ورغم دوى القصف العدوانى فى غزة علت تكبيرات العيد وأدى أبناء القطاع الصلاة وسط الخراب والدمار معلنين تحديهم للاحتلال، مثلما فعل أبناء الضفة الغربية الذين صدحوا بالتكبيرات رغم التضييق والاستفزازات من المستوطنين فى اليوم الـ81 من استئناف حرب الإبادة علي غزة، وكشفت مصادر فى مستشفيات ناصر والشفاء والمعمدانى عن استشهاد 22 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال فى مناطق عدة بقطاع غزة منذ فجر أمس.
ورفعت تكبيرات عيد الأضحى فى القطاع بالتزامن مع دوى القصف الإسرائيلى المستمر، حيث استهدف جيش الاحتلال بغارات وقصف مدفعى وسط وشمال مدينة خان يونس جنوبى قطاع غزة.
وتحدثت مصادر فلسطينية عن اشتعال النيران فى منازل جراء قصف جيش الاحتلال المدفعى محيط جبل الصورانى والريس شرق حى التفاح شرقى مدينة غزة.
واستهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية مجموعة من النازحين فى محيط برج الشفاء غرب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد 5 مواطنين وإصابة عشرات، معظمهم من الأطفال والنساء، وفق ما أفاد مصدر فى مستشفى الشفاء.
كما ذكرت مصادر فلسطينية أن المصور الصحفى أحمد قلجة استشهد متأثرا بإصابته جراء قصف جيش الاحتلال خيمة الصحفيين بمستشفى المعمدانى فى غزة، ليرتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا إلى 4 فى قصف مُسيرة خيمة الصحفيين بساحة المستشفى . وعلى صعيد آخر، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أمس مقتل خمسة جنود إسرائيليين وإصابة جنديين آخرين فى كمين استهدف مبنى انهار عليهم بخان يونس جنوبى قطاع غزة.
وقالت وسائل إعلام الإسرائيلية إن قوة مكونة من 12 جنديا من وحدة نخبة تعرضت لكمين وانهار مبنى مفخخ عليهم فى خان يونس.
وقالت مصادر إسرائيلية إن عددا من الجنود الإسرائيليين لا يزالون تحت الأنقاض.
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن قائد الكتيبة 77 فى خان يونس قوله إن المقاومة الفلسطينية تفخخ الطرق وتعتمد على الكمائن، وأكد أن «كل مبنى تقريبا مفخخ».
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلى اعترف بمقتل 3 جنود برتبة رقيب أول فى معارك بشمال قطاع غزة الاثنين الماضي، إثر استهداف عربة عسكرية من طراز هامر كانوا يستقلونها فى جباليا شمال قطاع غزة، كما أصيب اثنان من رجال الإطفاء بجروح.
على الصعيد الإنساني، ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن مركزين للمساعدات الإنسانية سيتم فتحهما فى رفح بعد أنباء بأن جميع نقاط التوزيع ستغلق.
كانت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة، قد قالت إن جميع مواقع توزيع المساعدات التابعة لها مغلقة، ومن المقرر إعلان موعد إعادة فتحها لاحقًا.
وحثَّت المؤسسة السكان فى قطاع غزة على الابتعاد عن هذه المواقع «حفاظا على سلامتهم»، بحسب وكالة رويترز.. وتوقف العمل فى مواقع التوزيع بعد سلسلة من وقائع إطلاق النار الدامية بالقرب منها.
كانت المؤسسة بدأت توزيع المساعدات الأسبوع الماضي، وتعرضت لانتقادات لاذعة من منظمات إغاثية بما فيها الأمم المتحدة.
وفى الضفة الغربية، أدى عشرات الآلاف من المصلين الفلسطينيين، صباح أمس، صلاة عيد الأضحى فى المسجد الأقصى المبارك.
وعلّت التكبيرات إيذانًا بحلول أول أيام العيد، وسط حشود كبيرة من المصلين، رغم تضييقات الاحتلال والمستوطنين.
وحاول مستوطنون استفزاز المصلين الفلسطينيين فى أثناء خروجهم من المسجد الأقصي، سواء بالغناء أو بالهتافات، وتمركزوا فى طريق المجاهدين بين بابى حطة والأسباط.
