطنات الغلاف لأسر جنود جدد، فضلا عن الحرب النفسية التى تضرب بها عمق مجتمع الكيان الإسرائيلى من حين لآخر من خلال الرسائل التى يوجهها الاسرى لذويهم بإنقاذهم من خلال الضغط على الحكومة والدخول فى صفقة تبادل ووقف الحرب لئلا تسقط على رؤوسهم القنابل الأمريكية الصنع.
هذا الاستهداف يطال البشر والشجر ويزيد من الكارثة إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والمواد الغذائية فى واحدة من أحقر الجرائم التى سيدونها التاريخ ويرددها المقاومون جيلا بعد جيل، تلك المجاعة دخلت مرحلة الخطر الحقيقى وسوء التغذية يفتك بالأطفال والأبرياء يوميا فى غزة فضلا عن منع دخول الأدوية والمواد الطبية لعلاج الجرحى والمصابين وسط حالة من الصمت الدولى والاقليمى على استمرار الجريمة دونما موقف واضح رغم تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وهيئات الإغاثة الدولية التى نفذ مخزونها من المواد الغذائية.
نتنياهو الذى يسيطر عليه جنون العظمة وغرور القوة يتحدث عن تحقيق النصر فى الحرب والقضاء على حركة حماس واستعادة الاسرى وعدم السماح بإقامة أى خلافة إسلامية فى الشمال أو الجنوب والعمل على منع إيران من الحصول على سلاح نووى باعتبارها الفزاعة التى يخشاها الغرب وبالتالى غض الطرف عن الدخول فى حرب جديدة ضد إيران وأشعال النيران فى الشرق الأوسط كله.