إيران تعتزم تكثيف هجماتها.. وتحذر أمريكا وبريطانيا وفرنسا من التدخل
«القاهرة»: لابد من التكاتف الإقليمى والدولى لتخفيف حدة التوتر
فى ظل تسارع الأحداث عقب الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، يبدو المشهد غامضاً بشأن موعد انتهاء هذه الهجمات، وكذلك نتائج هذه المواجهة بين الجانبين التى من الممكن أن يتسع نطاقها فى المنطقة لتشتعل فى أى لحظة.
وفى الوقت الذى كشف فيه مسئول إيرانى كبير- بحسب شبكة «سى إن إن» الأمريكية- عن أن بلاده ستكثّف هجماتها على إسرائيل خلال الساعات القادمة، وحذر من أن أى دولة تحاول الدفاع عن تل أبيب، ستُدرج ضمن قائمة الأهداف العسكرية لطهران، مؤكداً أن بلاده تحتفظ بحق الرد على الهجمات الإسرائيلية بموجب القانون الدولي، ذكرت وكالة مهر أن طهران حذرت أمريكا وبريطانيا وفرنسا من أن قواعدها وسفنها فى المنطقة سيتم استهدافها إذا ساعدوا فى التصدى للهجمات الإيرانية على إسرائيل، وأكدت الوكالة أن إيران أبلغت رسمياً كلاً من فرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة بأنها ستبدأ بشنّ هجمات واسعة النطاق ضد إسرائيل.
فى المقابل، كشف بيان للجيش الاسرائيلى عن أن عمليات الاغتيال التى نجح فى القيام بها ضمت قائمة من 61 اسماً لقادة عسكريين كبار و»عقول فاعلة» فى برنامج إيران النووي، مشيرا إلى أن كلا منهم يمتلك عقودا من الخبرة فى مجالات دقيقة، مثل الفيزياء النووية، والهندسة الذرية، والكيماوية، وهندسة المواد.
و فى سياق متصل بالضربات الاسرائيلية على المفاعلات النووية الإيرانية، أعلن أمس المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن بلاده أكدت تعرض موقع فوردو النووى لأضرار محدودة عقب هجمات إسرائيل.
وفى نطنز، دمرت الضربات عدة منشآت فوق الأرض، وألحقت أضرارًا جسيمة بالنظام الكهربائي، مما أدى إلى انقطاع التهوية والكهرباء فوق الأرض وتحتها، كما دمرت أيضا منشأة أبحاث صغيرة، وهى منشأة التخصيب الوحيدة فوق الأرض فى إيران.
وعلى صعيد جهود «القاهرة» لاحتواء الأزمة تلقى د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة اتصالين هاتفيين إمس من «أنطونيو تاياني» نائب رئيس الوزراء وزير خارجية إيطاليا، و«خوسيه مانويل ألباريس» وزير خارجية إسبانيا، وذلك فى إطار متابعة التطورات المتسارعة بالإقليم فى أعقاب التصعيد الإسرائيلى الاخير واستهداف مواقع داخل الأراضى الإيرانية.
أكد الوزير عبد العاطى أن الهجمات الاسرائيلية تعد تصعيداً خطيراً تهدد السلم والامن الاقليمى وتدفع المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار والفوضي، مشددا على ضرورة العمل على خفض التصعيد وتخفيف حدة التوتر، وأنه لا حلول عسكرية للازمات الإقليمية. وأكد الوزير عبد العاطى على رفض مصر لانتهاك سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها، مشيرا الى أهمية تجنب اتساع دائرة الصراع فى الإقليم.
كما جرى اتصالان هاتفيان آخران بين د. بدر عبد العاطى وبدر بن حمد البوسعيدى وزير خارجية سلطنة عُمان، وهاكان فيدان وزير خارجية الجمهورية التركية، فى إطار متابعة التطورات المتسارعة فى المنطقة.
تم استعراض التطورات المقلقة فى الإقليم، وتبادل التقييمات حول تداعياتها الوخيمة على أمن واستقرار المنطقة، والتوافق على أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لخفض حدة التوتر واحتواء التصعيد بالمنطقة، أخذًا فى الاعتبار خطورة الوضع القائم وعواقبه.
كما تم التأكيد على ضرورة احترام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، وعدم المساس بسيادة الدول وسلامة أراضيها، وأنه لا حلول عسكرية للأزمات الإقليمية، وأن السبيل الوحيد لاحتواء التوتر يرتكز على بذل الجهود الدبلوماسية والسياسية لتجنيب الإقليم مزيدا من عدم الاستقرار.