وامتلأت باحات المسجد بالمصلين القادمين من القدس المحتلة، ومختلف أنحاء الأراضى الفلسطينية، وسط أجواء روحانية مميزة، رغم القيود والإجراءات التى تفرضها السلطات الإسرائيلية على مداخل البلدة القديمة وأبواب المسجد.
وانتشر المصلون فى ساحات المسجد منذ ساعات الفجر، بينما تولت لجان النظام التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية تنظيم حركة الدخول والخروج.
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلى فرض إجراءات أمنية مشددة فى مدينة القدس المحتلة، ومحيط المسجد الأقصي، ومنع الآلاف من الدخول، تزامنًا مع حلول عيد الأضحي.
الأراضى المحتلة– وكالات الأنباء
كشفت حرب غزة عن تصدعات شديدة فى الإمكانات المادية للجيش الإسرائيلي، فى ظل طول أمد الحرب وتزايد المشكلات الناجمة عن استنزاف وسائل القتال من دبابات ومدفعية وناقلات جند وغيرها.
ووفق تقرير نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية فالجيش يواجه أزمة فى جاهزية وسائله القتالية بسبب استمرار حرب غزة ونقص قطع الغيار للآلات والمعدات العسكرية.
وأوضح التقرير أن الأيام الأخيرة، شهدت تزايد شكاوى الجنود وقادة السرايا والكتائب، وحتى قادة ألوية، من تزايد المشكلات الناجمة عن الأعطال الفنية فى الدبابات، وناقلات الجنود المدرعة من طراز «نمر»، ووسائل القتال الأخرى التابعة للقوات المقاتلة فى غزة.
وتحدث جنود فى اللواء السابع عن صعوبات فى توفر قطع الغيار للدبابات، حيث إن المكونات الأساسية غير متوفرة فى مخازن قسم التكنولوجيا واللوجستيات، ويشمل ذلك النقص فى محركات الدبابات، والسلاسل، وأنظمة الدفع وغيرها.
ونقلت عن قائد كبير فى أحد الألوية قوله: «نحن فى حالة حرب منذ عامين، فى غزة، ,لبنان، ,سوريا، والآن مرة أخرى فى غزة، هناك استنزاف هائل للمعدات التى تنتقل باستمرار من مهمة إلى أخري، لم يستعد أحد لإمكانية نشوب حرب طويلة بهذا الشكل، فى النهاية، كل جزء وكل مكوّن له عمر افتراضي».
المشكلة لا تقتصر على اللواء السابع، بل تمتد إلى جميع الألوية النظامية فى الجيش الإسرائيلي، مثل المدرعات، والمدفعية، وألوية المشاة المختلفة، ففى وقت سابق أدى خلل فنى فى ناقلة الجنود المدرعة من طراز «نمر» التابعة للواء جفعاتى إلى كارثة كبيرة، بعد أن ارتفعت حرارة محرك الناقلة، مما تسبب باندلاع حريق فى أحد أحياء جباليا.ولإخماد الحريق، تم استدعاء شاحنة إطفاء إلى الموقع، لكن بعد إخماد النيران، دخل الموكب الذى كان يؤمّن شاحنة الإطفاء فى كمين عبوات ناسفة نفذه عناصر من حركة حماس، أسفر الحادث عن مقتل 3 جنود وإصابة اثنين بجراح خطيرة.
تمتد الأزمة إلى أسلحة أخرى مثل البنادق التى تعانى من أعطال تظهر أيضا فى المدافع الرشاشة، ووسائل أخري.ووفق التقرير، يُجبر الجنود على استخدام أسلحة بها أعطال متكررة ومشكلات تقنية، حيث لم تتمكن هيئة التكنولوجيا واللوجستيات من التغلب على حجم التآكل فى معدات الوحدات النظامية التى تقاتل بلا توقف منذ ما يقرب من عامين.
وقال قائد اللواء السابع، فى الجيش الإسرائيلي: «بشكل قاطع، أخطأنا فى طريقة بناء القوة، أخطأنا فى التقدير بأننا سنخوض معركة قصيرة، العدو فهم ذلك، لقد بنى نفسه لاستنزافنا على المدى الطويل، ونحن بحاجة إلى إجراء تعديلات، هذا لا يعنى أننا لا نريد حسما سريعا أو لا نرغب فى تقصير مدة هذه الحرب، لكن يجب أن نكون مستعدين أيضا لعمل طويل الأمد بطريقة مناسبة».