واليوم شم النسيم.. والزهايمر.. والأحمق والحكيم..
ماذا ننتظر من حكومة يمينية فى إسرائيل تؤمن بأن الوقت مناسب لمزيد من المخططات التهويدية التوسعية والعنصرية..!؟
إنهم يتحدثون هناك عبر فيديوهات بتقنية الذكاء الاصطناعى تظهر قيام جماعات إسرائيلية متطرفة بتفجير المسجد الأقصى ومحاولة إقامة الهيكل المزعوم..
وما يقولونه اليوم على أنه نوع من الخيال هو ما يدور فعلاً فى مخيلتهم ويسعون إلى تحقيقه مؤمنين ومعتقدين فى أن العالم قد أصابه التعب ولم يعد يسمع أو يشاهد أو يتحرك وأن فى مقدورهم أن يفعلوا وينفذوا ما يحلو لهم!!
والعالم فعلاً فى أزمة مع هذه العقلية التى تتخذ أشد القرارات تطرفاً والتى تجد من يبرر ومن يدافع ومن يؤيد أيضاً..!
ولكننا نقول.. ان الاقتراب من المسجد الأقصى ليس خطاً أحمر فقط وإنما هو نقطة التحول التى قد تكون فيها النهاية للغطرسة والغرور والقراءة الخاطئة لمعطيات وتطورات الأمور.
وإذا كان الذكاء الاصطناعى يتحدث عن التفجير المزعوم للأقصى فإن الذكاء الطبيعى لا يمكن أن يتجاهل ردة الفعل الإسلامية التى لن تتسامح مع أى محاولة للاقتراب من الأقصى.. عندها أمور كثيرة يمكن أن تحدث ولم تكن أبداً فى الحسبان.. إنه المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى أطهر وأجمل بقعة صلى فيها رسول الله وخاتم الأنبياء بجميع الأنبياء.
«سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير» صدق الله العظيم
>>>
واسمحوا لى ان أتحدث عن أزمة مهنة فى زمن السوشيال ميديا.. والمهنة تتعلق بصاحبة الجلالة.. بالصحافة التى كانت وستظل هى ضمير الأمة الحى الذى لا يموت.. واتناول فى ذلك بعض السلوكيات التى تؤثر على هيبة المهنة ومكانتها ودورها. فقد اعتدنا أن نشاهد جموعاً من المصورين والمندوبين فى المناسبات التى تتعلق بالمشاهير وهم يتدافعون ويتزاحمون لالتقاط الصور وتسجيل المقابلات فى أسلوب يخالف ويتنافى مع تقاليد هذه المناسبات وخصوصية المشاركين فيها.
وبات مألوفاً ان الكل يشكو من تجاوزات فى التكالب على التصوير واجراء المقابلات «بالقوة».. والتدنى أيضاً فى لغة الحوار و«الثقافة»..!
والواقع أن هؤلاء أصبحوا الآن يشكلون الإعلام البديل.. وهم أصحاب الكلمة فيما يبثونه على مواقع التواصل الاجتماعى.. وهم «التريند» أيضاً.
وسوف يأتى زمن لن يكون فيه عائق أمام انضمام هؤلاء إلى نقابة الصحفيين تحت زعم أنهم يمثلون مواقع إخبارية الكترونية.. سوف يأتى وقت سوف يسيطرون فيه أيضاً بأعدادهم الضخمة على المهنة والنقابة.. سوف يأتى وقت نترحم فيه على جيل «الطيبين».. من الصحفيين ومن الصحافة المثالية التى كان يتحدث عنها أستاذنا جلال الدين الحمامصى.. وسوف يصبح هؤلاء هم أساتذة العصر وفلاسفته أيضاً..!
>>>
ويغنى جورج وسوف رائعته عن كلام الناس.. كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر.. كلام الناس ملامة وغيره مش أكتر.. أنا حاسس أنا شايف أنا فارس ومش خايف.. بحبك مهما قالوا الناس ورافع فى هواك الراس.
وأنا أعيد ترديد كلمات الأغنية للتذكير بأهمية تجاهل كلام الناس.. فمن سمع كلام الناس خسر أعز الناس.
وفى حياتنا فإننا نقيم وزناً كبيراً لكلام الناس، ونعتمد فى أحكامنا وقراراتنا على كلام الناس وأقاويل الناس.. وحتى فى خياراتنا وترشيحاتنا وتوقعاتنا نعتمد على كلام الناس مع أنه كله نوع من الحقد والحسد والضغينة.. ولا تستمعوا لكلام الناس استمعوا فقط لصوت الداخل القادم من الأعماق.. وعش حياتك كما تريد أنت لا كما يريد الناس.
>>>
وعش حياتك كما تريد.. اليوم شم النسيم.. اليوم عيد الربيع.. تأكل فسيخاً أو رنجة.. تأكل ما تأكل.. وتعيش اللحظة والفرحة.. انطلق وابحث عن الحياة بين الناس.. فى المتنزهات.. مع الأهل.. مع الأصدقاء.. عش يوماً استثنائياً وتجرد من كل شىء إلا الرغبة فى الاستمتاع بهذا اليوم.. هذا اليوم لن تجده فى أى مكان آخر فى العالم.. فقط فى مصر نحتفل بالربيع.. وبشم النسيم وكأن النسيم العليل لا يأتينا إلا يوماً واحداً فى العام.. ولكنه نسيم من نوع آخر.. نسيم لا نستنشق فيه الروائح الباريسية.. نسيم يلزمه عطور الدنيا كلها لتخلصنا من القنبلة النووية سريعة الانتشار التى تتمثل فى رائحة الفسيخ وتوابعه.. ومن أكل الفسيخ وصمد حصل على أكبر مناعة طبيعية..!
>>>
وفوجئت الأسرة بأن الأب بعد ان تقاعد عن العمل ووصل إلى مرحلة التقاعد ولم يعد لديه ما يفعله قد أصابه الاكتئاب والعزلة.. وأنه قد بدأ أيضاً فى نسيان الكثير من الوقائع والأحداث.. وجدوه بعد فترة قصيرة وقد أصبح فى عالم آخر يكثر من التحدث لنفسه ولا يتذكر ما قاله وما أقدم على فعله.. والرجل أصبح يخرج ولم يعد قادراً على العودة.. يأتون به من أماكن بعيدة ولا يعرف كيف ذهب إليها ويأتى أيضاً بأفعال غريبة وكأنه قد عاد طفلاً.. وقال الأطباء إنه «الخرف».. إنه الزهايمر.. ولم تجد الأسرة ما تفعله إلا أن تغلق عليه الباب وتمنعه من الخروج.. والرجل الذى كان وقوراً أصبح مثاراً للشفقة.. والرجل الذى كان وقوراً فى كل شىء أصبح محجوراً عليه.. وما أصعبك يا زمان.. وما أقساها من نهاية..!
>>>
ولأن فى الدنيا دروساً يجب ان نتعلمها.. فإن الأحمق هو من لا يسامح ولا ينسى، والساذج هو من يسامح وينسى، أما الحكيم فيسامح ولكن لا ينسى.. تماماً كما قال مانديلا حكيم جنوب افريقيا.. نحن نسامح ولكن لا ننسى.. وهذه هى حكمة الصبر.. وحكمة الحياة.
>>>
وأخيراً..
> الحنية هى أعظم صفة فى الإنسان
> ونصف تربية الإنسان.. ذاتية نابعة من الداخل
> وإذا أنت شخص لا ينتظر شيئاً من أحد، سترتاح كثيراً فى حياتك
> واجلب لنفسك السرور والبهجة ما استطعت ولا تكن أنت والزمان عليها