شدد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على موقف مصر الراسخ، قيادةً وشعبًا، فى دعم الأشقاء الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنها تبذل جهودًا حثيثة ومساعى دبلوماسية مكثفة بهدف التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى أهالى القطاع، حفاظًا على أرواح الأبرياء وحماية الشعب الفلسطينى الشقيق من تداعيات العدوان.
كما وجه الرئيس الشكر للجانب الفرنسى على الدعم الذى يقدمه للمساهمة فى تقديم الرعاية الطبية اللازمة للجرحى الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال زيارة الرئيس السيسى ونظيره الفرنسى «إيمانويل ماكرون» أمس مدينة العريش، وذلك فى إطار الزيارة الرسمية رفيعة المستوى التى يقوم بها رئيس الجمهورية الفرنسية إلى مصر.
صرح السفير محمد الشناوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيسين أكدا خلال الزيارة على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وأهمية العمل على الإسراع فى نفاذ المساعدات الإنسانية وضمان حماية المدنيين وعمال الإغاثة، مشددين على رفضهما القاطع لأى محاولات تستهدف تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن هذه الزيارة تأتى تأكيداً لتضامن فرنسا مع الجهود المصرية الكبيرة فى استقبال ورعاية المصابين من أبناء الشعب الفلسطينى جراء العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، حيث شملت الزيارة تفقد الرئيسين السيسى وماكرون مستشفى العريش ولقاءهما بعدد من الجرحى الفلسطينيين، لا سيما من النساء والأطفال، وكذا مركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصرى المخصص لتجميع المساعدات الإنسانية المقدمة من مصر وكافة الدول الموجهة إلى قطاع غزة.
وأوضح المتحدث الرسمى أن الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، قد استعرض أمام الزعيمين خلال زيارتهما لمستشفى العريش العام الجهود التى تبذلها الدولة المصرية لتوفير الرعاية الصحية والعلاج اللازم للمصابين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، حيث أشار فى هذا الصدد إلى استقبال مصر نحو 107 آلاف فلسطيني، أجريت لهم الفحوصات الطبية اللازمة، كما تم تطعيم 27 ألف طفل فلسطيني، واستقبلت المستشفيات المصرية أكثر من ٨ آلاف مصاب فلسطينى يعانون من جروح متفرقة، برفقة 16 ألف مرافق، كما تم إجراء أكثر من 5160 عملية جراحية، واستقبلت 300 مستشفى فى 26 محافظة بمصر المصابين والمرضى الفلسطينيين، بينما يتواجد حالياً مصابون فلسطينيون فى 176 مستشفى موزعين على 24 محافظة بمصر، مع توفير الإقامة والإعاشة لكافة المرافقين لهم.
وفيما يتعلق بجهود الإسعاف المصرية، فقد تم تخصيص 150 سيارة إسعاف فى محافظة شمال سيناء لاستقبال الحالات القادمة عبر المعبر من الهلال الأحمر الفلسطيني، ثم توزيعهم على المستشفيات المصرية بمشاركة 750 مسعفاً وسائقاً.
وأضاف وزير الصحة أن إجمالى تكلفة الخدمات الطبية التى قدمتها مصر بلغت نحو 578 مليون دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى مليار دولار، لا سيما مع تحمل الدولة نفقات الإعاشة والاستضافة والإقامة، وأخذًا فى الاعتبار أن حجم المساعدات العينية التى تلقتها مصر من الدول لا يتجاوز 10 ٪ من إجمالى التكلفة التى تحملتها منذ بدء الأزمة.
وأضاف عبدالغفار أن وزارة الصحة خصصت 38 ألف طبيب و25 ألف ممرض بمختلف التخصصات للتعامل مع الحالات المرضية إلى جانب توفير العلاج اللازم للحالات المزمنة من القادمين من قطاع غزة، موضحا أن الرئيس كلف الحكومة، وخاصة وزارة الصحة، منذ بدايةً الأزمة باتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين.
