أسدلت محكمة النقض برئاسة المستشار د. على فرجانى نائب رئيس محكمة النقض، الستار عن واحدة من أبرز القضايا التى هزت الرأى العام، وصدمت المصريين وحيرت الملايين «آكلة طفلها بفاقوس»، بتأييد الحكم الصادر من محكمة جنايات الزقازيق، ببراءة هناء حتروش من اتهامها بقتل طفلها سعد عبدالرحيم عمدا مع سبق الإصرار، وإيداعها إحدى المصحات النفسية، وتضمن منطوق الحكم عدم قبول طعنى النيابة العامة والمدعى بالحقوق المدنية على البراءة.
صدر الحكم بعضوية المستشارين محمد الخطيب وهشام عبدالهادى ونادر خلف وصلاح صديق بحضور أحمد عبدالحكيم رئيس النيابة بنيابة النقض، بأمانة سر أحمد عبدالفتاح ويوسف عبدالفتاح.
تضمنت وقائع القضية أن المتهمة هناء حتروش سليمان تزوجت من محمد سعد أحمد عبدالرحيم ودام زواجهما ثمانى سنوات رزقت فيها بطفلها المجنى عليه سعد، ومنذ ثلاث سنوات سابقة على تاريخ الواقعة انفصلت عن زوجها وانتقلت للعيش رفقة أهلها، ومنذ أقامت رفقة أهلها، نشبت بينهم العديد من الخلافات بسبب توجسها من والدتها وزوجة أخيها لميلهما إلى ضم حضانة المجنى عليه إلى والده، بينما هى متمسكة بحضانته لحبها الشديد له وخوفها عليه من أى ضرر يصيبه وارتيابها أن يأخذ مطلقها المجنى عليه منها رغما عنها، وعلى أثر تلك الخلافات انتقلت المتهمة وبرفقتها المجنى عليه للإقامة بأحد المنازل الملاصقة لمسكن أهلها والذى لم يكن مهيئاً للسكني، ثم إلى المنزل محل الواقعة الكائن بقرية سواده دائرة مركز فاقوس، وكانت المتهمة خلال تلك الفترة مضطربة نفسياً فقد كانت دائمة الصراخ والعويل دون سبب ظاهر وحين تسألها جارتها زينب محمد محمد سالم عن سبب صراخها وعويلها تخبرها بأن نسوة يضربنها ولكنها لن تراهم، وكانت تنتابها حالات من هياج فتطارد أطفال فى طرقات القرية وزادت على ذلك بأن توجهت إلى جارتها تلك وأصطحبتها ذات يوم إلى ذلك المنزل غير المهيئ وأشارت إلى حفرة كبيرة به مشيرةً إلى أنها حفرتها ثم طلبت منها مواراة التراب عليها وعلى المجنى عليه، وحين سألتها عن سبب ذلك قررت لها بأنها ونجلها سيحيون مرة أخرى ولكنها رفضت ذلك وقصت على والدة المتهمة ما كان، وقد ظلت تراودها مخاوف إبعاد مطلقها نجلها المجنى عليه بأخذه منها، حتى انتهى تفكيرها إلى قتل المجنى عليه لمنع مطلقها من أخذه منها، وأعدت لذلك الغرض عصا فأس خشبية وسكيناً متواجدين لديها بالمنزل قررت قتله بهما وتقطيع جثمانه وإخفائه ثم الادعاء بأنها لا تعلم مكانه غلقت النوافذ وغافلته، وانهالت على رأسه بثلاث ضربات بالعصا فخر صريعا، ولتتيقن من قتله نحرت عنقه بالسكين، حتى تأكد لها إزهاق روحه، ثم جرت الجثمان إلى دورة المياه، وقطعته لأشلاء، ونزعت اللحم عن العظام وأذابت الأحشاء وبعض الأشلاء بطهيها، وفى سبيل إخفاء الجثمان أكلت بعض ما طهت منه، ولما لم تستطع تناوله كله، قررت إخفاء الأشلاء بدفنها مساء اليوم التالي، وفى اليوم التالى للواقعة تلاحظ لجارتها زينب محمد محمد سالم غلق نوافذ مسكن المتهمة وعدم ظهورها والمجنى عليه على غير عادتهما، وهو ما تزامن مع إصدار المتهمة أصوات بكاء وصراخ يتعالى ويتزايد بمرور الوقت على فترات من ذلك اليوم، رددت خلاله المتهمة نداء على المجنى عليه بعبارة «يا سعد»، فارتابت فى أمرها وأرسلت فى طلب عم المتهمة محمود حسن حتروش سليمان والذى حضر وطرق على باب المتهمة طالباً الدخول المنزل للاطمئنان عليها وعلى المجنى عليه فأبت ثم عاد إليها بعد فترة وجيزة وبصحبته والدة المتهمة وشقيقها نوال أحمد عبد الفتاح سالم، هانى محمد حسن حتروش وأصروا على الدخول حتى سمحت لهم فبادرها عمها بسؤالها عن ابنها المجنى عليه فأنكرت تواجده بالمسكن فشك فى أمرها، وبحث عنه بمحل الواقعة حتى عثر على أشلاء الجثمان المقطعة بدلو بلاستيكى مخبأ داخل خزانة ملابس المتهمة، وإذ واجهوا المتهمة بقتلها المجنى عليه وتقطيع جثمانه قررت أنها اكلت ولدها وأعادته لبطنها كما جاءت به من بطنها إلى الدنيا، فأبلغ عم المتهمة بالواقعة.