إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. السبيل الوحيد للأمن والاستقرار
بعد اثنى عشر يومًا من ارتفاع ألسنة النار والدخان التى غطّت سماء المنطقة، وما بين دمار خلفته الصواريخ وأرواح أزهقت فى المواجهة، أسدل الستار أخيرًا على إحدى أكثر الجولات دموية وخطورة بين إيران وإسرائيل. ففى لحظة طال انتظارها، أعلن الرئيس الأمريكى ترامب التوصل إلى اتفاق هدنة يضع حدًا لتبادل الضربات العسكرية بين الطرفين، فى خطوة وُصفت بأنها نقطة تحول إقليمى .
الاتفاق الذى جاء بعد ضربة أمريكية استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية، ورد من طهران استهدف قاعدة العديد، تَمثَّل فى التزام طهران وتل أبيب بوقف فورى للهجمات المتبادلة، مع تعهد واضح باحترام الهدنة وتجنّب الانزلاق مجددًا نحو التصعيد. ووجّه الرئيس الأمريكى دعوة صريحة للطرفين بالوفاء بالتزاماتهما، محذرًا من أن انتهاك الاتفاق لن يمر دون تبعات.
فى هذا السياق، تلوح فى الأفق بوادر تحركات دولية وإقليمية لإعادة ترتيب أوراق المنطقة المتأججة، وإنهاء العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة، حيث يدفع المدنيون الفلسطينيون الثمن الأكبر منذ ما يقارب العامين.
لحظة توقف الحرب.. ينقصها الأهم وهو الطريق إلى حلم السلام الشامل والعادل والذى يمكن إذا تحقق بوجود دولة فلسطينية مستقلة أن يوفر الأمن والاستقرار للإقليم وهو ما لم تظهر له أى مؤشرات فى الأفق حتى الآن، مما يجعل أى هدنة أو توقف للحرب أمراً قابلاً للاختراق فى أى لحظة والاشتعال من جديد وهو ما تحذر منه مصر دائما وأكدت عليه فى بيانها أمس مشددة على أن وقف إطلاق النار يمثل فرصة حقيقية لإنهاء دائرة التصعيد وجددت تأكيدها بأن القضية الفلسطينية تظل لب الصراع وتسويتها بشكل عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار.
مصر رحبت بإعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن التوصل لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وشددت – فى بيان صادر عن وزارة الخارجية- على كونه تطورًا جوهريا نحو احتواء التصعيد الخطير الذى شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، ومن شأنه أن يشكل نقطة تحول هامة نحو إنهاء المواجهة العسكرية.
وأكدت مصر أن هذه الخطوة تمثل فرصة حقيقية لوقف دائرة التصعيد والهجمات المتبادلة، وتهيئة البيئة المواتية لاستئناف الجهود السياسية والدبلوماسية.
ودعت مصر الطرفين الإسرائيلى والإيرانى للالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذه المرحلة الدقيقة، واتخاذ الإجراءات التى تسهم فى تحقيق التهدئة وخفض التصعيد.
وأكدت مصر على أهمية هذه الخطوة الهامة نحو التهدئة، وأنها لطالما دعت إلى وقف إطلاق النار وخفض التصعيد خلال اتصالاتها المباشرة المكثفة مع جميع الأطراف المعنية الإقليمية والدولية، بما فى ذلك أطراف الصراع على مدار الأسابيع الماضية، وأكدت على استمرارها فى بذل جهودها الدبلوماسية، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتثبيت وقف إطلاق النار ودعم مسار التهدئة، وصولاً إلى تسوية شاملة ومستدامة للأزمات التى تهدد استقرار المنطقة.
وجددت مصر التأكيد على أن القضية الفلسطينية تظل لب الصراع فى المنطقة، وأن تسويتها بشكل عادل وشامل يحقق التطلعات الشرعية للشعب الفلسطينى ويعد البديل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار المستدام فى المنطقة والعالم، من خلال إقامة الدولة المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.