الرئيس الفرنسى يشكر مصر على دورها الحاسم.. منذ بداية الأزمة
إدخال المساعدات أولوية فى هذه المرحلة

إسرائيل رفضت دخول المساعدات الفرنسية منذ مارس الماضى.. وهى على وشك الفساد
أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أهمية الدور المصرى المحورى منذ اندلاع الأزمة فى غزة، مشيرًا إلى أن بلاده تعتبر إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع أولوية ملحة فى هذه المرحلة.
وقال ماكرون فى تصريحات ، خلال زيارته أمس لمستشفى العريش ومخازن المساعدات الإنسانية ، : «لقد قمت بزيارة مستشفى العريش ومخازن المساعدات الإنسانية، وأود أن أتقدم بالشكر لمصر التى نُقدّر جهودها المبذولة منذ اندلاع الأزمة، وفى لقائى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمست حرصه الشديد على التوصل إلى حل يؤدى إلى وقف إطلاق النار».
وأعرب الرئيس الفرنسى عن تقديره العميق للمنظمات غير الحكومية وكافة الوكالات الأممية، لا سيما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مشددًا على أن حماية المدنيين وعمال الإغاثة الذين تكبّدوا خسائر كبيرة وخاصة العاملين فى الهلال الأحمر الفلسطينى الذين عانوا من إصابات وفقدان أقاربهم تعد مسؤولية جماعية تتطلب استجابة دولية عاجلة.
وأضاف ماكرون: «أنا الآن أقف أمام بعض المساعدات الفرنسية التى تم رفض دخولها من قِبل إسرائيل منذ مارس الماضي، وهى الآن على وشك الفساد، من الناحية الإنسانية، لم يكن الموقف بهذه البشاعة منذ السابع من أكتوبر، ولم يشهد الحصار هذا الامتداد الزمنى المؤلم من قبل».
وأكد أن الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا، تضع فى أولوياتها إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما كان محور النقاش خلال لقائه الثلاثى بالأمس مع الرئيس عبد الفتاح السيسى والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثاني.
وأوضح: «تناقشنا نحن الثلاثة حول أهمية إدخال المساعدات فى أقرب وقت ممكن، خاصة فى ظل خطورة الوضع وضرورة إيصال الغذاء، المياه، مولدات الكهرباء، الأدوية، إلى جانب استئناف عمليات خروج المصابين والمرضى من أصحاب الحالات الحرجة لتلقى العلاج والرعاية الطبية اللازمة، فى ظل التدمير الكامل الذى لحق بالقدرات الطبية فى غزة».
وتابع ماكرون: «للأسف، تم إيقاف هذا الأمر مؤخرًا، لذلك نطالب بشكل رسمى وهو ما طلبناه من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باستئناف وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية فورًا، واستئناف المفاوضات السياسية من أجل الوصول إلى حل أمنى يشمل نزع سلاح حركة حماس، والمضى قدمًا نحو إيجاد حلول سلمية لتحقيق تسوية سياسية وأمنية، وهو الخيار الوحيد المطروح فعليًا».
واختتم ماكرون تصريحاته بالتشديد على أن المفاوضات ستستمر، لكن لا بد من وقف فورى لإطلاق النار، باعتباره الخطوة الأساسية نحو تحقيق الحل السياسى والأمنى المرجو فى المنطقة.
اتفاقيات تعاون ..ومشروعات مشتركة
حصاد زيارة ناجحة

حققت زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لمصر والتى استمرت ثلاثة أيام وإختتمها أمس نجاحاً كبيراً على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية كما شهدت الزيارة ترفيع العلاقات بين البلدين إلى المستوى الاستراتيجى وقد شهدت أيضاً توقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون بين البلدين فى مجالات عديدة خاصة فى النقل والطاقة والصحة والثقافة والتعليم والسياحة.
كما كان للزيارات التى قام بها الرئيس الفرنسى ماكرون إلى كل من منطقة خان الخليلى والمتحف الكبير ومحطة عدلى منصور وجامعة القاهرة ومدينة العريش ردود أفعال ايجابية فى مصر والعالم وأكدت عمق العلاقات الإستراتيجية التى تربط بين مصر وفرنسا على مستوى الشعبين والقيادة السياسية فى البلدين.