يمثل انضباط التعليم فى مصر حجر الزاوية فى جهود الدولة الرامية إلى بناء جيل متعلم ومثقف وقادر على مواكبة تحديات العصر، والمساهمة الفعالة فى تحقيق التنمية المستدامة. ويدرك الرئيس عبد الفتاح السيسي الأهمية القصوى للانضباط فى العملية التعليمية، ليس فقط على مستوى الالتزام بالحضور والمواعيد واللوائح والقواعد المدرسية، بل أيضًا على مستوى غرس القيم والأخلاقيات الحميدة فى نفوس الطلاب، وتعزيز المسئولية الفردية والجماعية، وتنمية احترام القانون والنظام، وتوفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة تساعد على التركيز والاستيعاب وتحقيق أقصى استفادة من العملية التعليمية. وفى هذا الإطار يبذل الوزير محمد عبد اللطيف جهودًا حثيثة ومتواصلة لتعزيز انضباط التعليم على مختلف الأصعدة. والأمر بستلزم تطوير التشريعات واللوائح المنظمة للعملية التعليمية، مرورًا بتفعيل دور المؤسسات التعليمية والإدارية فى تطبيق هذه اللوائح بصرامة وعدالة، وصولًا إلى إطلاق المبادرات والحملات التوعوية التى تستهدف الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين لترسيخ ثقافة الانضباط وأهميته فى تحقيق النجاح والتفوق. وتتضمن هذه الجهود مراجعة وتحديث مدونات السلوك الطلابية وتفعيل آليات المساءلة والمحاسبة للطلاب المخالفين، مع الأخذ فى الاعتبار الجوانب التربوية والإصلاحية للعقوبات، وليس فقط الجوانب الردعية، كما يتم العمل على تعزيز دور الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين فى المدارس لتقديم الدعم والإرشاد للطلاب الذين يواجهون صعوبات فى الالتزام بالانضباط، ومعالجة الأسباب الجذرية لهذه المشكلات. بالإضافة إلى ذلك تولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بتأهيل وتدريب المعلمين على أساليب الإدارة التعليمية الفعالة وتعزيز الانضباط الإيجابى داخل الفصول وهو ما يطبقه حاليا وزير التربية والتعليم ، من خلال استخدام استراتيجيات تربوية حديثة تشجع على المشاركة الفعالة للطلاب وتحفيزهم على التعلم الذاتى وتحمل المسئولية. وبموازاة ذلك يتم العمل على تحسين البيئة المدرسية وتوفير المرافق والتجهيزات اللازمة لخلق مناخ تعليمى جاذب وآمن، يشعر فيه الطلاب بالانتماء والتقدير، مما يقلل من دوافع السلوكيات السلبية ويعزز من التزامهم بالانضباط. كما أن الدولة تولى اهتمامًا خاصًا بتفعيل دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمين فى تعزيز الانضباط، من خلال مشاركتهم فى وضع وتنفيذ ومتابعة قواعد السلوك الطلابية، وتعزيز التواصل الفعال بين المدرسة والأسرة لضمان تضافر الجهود فى تربية الأبناء على الانضباط والمسئولية. وإدراكًا لأهمية التوعية بأهمية الانضباط تطلق وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية حملات توعية تستهدف الطلاب وأولياء الأمور عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لتسليط الضوء على الآثار الإيجابية للانضباط على التحصيل الدراسى والشخصية والسلوك، ومحاربة المفاهيم الخاطئة التى قد تقلل من أهميته. كما يتم تكريم الطلاب الملتزمين والمتميزين سلوكيًا كنموذج يحتذى به، وتشجيع الآخرين على الاقتداء بهم. ولا يقتصر دور الدولة فى تعزيز انضباط التعليم على الجوانب التنظيمية والتوعوية فحسب، بل يمتد ليشمل دمج قيم الانضباط فى المناهج الدراسية والأنشطة الصفية واللاصفية، من خلال تضمين موضوعات وقصص وسيناريوهات تعليمية تبرز أهمية الالتزام بالقواعد والأخلاقيات والمسئولية فى مختلف جوانب الحياة، وتشجيع الطلاب على المشاركة فى الأنشطة التى تعزز العمل الجماعى والالتزام بالتعليمات واحترام الآخرين. وتجدر الإشارة إلى أن تحقيق انضباط التعليم ليس مسئولية الدولة وحدة، بل هو مسئولية مشتركة تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما فى ذلك الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين والمجتمع المدنى ووسائل الإعلام، فكل طرف له دور محورى فى غرس ثقافة الانضباط وتعزيزها فى البيئة التعليمية والمجتمع ككل، والدولة المصرية، من خلال جهودها المتواصلة، تسعى إلى خلق بيئة تعليمية منضبطة وآمنة ومحفزة، تمكن الطلاب من تحقيق أقصى إمكاناتهم الأكاديمية والشخصية. وتساهم فى بناء جيل واع ومسئول وملتزم بقيم الانضباط، باعتباره أساسًا للتقدم والازدهار الفردى والمجتمعي.