الأسبوع الماضى نقلنا مشهد دعم البنات لعمل الآباء عن طريق منشورات السوشيال ميديا واستثمار الطرق المبتكرة للتسويق والوصول للجمهور.. وفى استجابة مشكورة تلقينا رسالة من صديق الصفحة أشرف معروف خبير التربية والتعليم يعرفنا على نماذج من تلميذاته المتفوقات والمواظبات على دعم عمل الآباء ليس بالترويج أو الدعاية ولكن بالعمل الفعلى تحت قيادة الآباء ليتعلمن منهم المهنة ويضيفن إليها بصمتهن الخاصة.. الحكاية ممتدة مع الصديقة بسمة جاويش التى تستكمل مشهد الأسبوع الماضى بالحديث مع بطلات جديدات يؤكدن أن الابنة ظهر وسند لأبيها.
من الدروس إلى المزرعة
رغم الانشغال بالثانوية العامة إلا أن بهيرة بهجت أحمدتضرب المثل فى التفانى فى دعم الأب ومشاركته فى العناية بمزرعة الدواجن وتضيف:
يعمل والدى فى تسمين الدواجن فنشترى الكتاكيت ونرعاها حتى تتحول إلى دواجن وحالياً نركز أيضاً على إنتاج البيض».
تواجدها فى مزرعة الأب ليس جديداً، توضح: «بدأت العمل من أولى اعدادى حيث حرص والدى على تواجدى وإخواتى فى المكان «لتعلم المهنة» وبسبب قرب المزرعة من المنزل كان من السهل التواجد رغم الدراسة، مهامى فى المزرعة وضع أدوية بمعايير معينة وأوقات معينة تحت إشراف الأطباء أو ملاحظة وجود أى تغيير فى الأرضيات بالإضافة إلى مواعيد الأكل وغيرها من المهام التى أمارسها بيقظة ويسعد والدى بعمله معه».
تكشف عن سر التوفيق بين دراستها وعملها فى ظل اقتراب امتحانات الثانوية العامة قائلة: «انتهى من دروسى واستكمل عملي، ومع الوقت تشكل حلمى بدخول كلية الطب البيطرى بعد الحصول على الخبرة العملية من أبى ولا ينقصنى إلا الدراسة العلمية لأفيده وأفيد نفسي».
الأولوية للأسرة
أما بسنت إبراهيم السيد – خريجة الخدمة الاجتماعية فحكايتها تؤكد أن الأولوية للأسرة ومعها تتضح معالم الطريق.
تقول: «أنا وحيدة والدى والدى يملك مطعم مشويات فى الإسكندرية ورثه عن أسرته رغم عمله بالمحاماة وتفتحت عينى على هذا المطعم منذ كان عمرى 6 سنوات أحببت المساعدة خصوصاً وأن هناك مطعماً مجاوراً ينافسه.
من صغرى كان عندى فضول اتعرف على خطوات العمل فكانوا يحضرون أضع صندوق الطماطم حتى أقف فوقه لأرى الشواية وبدأت اتطبع بهم فكنت اريد تقشير البصل مثلهم وجرحتنى السكينة أول مرة لكن المرة الثانية تعلمت وازدادت جرأتى وتوسعت مهامى مع الوقت.
تستكمل قائلة: «أقوم بكنس المحل والمساحة أمامه ثم تحضير الفراخ وتقطيعها وتجهيز التتبيلة وهوايتى المفضلة وقوفى أمام الفحم وصار لقبى فى المكان «دكتورة الفراخ»، وأسعد به لأننى أحب المهنة والمكان فمطعمنا موجود منذ عام 1954م، ووالدى دائمًا معى أنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً بدونه وهو مصدر قوتي».
تضيف «لم أفكر فى العمل فى مجال آخر بعد التخرج رغم حصولى على عدة دورات تدريبية لكننى اخترت مساعدة أبى خصوصاً أنه يتقدم فى العمر ويوجد منافسة مع المطعم المجاور فلا يصح أن يحتاج أبى للغريب وابنته موجودة».
تستدرك: «اتعرض لانتقادات مثل «عمرك حيضيع» أو «لحد امتى حتكونى ظهر لأبيكي» ولكنى سعيدة ببره ودرست وسافرت وحققت كل ما أريد بفضله.. كنت أخرج من المحل أجهز نفسى للامتحان وأجدنى وقد بارك الله فى وقتى وجهدى حتى تخرجت بنجاح.»
تؤكد استمرارها فى مساعدة الأب رغم كلام الناس لأنه مع الانتقادات هناك أيضاً التشجيع والإشادات مما يحفزها وطموحها أن تطور المكان بتجديد المطعم وتحسين الجودة ولا تتحمس لكثرة الفروع لأن صاحب بالين كذاب»
تختتم حديثها «والدى له الأولوية الكاملة فى كل شيء وقبل أى قرار فى حياتي، أبى وأمى رقم واحد».