وناس بتتفرج.. وناس «مابتشبعش» وناس.. بتعلم..!!
الحكاية «بطيخ» فى العالم كله.. ونحن فى أعجب مراحل التاريخ.. ولسه على ما يبدو ياما «هنشوف»..!
وإذا كان البطيخ المصرى عندنا قد إتجنن والأربع بطيخات بألف جنيه.. فإن «بطيخ» السياسة العالمى قد انفجر ودخل المزاد والغلبة فيه للقوى وصاحب الجيوش والأساطيل.
فبعد أن كانت هناك مؤامرة وضغوط علينا متعددة الجوانب لقبول الترحيل القسرى للفلسطينيين إلى أراضينا فى سيناء.
وبعد الوقفة الشجاعة لرئيس مصر ورفضه التفريط فى الأراضى المصرية وتصفية القضية الفلسطينية.
وبعد الاصطفاف الوطنى الهائل لكل فئات الشعب المصرى خلف رئيسه المنتخب بإرادة حرة مصرية عبدالفتاح السيسى ودعمه لموقف الرئيس الذى يمثل موقف مصر كلها، فإنهم يتحدثون الآن عن محاولات هى فى حقيقتها نوع من «الابتزاز» لاستثناء سفنهم الحربية والتجارية من عبور قناة السويس دون سداد أى رسوم بحجة أنهم هم الذين يحمون الملاحة فى القناة..!
ولأن الحكاية «بطيخ» ولأن العالم كله أصبح مكتفياً بالفرجة والمشاهدة فى انتظار الفرج من الله.. ولأن المعايير قد اختلطت وأصبحت غير مفهومة فإن الجميع فى هذه الأيام العجيبة لا يجد تفسيراً لما يحدث ولا يعلم على وجه التحديد ما الذى يجب عمله.. فالعالم شاهد نوعاً جديداً من سياسة «الاستعلاء» التى تقوم على امتصاص ثروات الشعوب والتحكم فى مصائر الدول.. العالم يتابع خطوات من نوع خطير لامبراطورية تحاول أن تستولى على ما يمكنها الاستيلاء عليه.. العالم يتابع فى صمت لأن الكلام والحوار لم يعد مفيداً.. ولكن ستبقى الكلمة كلمتنا والقرار قرارنا.. والقناة قناتنا.. والإرادة إرادتنا ولا أحد آخر..!
>>>
ومن «البطيخ» فى السياسة.. إلى الدم «الأحمر» فى الشارع.. وعودة إلى حياتنا.. إلى الناس التى وقفت واكتفت بـ «الفرجة» والتصوير «بالموبايلات» لسائق توك توك فى منطقة «الخصوص» قام بسحل فتاة أمام أنظار الجميع والاعتداء عليها بآلة حادة..! والناس لم تتحرك لمنعه وإنقاذ الفتاة المسكينة الملقاة على الأرض.. الناس لم تقذفه حتى بالحجارة.. الناس فى هذا الموقف أصيبت بالشلل.. وسيدة واحدة كانت تصرخ.. كفاية.. حرام.. ولم يلتفت إلى صراخها أحد.. والله مصيبة..!
>>>
وفيه ناس «مابتشبعش».. ناس ربنا منحها كل شىء.. أعطاها المال بغير حساب.. والصحة بلا حدود.. ناس أصبحت أكثر ترفاً وأكثر استمتاعاً بالحياة.. ومع ذلك لا تتوقف ولا تكل ولا تمل من الشكوى دائما.. ناس أدمنت الشكوى والتذمر ودائما ما تجد سبباً لذلك.. ناس لن تشبع أبداً.. ولن تقنع بما لديها لأن فى قلوبها مرض.. وهو أسوأ وأخطر مرض.. وهو إدمان النظر إلى ما هو فى أيدى الآخرين.. وهو مرض لا علاج له.
>>>
وناس بتعلمنا دروساً فى الحياة.. دروساً فى الحضارة.. والسيدة الأجنبية التى نظرت حولها فى أحد المتنزهات العامة فوجدت أنا هناك من ترك بقايا الطعام وغادر المكان.. وهناك من ألقى بفوارغ المشروبات الغازية على الأرض.. وهناك مخلفات فى كل مكان.. والسيدة الأجنبية سارعت وإنحنت لتلتقط كل هذه المخلفات وتضعها فى أحد «أكياس القمامة» لتلقيها فى الصندوق الضخم للقمامة.. السيدة الحريصة على نظافة المكان وجماله أصابت الجميع بالخجل فإنضم إليها من يساعدها فى ذلك.. وإكتفى الآخرون «بالتعجب» أو «الإعجاب» ولم يفعلوا شيئا..!
>>>
وناس بتعلمنا دروساً فى الرياضة والاحترام.. ونادى ريال مدريد فى إسبانيا تلقى الهزيمة من غريمه التقليدى برشلونة فى مباراة نهائى كأس الملك فى إسبانيا لكرة القدم.. وريال مدريد تقبل الخسارة وكتب على حسابه على منصة «إكس» يقول «تهانينا لبرشلونة على الفوز بكأس الملك 2025».
والنادى العريق لم يكتب على صفحته ما يسئ للمنافس أو يشكك فى قدراته أو فى القرارات التحكيمية.. الرياضة احترام وأخلاق وسمو وتقبل للهزيمة.. الرياضة إبداع فى الملعب وإبداع خارج الملعب وسمو فوق الصغائر والأخطاء.. ودعونا نتعلم.
>>>
ودعونا نتعلم من المسلسلات أيضا.. وفى مسلسلات رمضان هذا العام وفى المسلسل الذى أثار جدلاً كبيراً فإن البطلة «إبنة راقصة» تزوجت من الثرى «تاجر المخدرات» للانتقام منه ولكنها أحبته وشعرت معه بالأمان بعد أن غمرها بالحب والحنان.. والبطلة التى أحبت زوجها كانت تتجسس عليه وكانت سببا فى إلقاء القبض عليه وتدمير حياته.. ولم تجد مانعا من أن تحبه وأن تؤذيه فى آن واحد.. هذا حب.. وهذا عقاب..!
هذا زواج.. وهذا واجب..!! هل يمكن حقا الجمع بين هذه المشاعر المتناقضة وهل يبرر الواجب للزوجة أن تخون زوجها حتى لو كان خارجا على القانون..!!
مجرد سؤال.. وتناقض لم أجده مقبولاً..!!
>>>
وعندما يسألك أحدهم عن حالك وترد قائلاً «الحمد لله» لا ترد بإنكسار ولا تجعل «الحمد لله» دليل ألم وحزن!!
افهم الحمد لله واعرف من هو الله.. قل بقوة الحمد لله وأنت مبتسم.. الحمد لله حمداً تستطيب به جراحنا.. وبها يغدو الفؤاد غنيا..!! الحمد لله دوماً وأبداً..!! الحمد لله الذى يرسل جبره فى أشد لحظات الانكسار.
>>>
وأخيراً:
… الكل يولد إنساناً لكن القليل من يحافظ على هذه الصفة
… وأحيانا لا تقدر اللحظات إلا عندما تصبح ذكرى
… وأقدارنا مكتوبة.. فلنعش بهدوء
… وبعض الكلمات لها وقع جميل.. حتى وأن صعبت
… ومن نصحك كمن دافع عنك