رغم بساطة الشعب المصرى فى كل شىء إلا أنه مقلد لغيره حتى وإن كانت معيشته متواضعة، لكن حماسته وحب الظهور تجعله أن يفعل ما يفعله غيره، ربما تقليداً أو غيره علماً بأن ديننا الحنيف حثنا على عدم التبذير والتقتير معاً وإنما قال و«ابتغ بين ذلك سبيلاً» وهى الوسطية المعتدلة، كما دعانا إلى الإنفاق على قدر السعة، وهى أن لا يكلف الإنسان إلا ما أتاه الله تعالى من رزق.
> متى نُعلم أولادنا أننا شعب لنا خصوصية- مصرية وإسلامية- يجب أن تنأى عن التقليد الأعمى المضل الذى يتنافى مع عاداتنا المصرية الأصيلة التى ورثناها عن آبائنا وأجدادنا والتى تتفق مع عقيدتنا السمحة.. هل تليق المشاهد الشاذة التى نشاهدها فى لباس أولادنا شباباً وبنات الذين يرتدون الملابس الممزقة علماً بأن مثل هذه الأزياء رغم أنها غالية الثمن إلا أن مجتمعنا يرفضها وعاداتنا تأباها لأنها تظهر عورات الرجال والنساء معاً.. إذا الشباب فى الغرب يرتدون هذه الملابس فربما هذه العادة السيئة لا تعيبهم لكن هل من الضرورى أن نقلدهم فى كل قبيح.. لماذا لا نقلد الآخر فى التقدم التقنى فى شتى المجالات فى الصناعات الثقيلة والخفيفة معاً فى الحاسوب والتحول الرقمى فى الذكاء الاصطناعى نقلدهم فى الزراعات الحديثة فى التعليم الجيد فى صناعة التكنولوجيا المتقدمة فى كل ما يلزم الإنسان من أجل الرقى والتحضر وكل ما يفيد الإنسانية فى الخير.
لقد خلق الله تعالى الناس متفاوتين منهم الغنى ومنهم الفقير، وأمرنا بأن ينفق كل منا على قدر سعته وألا يكلف كل منا نفسه إلا ما أتاها.. لكن الناس تأبى ويريد الفقير أن ينفق مثل ميسور الحال ولدينا نماذج واضحة على ذلك كثيرة فى حالات الزواج الشباب ينظرون إلى غيرهم والفتيات يرهقون ذويهم ويحملون مالا يطيقون فى تجهيزهم لأن البنت تريد جهازاً فارهاً مثل- بنت العم- والخال- والخالة والعمة والجارة والزميلة فى الدراسة أو العمل- وفى النهاية يكون المآل لآبائهم السجن بسبب الاستدانة والأقساط التى يعجزون عن الوفاء بها.. حقاً إنها جريمة مجتمعية خانقة.. متى يراعى الأبناء ظروف أهلهم ومتى نقضى على مقولة «زى فلان وفلانة» ونقتصد فى ليلتى الشبكة والزفاف رفقاً بالآباء.. ليتنا.
> أمر التقليد الأعمى من أجل الوجاهة الاجتماعية الممقوته لم يتوقف عند الأفراح بل امتد إلى الأتراح وأصبح الفقير فى حالة حرج من الغنى ويريد أن يصبح مثله فى نصب سرادقات العزاء التى لا ينتفع بها المتوفى بشىء ولكنها الوجاهة المخزية فالأثرياء من بعض رجال الأعمال والمال وخاصة فى الريف المصرى يبالغون جداً فى نصب السرادقات التى تضم الكاميرات والشاشات وقراء بعينهم بتكلفة باهظة لتنتقل العدوى إلى البسطاء الذين يريدون الوجاهة أمام الآخرين مما يجعلهم يضيعون تركة الأيتام الصغار فى عزاء مبالغ فيه مخالف للشرع من أجل أن يظهر الأعمام وأولادهم فى مظهر اجتماعى لائق يتحاكى به القاصى والدانى من المعزين.. فى حين أن الأيتام يصبحون بحاجة إلى من يعطف عليهم وسرعان ما ينساهم العم والخال.. وللأسف عاصرنا مثل هذه الحالات المخزية ليتنا ننتهى.. ولينفق كل ذى سعة من سعته.. لترتاح نفوسنا- ونرضى ربنا.