ثورة 30 يونيوخرج فيها الشعب المصرى عن بكرة أبيه وبأطيافه المختلفة
لأول مرة أجد نفسى فى حيرة من أمرى ،عما أريد أن ألقى عليه الضوء بهذا المقال الأسبوعى فى ظل تزاحم الأحداث وتدفق الأفكار التى تحتاج إلى التسجيل، ما بين تناول كلمة مندوب مصر الدائم خلال جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة وعكس من خلالها هوية الجمهورية الجديدة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، حينما أكد السفير أسامة عبدالخالق، فيها ثوابت الموقف المصرى تجاه القضايا الدولية، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ورفض الانحياز الأمريكى السافر فى قرارات مجلس الأمن.
وذلك خلال الجلسة التى عقدت لمناقشة استخدام الولايات المتحدة المتكرر لحق النقض «الفيتو» لتعطيل قرارات تتعلق بوقف إطلاق النار فى غزة، وقد وجّه مندوب مصر رسالة قوية إلى المجتمع الدولي، مفادها أن القاهرة لن تقبل أبدًا بأن يُستخدم «الفيتو» الأمريكى غطاءً لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، ورفض الالتزام بالقانون الدولى الإنساني.
أم أتحدث عن ذكرى ثورة 30 يونيو التى خرج فيها الشعب المصرى عن بكرة أبيه وبأطيافه المختلفة مطالبًا القوات المسلحة «جيش الشعب «بضرورة تخليص البلاد من حكم الإخوان الذى كان يقود الدولة المصرية نحو الهاوية والقضاء على هويتها الوطنية التى تميزت بها على مدار تاريخها المعاصر، خاصة بعد ان اكتشف المصريون حجم المؤامرة التى كانت تلك الجماعة تسعى لتنفيذها بإشعال الفتنة بين أبناء الشعب الواحد وتقسيم البلاد وكان التكليف المباشر للرئيس عبدالفتاح السيسى «وزير الدفاع فى ذلك الوقت» بأن ينقذ مصر من هذا الوباء الإخوانى المرضى وقد نجح فى ذلك، وعادت مصر إلى أبنائها، بل لم يكتف بذلك وإنما انطلق، ونفذ ملامح الجمهورية الجديدة التى تعيشيها الآن رغم التحديات الكبيرة التى نواجهها ونمر بها، ولم تتوقف منذ أن نجحنا كشعب وقيادة فى القضاء على المخطط الشيطانيّ.. هذه النقطة تقودنا أيضًا إلى رغبتى فى الحديث عما أطلق عليها «قافلة الصمود» تلك القافلة التى كانت تسعى بما تضمه من عملاء الإخوان والناشطين الممولين من قبل أجهزة مخابراتية عالمية بهدف إشعال الفتنة وتشويه الدور المصرى التاريخى نحو القضية الفلسطينية.
أم أتحدث عن القرار الحكيم بتأجيل افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى كان مقررًا له ان يكون فى الثالث من يوليو القادم إلى الربع الأخير من العام تقديرًا من مصر للظروف التى تمر بها المنطقة وخاصة حرب إسرائيل على إيران والمخططات التى تنفذ على قدم وساق وفى اعتقادى الشخصى ان كل ما تتعرض له المنطقة جائزته الكبرى «مصر وشعبها» فى ظل ما تقوم به من جهود وسعى لتحقيق الاستقرار والأمن.
هنا يظهر التساؤلات ما الأسباب الحقيقية لقيام ضرب إسرائيل لإيران والتخطيط لذلك منذ عدة سنوات تحت شعار «التهديد النووى الإيرانى لها ولوجودها» مثلما نتساءل عن الاسباب الحقيقية لقيام حماس «الإخوان»بهجوم السابع من أكتوبر؟ هل لإعطاء إسرائيلة ذريعة لتقوم بحملاتها العسكرية لتدمير قطاع غزة الذى يدخل ضمن الطريق الملاحى التجارى الدولى الجديد» المنافس لطريق الحزام والطريق للصين، والذى قطعت فيه الأخيرة شوطاً كبيراً.
بغض النظر عما تسفر عنه الحرب الإسرائيلية – الإيرانية المتوقع أن تستمر لفترة ففى اعتقادى الشخصى أن الموقف المصرى الحاسم تجاه هذه الحرب، ورفضه للعدوان الإسرائيلى وتسجيله على مستوى الأمم المتحدة، يمثل قمة البصيرة لدى القيادة السياسية فى مصر – بغض النظر عن وجود خلافات معلنة بين مصر وإيران ويعمل الطرفان على حلها – لانه لا يمكن إنكار أهمية وجود الجمهورية الإيرانية كدولة إقليمية تسهم فى تحقيق التوازن والاستقرار فى المنطقة وأيضاً دولة ذات حضارة وتاريخ لا يمكن انكاره.
الاجتهادات فى ملف الحرب كثيرة ومتنوعة ولكن ما يهمنا هنا أن تنجح إيران فى مواجهة العدوان وان تتعلم من اخطائها، وألا تتدخل فى الشئون الداخلية للدول خارج النص: إن دائرة النار التى تحيط بالدولة المصرية وشعبها من الاتجاهات الإستراتيجية الاربعة يتطلب منا جميعاً أن نتوحد ونكون على قلب رجل واحد.. وهكذا يقول تاريخنا وأقرب تجربة لنا احتفالنا بالذكرى الثانية عشرة لثورة الشعب فى 30 يونية 2013.