يقلص الفجوة بين الصادرات والواردات.. ويوفر العملة الصعبة
ينهض بالاقتصاد القومى.. قيمة مضافة لثرواتنا.. ويقضى على البطالة
الخبراء: مشاركة القطاع الخاص.. والإعفاءات الجمركية والضريبية.. ضرورة
توجيهات القيادة السياسية بتوطين الصناعة لها مدلول كبير فى النهوض بالاقتصاد القومي، حيث تحقق هذه الرؤية مزايا عديدة من بينها تقليص الفجوة بين الواردات والصادرات والقضاء على ظاهرة البطالة وتحقيق معدلات نمو اكبر.
يوضح الخبراء إن تحقيق هذه الاهداف يتطلب مجموعة من الاجراءات اهمها تخفيف الاعباء عن كاهل الصناعة وتقديم الحوافز الضريبية وتوفير المزايا التسويقية داخل المعارض الداخلية والخارجية ،هذا بجانب توفير خامات ومستلزمات الانتاج باسعار مناسبة وتطبيق رؤية تعميق التصنيع المحلى باستخدام خامات محلية بديلة للمستوردة من اجل تحقيق قيم مضافة لمواردنا وثرواتنا فى عمل صناعات مغذية للمنتج النهائي.
يقول الخبير الاقتصادى د.محمد الشوادفى عميد كلية التجارة جامعة الزقازيق سابقا إن قضية الإنتاج قضية أساسية لبناء الاقتصاد الوطنى وحتى تكتمل هذه المنظومة لابد من العمل على توطين الصناعة والنهوض بها، مشيرا إلى أن مصر تملك امكانات كبيرة ومتنوعة.
لفت «الشوادفي» إلى أن أبرز تحديات توطين الصناعة وتعميق شعار «صنع فى مصر» هو التمويل الذى ينبغى مواجهته بالتفكير فى كيفية خلق فرص لتوفير هذا التمويل وذلك من خلال مشاركة القطاع الخاص المحلى والأجنبى وتوفير القروض بفائدة ميسرة لا تزيد على 7 ٪، من هنا لا بد من معرفة الصناعات المناسبة والتركيز عليها بما فيها الزراعة والتصنيع الزراعى والمنسوجات والصناعات الحرفية والتكنولوجيا وصناعة السيارات والأدوية.
يشدد د.محمد الشوادفى على إفساح المجال أمام القطاع الخاص للدخول فى شركات مع نظيره الأجنبى لبناء مشروعات صناعية على أرض مصر ضمن برامج توطين الصناعة، وبناء على ذلك يمكن منحه مزايا واعفاءات جمركية وضريبية لمدة 5 إلى 10 سنوات حتى تنمو هذه الصناعة.
يرى الشوادفى أنه من الصعب حدوث تنمية دون التقدم فى الصناعة، فهى المسئولة عن حدوث قيمة مضافة، فقد تعمل السياحة على رفع معدلات النمو، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للصناعة.
محمد المهندس رئيس غرفة الصناعة الهندسية باتحاد الصناعات المصرية يرى أن توطين وتعميق الصناعة بات ضرورة لا مفر منها لتجاوز الأزمة الاقتصادية وتقليل الواردات ومواجهة مشكلات نقص العملة الصعبة وتوفير فرص عمل، ويشير إلى أن الصناعة المحلية تواجه صعوبات وعقبات لأن معظم الخامات يتم استيرادها من الخارج، مما يفقدنا القدرة على المنافسة لارتفاع التكلفة.
يضيف أن أهم العقبات التى تواجه الصناعة المحلية مشكلة الخامات وارتفاع ثمنها مقارنة بالخامات المستوردة، فمثلاً لدينا صناعة متميزة فى مجال الأجهزة المنزلية، لكن الخامات المحلية سعرها مرتفع مقارنة بالمستورد مثل الصاج مثلا بقيمه 60 دولاراً بما يفقد المنتج القدرة على المنافسة على المستوى المحلى أو فى التصدير، وهنا أطالب بضرورة توفيرالخامات بسعر تنافسى من أجل العمل على تحقيق مفهوم توطين الصناعة.
د.رضا لاشين الخبير الاقتصادى يؤكد أن الدولة قطعت شوطاً مهماً لخلق بيئة ملائمة للصناعة المحلية.. ويمهد الطريق لتوطين الصناعة من خلال تقديم سلسلة من الحوافز والضمانات للمصنعين والمستثمرين سواء حوافز ضريبية وجمركية، وتوفير الأراضى الصناعية وتخفيض أسعارها، فضلا عن أسعار الطاقة. أوضح د.لاشين أن الفائدة الاساسية من توطين الصناعة خفض الواردات بما يحقق هدفاً استراتيجياً وهو القضاء على عجز الميزان التجارى بزيادة الصادرات، فضلا عن تنشيط كل القطاعات الاقتصادية وفتح المجال للمزيد من فرص العمل، وقد فرضت الأحداث الاقتصادية والسياسية الاخيرة أهمية كبيرة لتوطين الصناعة المحلية وأهمية النهوض بها.