الإرهابيون ليس لهم عهد ولا دين
لا أتذكر أن أحد الباحثين قد ذكر عدد المراجعات التى جرت مع الارهابيين لا التى نجحت من وجهة نظره ولا التى فشلت.
لكننى متأكد ان جميع المراجعات فشلت فى كل الدول العربية وهى السبب الرئيسى فى موجات الارهاب المتواصلة طالما أن الارهابيين يجدون الملاذات الآمنة والتمويل والتدريب والتسليح ومن يشغلهم ويدافع عنهم ويحميهم ويعدهم بدخول الجنة.
بدأت أولى المراجعات فى الفترة الماضية على يد وزير الداخلية عبدالحليم موسى الملقب بـ «شيخ العرب» وكان موسى من رواد فكر اتاحة الاستتابة وبدأت المراجعات فى السجون واقيل 1993 بسب رفض مسئولين مقربين من مبارك قكرة المراجعات والافراج عن المستجيبين لها وجاء من بعده حسن الالفى لكن ارتفعت وتيرة المراجعات فى فترة وزير الداخلية حبيب العادلى وبدأ الذين أفرج عنهم يتحركون فى المجتمع بحرية وعندما بدأت احداث 25 يناير 2011 خرقوا الاتفاقات ونقضوا العهود واول من التحق بها ينظمون ويخطبون على المنصات وازداد دورهم فى السيطرة على الميدان وظلوا طلقاء وفى صدر الساحة حتى جاء محمد مرسى واستعان بهم فى خطة «تمكين» الارهابيين وكما استعان ببعضهم كمستشارين وقنوات اتصال مع الارهابيين الهاربين فى افغانستان وعلى رأسهم أيمن الظواهرى أمير الجماعات الهارب فى ادغال افغانستان وزعيم تنظيم القاعدة.
ونجحت الاجهزة الامنية برصدهم وقبضت على كثير منهم فى 2013 وهرب القليل.
ونفس المراجعات جرت فى ليبيا قبل احداث 17 فبراير بإشراف المهندس سيف الاسلام القذافى واذكر اننى سافرت مع وفد صحفى الى طرابلس فى 10 مارس 2010 ووجدنا الاخوة الليبيين ينتظروننا على سلم الطائرة واخذتنا السيارات الى احدث فنادق الخمس نجوم الذى كان قد تم افتتاحه فى نفس اليوم ودخلنا بسرعة الى قاعة المؤتمر الصحفى ثم دخل سيف الاسلام ومعه مجموعة من الارهابيين ليعلنوا نجاح فكرة المراجعات والاستتابة والعودة للحياة الطبيعية داخل المجتمع وكان يجلس الى جانب سيف الاسلام عبد الحكيم الامير امير الجماعة الليبية المقاتلة وزعيم فرع «القاعدة» فى ليبيا وقيادات اخرى فى الجماعة وبعد المؤتمر اصبح عبد الحكيم الامير والآخرون احرارا وبمجرد قيام احداث 17 فبراير كان الامير يقودها ويقتحم المعسكرات للاستيلاء على الاسلحة وبدأت الدول الكبرى والصغرى الداعمة لمؤامرة يناير 2011 توفر لهم السلاح والتمويل والحماية والمنابر الاعلامية الى جانب عدوان الناتو الى ان تم تدمير ليبيا واثناء انشغال الارهابيين فى الاحداث كانت عين عبد عبدالحكيم الامير على مقار المصرف المركزى الليبى ينهبها ويعبأ مئات الملايين من الدولارات والدينارات ويرسلها الى الخارج الى ان ترك مقار المصارف فى المدن الليبية خالية وبعد ان آلت الامور إلى الجماعات الارهابية وبدأ الصراع على المناصب السياسية والتشريعية وفى تلك الفترة اختفى الامير وبعد سنوات قليلة عاد الامير للظهور فى صورة «رجل أعمال» ملياردير يمتلك عشرات الشركات من السياحة إلى المقاولات إلى شركة طيران وترك وقتها ليبيا تغط فى الخلافات السياسية على المناصب.
وهكذا فى ليبيا خرق الارهابيون الاتفاقات ونقضوا العهود وانضموا إلى مؤامرة يناير 2011.
والاسبوع القادم نواصل مسلسل نقض العهود فى دول عربية اخرى لنعرف ان الارهابيين ليس لهم عهد ولا دين.