فى منظورى المتواضع لن تأتى فرصة يمكن أن توحد كلمة وقرار العرب وأيضاً الدول الإقليمية الكبرى فى الشرق الأوسط مثل تصريحات الرئيس الأمريكى وسياساته تجاه الدول العربية والتجاهل لحرب الإبادة الجماعية ونواياه تجاه القضية الفلسطينية بصفة عامة وقطاع غزة على وجه الخصوص.. وأيضاً تصريحاته مؤخراً حول ضرب إيران وإشعال منطقة الشرق الأوسط مما قد ينذر بحرب عالمية ثالثة.
لقد كشف الرئيس الأمريكى بوضوح ليس عن نواياه فقط فيما هو آت ولكن عن إيديولوجية غريبة تجاه المنطقة العربية.. وخريطة الشرق الأوسط الجديد التى وضع تفاصيلها من قبل برنارد لويس.. وتحدثت عنها أيضاً كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية 2005.. واستعرضها من قبل أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى الأمم المتحدة بكل صلف وغطرسة وغرور.. وربما مر مرور الكرام.. وكان ينبغى أن نتوقف أمامه طويلاً أثناء عمليات الجيش الإسرائيلى فى الجولان والحدود المتاخمة والمنطقة العازلة واحتلال الجيش الإسرائيلى لعشرات الكيلومترات.. بل وقيام قوات الاحتلال بتدمير كل القطع البحرية للجيش السورى وكل قواعد الصواريخ ومخازن الأسلحة والطائرات والمطارات الحربية حتى قطع المدرعات فى الشوارع الجانبية بنواحى العاصمة السورية وغيرها لم تتركها إسرائيل.. بل دمرتها تماماً.. وصارت سوريا أطلال دولة بلا جيش.. رغم الاعتراف بالرئيس السورى الجديد ورفع العقوبات عن سوريا.. وهذا هو المخطط الممنهج لأمريكا وإسرائيل.. تجاه دول المنطقة وما فعلته إسرائيل فى سوريا عقب سقوط بشار.. فعلته أمريكا عقب سقوط صدام فى العراق.. والقذافى فى ليبيا.. بقايا وأطلال دول بلا جيوش.. ليس هذا فحسب.. وإنما سلبوا الثروات والنفط وغرسوا الميليشيات المسلحة لإشعال نار الفتنة والفرقة على الدوام.. وحتى لا تعود الدولة الوطنية ولا بعد مائة عام.. والذى تابع الوضع فى العراق حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية من الأراضى العراقية تركت الخلايا المسلحة.. فترى اليوم تفجيراً هائلاً فى مزار شيعي.. ثم تبادر وسائل الإعلام المضللة والمأجورة والتابعة لقوات الاحتلال والدمار بإعلان – زوراً وبهتاناً- مسئولية جماعة سنية عن الحادث.. وفى اليوم التالى نفس الميليشيات تفجر سوقاً للسنة وتعلن مسئولية جماعة شيعية.. فتنة.. بين أبناء الأمة ويستمر العداء الطائفى المزعوم والمدسوس الذى تنفذه الخلايا النائمة التابعة لقوى الشر الذين يسعون ليل نهار لإسقاط الأمة العربية.. وما يحدث فى العراق.. يحدث فى ليبيا.. ويحدث فى السودان من وراء الستار.. ويحدث فى سوريا من قوات الاحتلال الإسرائيلى التى توغلت فى الأراضى السورية ودمرت تماماً كل ما يمت للجيش السورى بصلة.
وإذا كانت هذه هى نوايا أمريكا.. شرطى العالم الأوحد.. وسيدة قانون الغاب الذى يحكم الكرة الأرضية الآن.. وقد تحولت النوايا إلى أفعال على أرض الواقع.. وقالها ترامب صريحة وأعلن عنها.. وأنهم يريدون أرضنا.. وأموالنا.. قالوها على مرأى ومسمع العالم بأسره.. فى انتهاك واضح لكل القوانين الدولية والإنسانية.. فليس أمامنا إلا وحدة الصف.. وإعادة ترتيب الأوراق..والحقيقة.. كانت البيانات القوية والحاسمة التى صدرت حينها من الخارجية المصرية والمملكة العربية السعودية الشقيقة.. رسالة وافية للآخر لكن ينبغى أن تكون هذه البيانات تأسيساً لمرحلة جديدة وتغيير استراتيجى شامل تجاه من يمكرون لنا هذا.. ويجب أن تتبع البيانات خطوات عملية لوحدة الصف.. والإعداد لبناء سياج عربى – عربى لحماية أوطاننا وثرواتنا وأرضنا.. وإدراك أنه لن يحمى بلادنا إلا جيوشنا.. ولا يرفع هاماتنا بين العالمين إلا سواعدنا.. ولن يصون ممالكنا وثرواتنا إلا أبناؤنا.