انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945 م باستسلام اليابان لقوات الحلفاء نتيجة القصف الامريكى للقنبلة الذرية على هيروشيما وناجازاكي، حيث قتل حوالى 140,000 شخص فى هيروشيما، و80.000 فى ناجازاكي، وقد اوضح الامبراطور اليابانى «هيروهيتو» فى خطاب استلامه لشعبه قائلاً « العدو يمتلك سلاحاً جديد ومريباً يستطيع حصد العديد من الأرواح البريئة وتدمير البلاد، فإذا استكملنا القتال، سيؤدى ذلك إلى القضاء على اليابانيين والحضارة الإنسانية ككل، لذلك نسعى لحماية الملايين من الموت المحتوم ولذلك قمنا بإعلان استسلامنا « ، وما زال السلاح النووى حتى الان يمثل وسيلة ردع للدول التى تمتلكه فهو السلاح الاقوى ذات القوة التدميرية الهائلة ولذلك تم وضع الكثير من القيود والاتفاقيات التى تحد من استخدامه أو الاقتصار على الاسلحة النووية التكتيكية حتى لا يكون سبباً فى القضاء على البشرية، وعلى هذا الأساس تتجنب روسيا والناتو الصدام العسكرى المباشر لانهم يعلمون خطورة الموقف، واصبح لكل دولة عقيدتها النووية التى تمنعها من استخدام السلاح النووى الا فى اضيق الحدود، فروسيا عدلت عقيدتها النووية ليصبح من حقها أن تطلق أسلحة نووية إذا هى تعرضت «لهجوم كبير» بصواريخ تقليدية من دولة غير نووية، لكنها تحظى «بمشاركة أو دعم دولة نووية»، وتم تعديل هذه العقيدة بعد سماح الولايات المتحدة الامريكية لاوكرانيا بتنفيذ ضربات بأسلحة أمريكية الصنع فى عمق الأراضى الروسية.
تسعى روسيا جاهدة للوصول الى اسلحة تقليدية تعادل السلاح النووي، حيث كشفت روسيا عن صاروخ « اوريشنيك «، وترجمته الحرفية « شجرة البندق «، ووصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين «أوريشنيك» بأنه صاروخ بالستى متوسط المدي، يمكنه بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر، فهو صاروخ متعدد الرءوس الحربية ويمكنه حمل رءوس نووية وعابر للقارات وفرط صوتى قادر على ضرب عواصم غربية فى دقائق معدودة، حيث يحلق بسرعة 10 ماخ، ويهاجم الاهداف بسرعة تتراوح بين 2 الى 3 كيلومترات فى الثانية، وتم استخدامه فى اوكرانيا رداً على التصعيد الامريكى الغربي، وقال بوتين انه لا توجد منصة دفاع جوى أوصاروخى على وجه الارض بما فيها منصات الدفاع الجوى الامريكية يمكنها اعتراض نظامنا الصاروخى الجديد، وسيتم انتاج صواريخ أكثر بعشر أضعاف من جميع دول « الناتو» مجتمعة، وستزيد الإنتاج بمقدار الربع، وتلاقت استعدادات روسيا العسكرية وتهديدها للغرب مع اعتقادات ترامب الدينية بكونه مبعوث العناية الالهية، حيث يؤمن الامريكان المتدينون بأن ترامب مرسل من قبل الرب لتحقيق السلام وجعل امريكا والعالم امناً مرة اخرى وان نجاحه انتصار كبير للإنجيليين، وفى سبيل تأكيد هذه الافكار رشح ترامب الجنرال كيث كيلوغ، مبعوثاً خاصاً لأوكرانيا وروسيا لانهاء الحرب، لكن يكمن الخوف فى ان يتم التخطيط ضد مصالح المنطقة وضد القضية الفلسطينية بين اليمين الامريكى بزعامة ترامب واليمين الاسرائيلى المتطرف برئاسة نتانياهو تحت غطاء الصهيونية العالمية.