المسجد الأقصى وهيكل سليمان المزعوم!

ليست المرة الأولى التى تخرج فيها دعوات.. فقد سبقتها دعوات عديدة ولكن هذه المرة وخاصة فى هذه الأيام التى تشهد عدداً كبيراً فى ظل صمت دولى عميق للأسف.. فهل يستطيع أصحاب هذه الدعوات من بعض الأطياف الإسرائيلية تحقيق ذلك ألا وهو هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة لبناء الهيكل المزعوم لثالث مرة وهو هيكل سليمان؟
السؤال الإجابة عليه صعبة لاختلاف آراء بين العامة والمتشددين فهناك من يرى ضرورة الإسراع بذلك لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وهم من الصهيونية العالمية كمنظمة تمكنت من وضع قدم لها فى أرض الميعاد «فلسطين» منذ وعد بلفور عام 1917 وللأن وتوسعت وأقامت دولة إسرائيل نسبة إلى سيدنا يعقوب الملقب أيضا بإسرائيل واستولت على غالبية أرض فلسطين بل وتنوى ضم الضفة الشرقية وغزة وتهجير الفلسطينيين إلى الأردن وسيناء المصرية، وهناك خاصة الحاخامات من يرى غير ذلك وعدم استعجال لحين رضا الرب عليهم وتطهيرهم من الرجس جراء ما فعلوه بحق إلههم «يهوه» بعدما أصبغ عليهم صبغة الأخيار أو شعب الله المختار.
الحقيقة – ما يقلقنا جميعاً هو الاقتحامات الكثيرة مؤخراً لباحات المسجد الأقصى وممارسة طقوس توراتية استفزازية بحراسة الشرطة وبحضور وزراء متطرفين من اليمين الإسرائيلى والذى بلغ على أيديهم فساداً ما بعده فساد فى الأرض ووصل الأمر إلى بث فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعى يظهر تصوراً لهدم المسجد والقبة العام المقبل، وأظهر الفيديو بمناسبة عيد الفصح اليهودى عملية التفجير بشكل تخيلى وكأنه حدث بالفعل وشكل المسجد وهو ركام وساحة فضاء وأعمال البناء لهيكل سليمان المزعوم.. مما يعنى أن مسألة التفجير أو الهدم مرتب لها وموضوع لها سيناريو.. وهذا أمر خطير وتطور كبير فيه إجماع وتأكيد على فعل ذلك الصنيع بحق أقدم مساجد الله على الأرض بعد المسجد المكى ويجب أخذه بمأخذ الجد خاصة وأن بنى إسرائيل قد علواً كبيراً «وقضينا إلى بنى إسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً..» الإسراء «4».. ولتتأكد العبارات التى يرددها بنو إسرائيل حول ذلك والتى منها «لا معنى لإسرائيل بدون أورشاليم ولا معنى لأورشاليم بلا هيكل» وكذلك «المسيح المخلص لن ينزل إلا بعد بناء الهيكل على جبل صهيون» وأيضاً «يحرم بناء الهيكل قبل نزول المسيح».
صراحة ما ينتوى عليه الإسرائيليون وما يبيتونه ليس بجديد فقد سبق ذلك أفعال شيطانية وعمليات حفر سرية أسفل المسجد الأقصى قبل حوالى 31 عاماً فما جعلنى أقوم بتأليف كتاب باسم «هيكل سليمان – هلاك أم خلاص لليهود» كتب مقدمته الشيخ محمد حسين مفتى القدس والذى أعطيته أكثر من نسخة عندما زار مصر بعدها بأشهر تناولت فيه كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى والطقوس اليهودية للتحضير لعملية الهدم وبناء الهيكل للمرة الثالثة بعدما هدم الملك البابلى عام 587 ق. م الهيكل الذى بناه سيدنا سليمان وبعد إعادة البناء للمرة الثانية وعودتهم من الأسر البابلى قام الملك الرومانى «طيطس» بهدمه عام 70 ميلادية.
لا أريد الاكتفاء بالإدانة لهذا العمل التحريضى الخطير الذى يمثل استفزازاً سافراً لمشاعر المسلمين جميعاً نريد الضغط العملى ومخاطبة الشعوب لاتخاذ مواقف صارمة ولإثناء الصهاينة عما يعتزمونه من عبث بالمقدسات الدينية وأن يكون لمجلس حكماء المسلمين وللمجتمع الدولى وأصحاب القرار موقف عاجل وحازم ورفع قضية أمام المحاكم الدولية المعنية لوقف هذا العبث وإرسال بعثة أممية لمراقبة ما يجرى فى الخفاء من أعمال حفر ممتدة أسفل المسجد أثرت بالفعل على أساساته وجعلتها واهنة شبه هشة وهذا ذكرته فى كتابى.. الغريب أن التبجح الإسرائيلى وصل منتهاه حتى فوجئ أبناء القدس المحتلة بمنشورات إسرائيلية تدعو الفلسطينيين للاستسلام لحملة تهويد القدس وتفريغها من أهلها وتقول: نداء إلى جميع المسلمين الساكنين فى أرض إسرائيل الأصل فى ديننا ودينكم هو «الإيمان بالله ملك العالم وحب إيماننا وإيمانكم أعطانا الله التوراة وفيها الواجبات والرسالات ويجب علينا القيام بها وفى التوراة مكتوب أن أرض إسرائيل وعدت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب وأحفادهم ولا غيرهم وأننا أحفاد شعب إسرائيل القديم وأن هذه الأرض ممنوع سكن غيرهم بصورة دائمة.. والأنكى من ذلك قالوا فى المنشور إن التخلى الفلسطينى عن أرضهم أمر إلهى مأمورون به فى القرآن، ناصحاً إياهم بالخروج والذهاب إلى أى بلد آخر فى العالم مع اقتراح بالسعى لدى الحكومة الإسرائيلية للحصول على تعويض مادى.. وفى هذا تناقض بل واعتراف بملكية أصحاب الأرض وهم الفلسطينيون لوطنهم فلسطين.. والدليل الدامغ يؤكد ذلك ألا وهو زعمهم فى المنشور أنه بسبب عدم قيامنا بهذا الأمر الإلهى الشعب اليهودى تم طرده ونفى خارج البلاد 2000 سنة والآن بعد عودة الشعب اليهودى لإسرائيل حان الوقت لأن يقوم بتنفيذ هذا الأمر الإلهى.. وأن تلك البيانات أو المنشورات جاءت بالتزامن مع الاستعدادات لافتتاح معبد «هاجوربا» أو ما يعرف بكنيس «الخراب» فى القدس وهو الكنيس الذى يعتبر اليهود إعادة بنائه مؤشراً عن قرب معبد جبل الهيكل «سليمان» على أنقاض المسجد وهذا ذكرته أيضا فى نفس الكتاب.. وفى النهاية أعلنت الجماعات اليهودية المتطرفة بالبدء الفعلى ببناء الهيكل الثالث المزعوم وأعدت الحجارة اللازمة للبناء مع إن هناك جماعات الحر يديم الرافضة لكل هذا لأن فى ذلك هلاكاً لبنى إسرائيل وأنه يجب انتظار المسيح المخلص وأنه لا بناء للهيكل قبل نزوله.
وللحديث بقية بمشيئة الله