لم تكن ثورة الثلاثين من يونيه 2013 مجرد حركة احتجاج ضد حكم “الجماعة”، أو ثورة للاعتراض على بعض التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل كانت ثورة شعبية لاستعادة الوطن ممن خططوا لخطفه فى دروب ومسارات غريبة ومريبة.
كان واضحًا منذ الأيام الأولى لثورة يناير 2011 أن قاطرة الوطن تنطلق فى اتجاه معاكس، مسار لم يتفق عليه أبناء الوطن حين خرجوا بعفوية وبراءة صباح الثلاثاء 25 يناير 2011 تحدوهم آمال عريضة وأحلام تملأ السماء والأرض فى وطن تتوافر فيه مقومات الحد الأدنى من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، وخرجت “خفافيش الظلام” من مكامنها لتقفز فوق ثورة شعب نقى وشباب عفوى، لم يكن يعلم أن حركته العفوية ستقود البلاد إلى “جمعة قندهار” وغيرها من التقيحات السلوكية التى طفت على جلد المجتمع.
ومن هنا كانت حتمية التغيير الذى يحفظ المجتمع ويحافظ على مقوماته وسلامة بنيته، وهكذا كانت ثورة 30 يونيه تصحيحًا حقيقيًا لمسار الأمة المصرية التى وقفت على مر تاريخها عصية فى مواجهة كل القوى الاستعمارية بدءًا من الهكسوس حتى الإنجليز ووكلاءهم الذى رأوا فى الوطن “حفنة من تراب عفن”.
أهم ما يميز الشعب المصرى أنه وفى وصادق ويعلم جيدًا من وقف إلى جواره وقت الشدة ولم يتاجر بآلامه. وهنا كان الشعب على موعد مع القدر، موعد مع رجل دولة تربى فى مدرسة الوطنية الحقيقية، رجل يقدس التضحية ويؤمن بالفداء ويعرف معنى العطاء. إنه الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لم يتوان لحظة عن تلبية النداء والامتثال لأمر الشعب مهما كلفه ذلك من عناء وعرضه لتحديات.
اليوم .. ومصر تحتفل بذكرى ثورة الثلاثين من يونيه أوجه التحية من القلب لإبن مصر البار الرئيس عبدالفتاح السيسى.. صانع الأمل الحقيقى. الزعيم الذى عبر بشعبه من اليأس إلى الأمل، ومن الظلام إلى النور، ومن الإحباط إلى الطموح. البطل الذى وضع ويضع حياته – كل يوم – رهن إشارة شعبه، فلم يبالى بما يمكن أن يحيط به من مخاطر، مؤمنًا بأن حياته هى أقل ما يمكن أن يقدمه فداء لوطنه وشعبه.