يتواصل الحديث عن دور رجال مصر فى كشف المخططات الأمريكية التى كانت تحاك فى فترة الستينيات.
انصرف حسن التهامى بعد لقاء الرئيس ناصر، وقد استقر داخله أن ينتهز أى فرصة قادمة لأى لقاء مع أى من الساسة الأمريكان سواء فى محيط السفارة الأمريكية بالقاهرة أو فى الخارج لعله قد يصل إلى تحديد ملامح خطوط السياسة الأمريكية تجاه مصر أولاً بأول كما أوصى الرئيس.
.. وتمضى الأيام، ويتلقى حسن التهامى اتصالاً تليفونياً من مستشار السفارة الأمريكية بالقاهرة، يدعوه إلى حضور حفل استقبال فى منزل السفير الأمريكى بالمعادى ويخطره بأن الدعوة فى طريقها الآن إلى منزله. ويعرب التهامى لمحدثه عن ترحيبه وقبوله للدعوة.
فى التاريخ والوقت المحددين كان التهامى يشارك فى حضور حفل الاستقبال والذى حضره عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكى بمجلسيه الذين كانوا فى زيارة لمصر، وقد لوحظ أيضاً أن عدداً من كبار الصحفيين والإعلاميين المصريين والكتاب والشخصيات العامة المصرية كانوا أيضاً حضوراً فى هذا الحفل.
خلال الحفل أقبل مستر مايلز كوبلن ـ كبير ضباط المخابرات الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط ـ محييا حسن التهامى واصطحبه إلى «البار» الواقع فى أحد أركان الصالون ودعاه إلى تناول كأس من المشروب المفضل له، فالتقط التهامى كأساً من عصير البرتقال، وبدأ تبادل حديث ودى للغاية بين الطرفين، قد كان هناك سابق معرفة للتهامى بمستر مايلز كوبلن فقد تقابلا من قبل فى إحدى حفلات الاستقبال فى السفارة الأمريكية على شرف الاحتفال بيوم استقلال الولايات المتحدة الأمريكية.
يأتى الحوار بينهما كالتالي:
مايلز كوبلن: أعلم أنك عائد للتو من الولايات المتحدة، كيف كانت الزيارة؟
التهامي: حسنا.. كانت إيجابية للغاية، فقد لمست خلال الزيارة تفهما عميقاً من الساسة الأمريكان لدور مصر فى محيط إقليمها العربى والافريقي.
مايلز كوبلن: بالطبع هذا الدور نلمسه جميعاً فمصر نشطة فى تقوية علاقاتها بالعديد من الدول الافريقية، خاصة تلك التى تسعى إلى التحرر والحصول على الاستقلال، وهذا الدور لا يقلق الولايات المتحدة.
التهامي: نعم.. ولكن يبدو أنكم تفضلون لمصر أن تنغلق على كيانها، وهذا أمر يتعارض مع كون مصر دولة لها حضور قوى فى محيطها العربى والافريقي، وهذا جزء أصيل من رسم سياستها الخارجية.
مايلز كوبلن: نعم.. نعم.. ولكن الولايات المتحدة ترى أن مصر كلما كانت قوية فى ذاتها كان هذا يعكس قدرتها على فعاليتها فى منطقة الشرق الأوسط، والكثيرون من صناع السياسة فى أمريكا يرون أن علاقة مصر القوية مع الولايات المتحدة سيدعم دورها الإقليمى والدولي.
أضاف: وعلى فكرة، لقد اتخذ الكونجرس الأمريكى عدة قرارات لدعم الدول المؤثرة فى محيطها الإقليمى والدولي، وبالطبع مصر ستكون فى مقدمة هذه الدول.
التهامي: أعتقد أن مصر توافق تماماً على أن تكون علاقاتها بالدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية فى أفضل حالاتها، وترحب بأى مسعى فى هذا الاتجاه طالما يحفظ لمصر سيادتها وأمنها القومي.
مايلز كوبلن: وقد بدا عليه أن يتوقف الحوار عند هذا الحد.
فيستطرد: مستر حسن أتوقع أن يكون فى الأفق القريب لقاء آخر بيننا فى القاهرة، وأنا سعيد بلقائك الليلة ثم ينصرف الاثنان إلى مخالطة بقية المدعوين.